الاثنين، 26 أغسطس 2024

قراءة في كتاب سراي نامه الغازي والدرويش

 

قراءة في كتاب سراي نامه الغازي والدرويش

الكتاب :
سراي نامه الغازي والدرويش
المؤلف : محمد عبدالقهار
نبذة عن كتاب 
تدور أحداث هذه الرواية في الدولة العثمانية في القرن السابع عشر حيث يستشري الوهن في الدولة, وتحيط بها الأخطار من كل جانب؛ صفويون شيعة في الشرق يحاربون تحت راية الأئمة, وبولونيون في الغرب يرفعون الصليب. 
وبينهما سلطان درويش القفص, وآخر ينقلب على نفسه, وسيرة الغزاة الأوائل تدنست بدسائس الحريم, تطاردها سيوف الإنكشارية وتنكأ جروح شيوخ الإسلام, تكتب بالوجد والدماء فصولاً لا تنتهي من كتاب السراي.



ا بنى من السهل ان تعتزل الجماعة وتشير الى جباه الناس بعصاك 
هذا مؤمن وهذا فاجر .. أما ان تخوض معهم وتصبر على الاذى 
وتختار بين خير الخيرين وشر الشرين فتلك صفات ذوى الهمّة واولى العزم” 
― محمد عبدالقهارسرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“لطالما كان الأخذ بثأر الحسين أنجح من القتال معه.
انظر .. هؤلاء قوم أقاموا دولة على نوح كربلاء وصفين، 
وحصدوا رؤوساً لم تشهد أياً من المشهدين.
يبكون حسينهم وهم أول من قتلوه، يزعمون أننا جعلنا من أنفسنا أكاسرة على دم الحسين، 
وهم يسجدون لكسرى آخر يأخذ لهم بثأره.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“وهؤلاء الراقصون لا يزالون يلهون الناس منذ زمن شيخهم الأكبر الرومي الذي رقص والمغول يخربون الأناضول ، ورقص الناس معه ليهربوا من ألم الفواجع.
وجلس البراوناه صنيعة المغول الذي حكم الأناضول باسمهم في مجلس الرومي يحاوره في الزهد والفناء !” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“ان العقلاء ليعجبون كيف تخضع الامم لسلطان ركب ظهورها بنسبه دون سابقة فضل او كفاية ان هذه الامم كمثل من عبدوا النار او عظموا الاطواغ 
لم تغب عقولهم عن الرؤوس بل بعُد عنهم هدى الله” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“ليس عبثا أن تكون أول كلمة في الشهادة لا.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“يوم عاشوراء ...
يوم نجى الله موسى وقُبضت إليه روح الحسين 
يوم شقت لموسى عصاه طريق النجاة وسالت دماء الحسين فى الفلاة 
نجى الله موسى فتاهت أمته فى الصحراء لقعودها عن الجهاد واستمرائها عيش العبيد 
وقبض الله الحسين لترسف أمّته فى أغلال يزيد 
فيه هاجر موسى لئلا يسجد قومه من دون الله لفرعون إنسان ..وفيه حارب الحسين لئلا يحكم الأمّة من دون الخليفة سلطان” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“داوود يقتل رفاقه ويقول سياسة، وأنت تريدين قتل أبناء أخي وتقولين سياسة ، وأبي قتل إخوته وقال إنه نظام العالم. ألا يوجد في هذه السَّرَايْ من لم يُلطخ يده بالدماء بعد؟!” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“أما السلطان، فقد توسط موكبه بين الصدر الأعظم وشيخ الإسلام يتبعهم القضاء والوزراء. ينثر أكياسًا من الآقجات والدوكات. نال أغلبها جيشه الذي أحاط به دون العامة المصطفِّين على جانبي الطريق. هتفت ألسنة العوام بحياة السلطان وقد ملت قلوبهم من الشكوى. رمقت عيونهم المال المنثور، فتمتموا بالحكمة التي أكدتها الأيام: "أهناك خير لم يصبه العسكر بعد؟".” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“لا أحد يعرف حقيقةً من هو السلطان.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“- إن الأموال التي تُنفَق في الشرور خير لها أن تُلقَى لأسماك البوسفور.
- وهل تحب الأسماك ذلك يا عزت أفندي؟
- نعم يا ولدي.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“إن الله ليغفر الذنوب للخاطئين، أما يكفي أن فاتهم جزاء المحسنين!” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“فإذا ما أفاء الله على الغزاة وكثر فى أيديهم المال وأسباب الترف نزع بعضهم الى اصطناع الموالى والمماليك ليتغلب بهم على من هم كفؤ له فى قبيلته ولهم فى السيادة مثل سهمه ..
فيكون حينها سلطانا لا غازيا يتبعه المقهورون لا المهتدون” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“يا بني أخرج هذا الشيء من صدرك ، فإنك إن وقفت على حافة المخاضة تخشى على ثوبك الأبيض أن يلطخه الوحل ، فتذكر أنك ستبلى ويصير الثوب لك كفناً لم تُسْدِ الناس شيئاً
بينما كان في وسعك أن تعيش على البر الآخر معهم وثوبك موحول.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“منذ اختط (سليمان القانوني) العديد من المراتب والمراسم للشيوخ والقضاة، صار بعضهم كـ(بلعم بن عوراء) عابد بني إسرائيل، إذا بلغوا مرادهم لهثوا، وإذا نكصوا على أعقابهم لهثوا. بيد أن المشايخ أنفسهم بدؤوا تلك المسيرة منذ وقت طويل قبل سلطانهم، فالمداهنة تبدأ من بواكير العلم، مَن يداهن شيخه يكون مقربا في الحلقة، وأي حلقة تجذب كحلقة السلطان؟” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“يجب ان يكف هؤلاء الاعتقاد اننا مركز العالم 
ان خوض دولتنا العديد من المعارك وبذلها انهار من الدماء فى سبيل الله أشعرنا ان القوة هى كل شىء 
لو سمعت ما يقوله أرطين عما يفعله الكفار لصيانة ملكهم لعرفت ان المسافة تبعد بيننا وبينهم 
ان هؤلاء البشاوات لا يزالون يعيشون بعقول البداوة فى ترف القصور 
الا ترى الاسبان يقتحمون عالما جديدا ويخوضون بحارا واسعة يأتون منها بالخيرات والكنوز بينما نحن لم نستطع سد جوع الاناضول من قمح الشام ومصر 
مصر التى لا يربطنا بها سوى والٍ عاجز يتغير كل بضعة سنوات ودعاء فى خطبة الجمعة وخراج يقل عاما ويزيد عاما لا يكافئ عُشر ما يمكن جمعه فى عام بأكمله” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


“مات في صمت من عاش حياته كلها في صخب المعارك.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“وحين التحمت الجيوش سمع تكبيرات عالية ارتج لها قلبه. إن هؤلاء القوم يجيدون الصراخ حقا!” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“فالسلطان إذا وثب على السلطان بطش بقدر الحاجة لأنه يريد دولة قوية. أما القولار إذا وثبوا على سلطانهم فلن يغمدوا سيوفهم حتى يشبعوا شهوتهم ويحوزوا الغنائم إلى بيوتهم ويقتل بعضهم بعضا.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“إنه مكان للشرور والظلم ياولدي” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“أما قاضي العسكر فخاف أن يقول ما في نفسه، فليس كل من ثاروا من أتباع الرافضة، لكن كما قال خليل باشا، إن الأمة لا يجب أن تتفرق شيعا وأحزابا، فكيف بخيمة قائد الجيش؟” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“أعلم أنك لا تريد إلا إصلاح الدولة، لكنك لا تلقي بالا لأولئك الذين اعتادوا الأمور كما هي منذ عقود، إنك تستثيرهم وتزيد مخاوفهم من فتنة لا تبقي ولا تذر. لا يمكنك أن تفعل ما تريد حتى لو كنتَ السلطان.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“كثيراً ما تتبدل الأحوال وتتغير الظروف والمقادير، ويفعل المرء أموراً لم يتخيل أنه يفعلها، أو يحب أناساً شب علي بغضهم.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش
 
“الكل ضدك الكل تخلى عنك أصبحت وحيداً أعزل أمام من لا يراعون فيك إلاً ولا ذمة.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“بقدر ما في حياة الرجل من دماء بقدر ما يحتاج امرأة في حياته” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“إن هؤلاء الباشوات لا يزالون يعيشون بعقول البداوة في ترف القصور. ألا ترى الإسبان يقتحمون عالما جديدا ويخوضون بحارا واسعة يأتون منها بالخيرات والكنوز، بينما نحن لم نستطع سد جوع الأناضول من قمح الشام ومصر، مصر التي لا يربطنا بها سوى والٍ عاجز يتغير كل بضعة سنوات، ودعاء في خطبة الجمعة، وخراج يقل عاما ويزيد عاما لا يكافئ عُشر ما يمكن جمعه في عام بأكمله.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“يتردد دعاء "زيارة وارث" من آلاف الحناجر عند المقام، الوجوه مغبَّرة من أثر ما أهيل عليها من تراب، وتنسكب الدموع من عيون محمرة، وقد مسحت الريح على رؤوسهم المشعثة مسحة مواساة وعزاء، يجرحون رؤوسهم وأيديهم بالحديد؛ لعل هذا يشعرهم ببعض آلام سيد شباب أهل الجنة، لعله يشعر أن شيعته لم تنسَ المُصاب. إنه يوم الحزن؛ عاشوراء..” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“إنك إن وقفت علي حافة المخاضة تخشى على ثوبك الأبيض أن يلطخه الوحل، فتذكر أنك ستبلى ويصير الثوبب لك كفناً لم تُسْدِ للناس شيئاً، بينما كان في وسعك أن تعيش علي البر الآخر معهم بثوب موحول.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“وما ذكره بكل هذا إلا يوم عاشوراء، يوم نجى الله موسى وقبض إليه روح الحسين. يوم شقت لموسى عصاه طريق النجاة وسالت دماء الحسين في الفلاة. نجى الله موسى فتاهت أمته في الصحراء لقعودها عن الجهاد واستمرائها عيش العبيد، وقبض الله الحسين لترسف أمة جده في أغلال يزيد. فيه هاهر موسى لئلا يسجد قومه من دول الله لفرعون إنسان، وفيه حارب الحسين لئلا يحكم الأمة من دون الخليفة سلطان.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“يابني من السهل أن تعتزل الجماعة وتشير إلي جباه الناس بعصاك، هذا مؤمن وهذا فاجر. أما أن تخوض معهم وتصبر علي الأذى وتختار بين خير الخيرين وشر الشرين ، فتلك صفات ذوي الهمة وأولي العزم.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش

“يوصون بروحهم الشفافة كل من يقرأ هذه الأوراق بالفرار من هذا العالم، الفرار إلي سفينة نوح قبل أن يعم الطوفان الأخير بطلم أهل القرى وفسادهم.” 
― محمد عبدالقهار, سرايْ نامِه: الغازي والدرويش


من لغير الله سل المغمدا — فى صدره السيف قد أغمدا

إذا أردت أن تبني دولة أو تسترد ملكاً زال فانظر لماضيك انظر للنقاط المضيئة فى تاريخك و مواضع قوة أجدادك لتتحمس و تزداد عزيمة على نيل مرادك أُنظر لمواضع الضعف و مكامن الذل و الهوان لتتعلم من أخطاء أسلافك و تتجنبها و تعالجها.

هذا بالضبط ما قام به الكاتب الشاب محمد عبد القهار في روايته سراي نامه فالكل ينظر للجزء الأول و يركز على فترة النبوة و الخلافة الرشيدة و عدل ابن عبد العزيز و أمجاد الفاتح و القانوني و عبد الحميد الثاني و يتغافل و يغض النظر عن مكامن الضعف و الفساد اللذان نخرا فى جسد الدولة الإسلامية حتى تفككت بسقوط الخلافة على يد أتاتورك و لكن فى هذه الرواية التاريخية يبدع الكاتب بتركيزه على مكامن هذا الضعف و أسباب هذا الفساد الذى انتشر فى الدولة و أودى بها إلى الفناء.
أتبحث عن الإفادة فعلاً من التاريخ إليك سراي نامه حيث استطاع الكاتب بكل روعة و تميز عن طريق أسلوب سلس و لغة أقل ما توصف به هي الفخامة أن يسقط الضوء على التاريخ المنسي للمسلمين فترة الخلاف و القتال على الملك بين سلاطين آل عثمان مسلطاً الضوء على دسائس الحريم التى أودت بالدولة و على قانون الفاتح الذى ينص على أن يقتل السلطان إخوته تجنباً للفتنة أوليست الدماء نفسها فتنة !

داوود يقتل رفاقه ويقول سياسة، وأنت تريدين قتل أبناء أخي وتقولين سياسة ، وأبي قتل إخوته وقال إنه نظام العالم. ألا يوجد في هذه السَّرَايْ من لم يُلطخ يده بالدماء بعد؟

الرواية تبين الواقع المرير و فساد الحاشية و النخبة المسيطرة على الدولة و مهادنة شيخ الإسلام للسلطان و تقربه إليه ، غازي طموح هو سلطان شاب يطمح فى استرداد أمجاد الغزاة الفاتحيين و لكنه يكتشف أنه منغمس في المؤامرات و الدسائس التي تورط فيها ليثبت ملكه و يسترد أمجاد أجداده .

الرواية التى بُنيت على أحداث حقيقية في ربع القرن السابع عشر الميلادى الأول عند وفاة السلطان أحمد و تؤرخ أو تسرد الصراع المتتابع على كرسي السلطنة من بعده الرواية التي تتحدث عن الصراع داخل الدولة و كيف يحاول كل طرف إقصاء الآخر و تتحث عن فساد حاشية السلطان و التى تنافقه لتتقرب منه مهما كان لتضمن حصتها من الثروة و السلطة و رحلة تلك الحاشية في إقصاء كل مصلح و الإبقاء على عملائهم فقط .

فالسلطان إذا وثب على السلطان بطش بقدر الحاجة لأنه يريد دولة قوية. أما القولار إذا وثبوا على سلطانهم فلن يغمدوا سيوفهم حتى يشبعوا شهوتهم ويحوزوا الغنائم إلى بيوتهم ويقتل بعضهم بعضا ً

الرواية هى من أروع ما ستقرأ في التاريخ و تناطح أفضل ما كتب في هذا المجال مثل ثلاثية غرناطة للأديبة رضوى عاشور الكاتب يستخدم موهبته الأدبية التى تحلى بها في صياغة عمل مبهر فعلاً العمل قائم على أسلوب ” الفلاش باك ” او ما يمكن أن نسميه تبادل الأحداث فالكاتب يقفز بك من مكان لآخر من موقف لغيره ليجعلك مُثار بالكامل لتنهى تلك التحفة الآدبية التى لا مثيل لها .

هناك اعمال تتمنى لو أن تنتهى بمجرد البدء فيها و أخرى تتمنى لو كانت عدد صفحاتها بالالاف حتى لا تنتهى من فرط روعتها و سراي نامه من النوع الثاني

الرواية تنتهى بمشهد تراجيدي إنقلب الإنكشارية على السلطان و قتلوه ثم انقلبوا على بعضهم البعض حتى تولى مراد السلطنة .

ختاماً الرواية عمل أدبي فذ برغم أنها باكورة آعمال صاحبها الأسلوب جيد جداً اللغة فخمة و الحبكة الدرامية موجودة ، الرواية في مضمونها العام جيدة جداً لأنها ألقت الضوء على حقبة منسية آو متغافل عنها.

قراءة اونلاين:كتاب سراي نامه الغازي والدرويش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق