الأربعاء، 28 أغسطس 2024

تونس بين سندان التشيع ومطرقة المشروع الإيراني (2-2)

 تونس بين سندان التشيع ومطرقة المشروع الإيراني (2-2)

مهنا خضيرو
كاتب وباحث في شؤون العلاقات الدولية

تحليل مخاطر

لعب دعم إيران للمؤسسات الثقافية والدينية الشيعية، مثل المساجد والمدارس والجمعيات الخيرية، دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الشيعية، حيث تعمل هذه المؤسسات كمراكز للحياة المجتمعية للمسلمين الشيعة وتساعد في الحفاظ على التقاليد والممارسات الشيعية وتعزيزها، وتسهم هذه الأنشطة الخيرية والخدمية في جذب المزيد لاتباع المذهب الشيعي، كما ساعد الدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه إيران لهذه المؤسسات في تقوية المجتمع الشيعي وتعزيز الشعور بالتضامن بين المسلمين الشيعة في جميع أنحاء العالم.

وقد كان لتورط إيران في الصراعات الإقليمية، مثل الحرب في سوريا والصراع الدائر في العراق، وتأجيج العنف في هذه البلدان وغيرها تأثير مباشر على الطائفة الشيعية، حيث يُنظر إلى دعم إيران للنظام السوري وحكومة الأسد، والميليشيات الشيعية في العراق، كما ذكرنا من قبل، على أنه دفاع عن مصالح الشيعة في المنطقة، والتصدي للتطرف السني والجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، والتي تشكل تهديدًا للمجتمعات الشيعية والأقليات الدينية الأخرى في المنطقة، مما يدعم ادعاءات إيران بأن لها دوراً حاسماً في تعزيز المصالح الشيعية والدفاع عنها في المنطقة.

وبشكل عام، فإن تأثير إيران على المذهب الشيعي ونشر التشيع في المنطقة العربية والشرق الأوسط أمر معقد ومتعدد الأوجه، وله نواحي إيجابية وسلبية، ولكن من أهم سلبياته التي لا يمكن تجاهلها هو منح إيران فرصة للتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى بحجة حماية الأقلية الشيعية، مما يُدخل المنطقة في دوامة من العنف والاحتقان الطائفي الذي يؤدي -حتماً- إلى انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار وتعطيل محاولات تحقيق السلام، ويمنحها غطاء دولياً لشرعنة ما تقوم به من أعمال الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات المسلحة ضد حقوق الإنسان في سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول.

التشيع في تونس

نظرة عامة على التشيع في تونس وكيف بدأ يعد التشيع أحد المذاهب الإسلامية الرئيسية، وله تاريخ عريق في شمال إفريقيا، بما في ذلك تونس، وقد شهد التشيع في تونس فترات من الازدهار والانحسار، وتأثر بعوامل سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة.

وترجع جذور التشيع في تونس إلى العصر الأموي، حيث توافد على البلاد العديد من الشيعة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، هرباً من الاضطهاد السياسي والديني، واستقر هؤلاء الشيعة في بعض المدن التونسية، ونشروا أفكارهم ومعتقداتهم بين السكان المحليين.

شهد التشيع في تونس ذروة ازدهاره خلال العصر الفاطمي (909-1171م)، حيث أسس الفاطميون، -وهم من الشيعة الإسماعيلية- دولة قوية امتدت من المغرب إلى مصر، واتخذوا من القيروان عاصمة لهم، وخلال هذه الفترة، تمتع الشيعة في تونس بحماية الدولة الفاطمية، وشغلوا مناصب مهمة في الإدارة والقضاء، كما تم بناء العديد من المساجد والمعاهد الدينية الشيعية، ونشرت الكتب والمخطوطات الشيعية على نطاق واسع.

وبعد سقوط الدولة الفاطمية 1171م، واجه الشيعة في تونس فترات من التضييق والاضطهاد من قبل الحكام السنيين، وقد أدى ذلك إلى تراجع نفوذهم وانتشارهم، إلا أنهم استطاعوا الحفاظ على وجودهم في بعض المناطق.

ومع بداية العصر الحديث، شهد التشيع في تونس نهضة جديدة، وقد ساهمت عوامل متعددة في ذلك، مثل تحسن الأوضاع السياسية، وازدياد التواصل مع مراكز الشيعة في العالم، وانتشار التعليم الديني الشيعي والمؤسسات الداعمة.

وترجع بداية التشيع المعاصر في تونس إلى سبعينات القرن الماضي مع الدكتور «التيجاني السماوي» -أبو التشيع المعاصر في تونس كما يطلق عليه-، حيث ساهم في نشر مبادئ الشيعة الإثني عشرية، ووثق رحلته مع المذهب الشيعي في كتابٍ أسماه «ثم اهتديت»، وقام أيضاً بتأليف العديد من الكتب التي كان لها تأثير وصدى واضح في تونس والعديد من دول العالم الإسلامي، وبدأ المجتمع ينفتح كلياً على التشيع، ودخلت أعداد كبيرة من التونسيين في المذهب الشيعي.

وتواصلت الدعوة خلال فترة حكم زين العابدين بن علي، الذي لم يضيّق على الشيعة، بل وضعهم فقط تحت المراقبة، كما سمح لهم بتأسيس جمعية أهل البيت الثقافية في عام 2003، وخاصة في ظل العلاقات التي كانت تربطه مع إيران.

وفي أعقاب الثورة التونسية عام 2011، حدثت عدة متغيرات في تونس، أهمها فسح المجال أمام الجميع، واحتواء جميع الأديان والمذاهب وكل الأيديولوجيات، ووجود بنود دستورية صريحة تكفل حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية، فاستطاع شيعة تونس أن يظهروا للعلن، وان يواصلوا نشر المذهب الشيعي على نطاق واسع.

ويُقدر عدد الشيعة في تونس اليوم بمئات الآلاف، وهم منتشرون في أغلب محافظات البلاد، ويمارسون شعائرهم وطقوسهم بحرية ودون أن يتعرضوا إلى أي نوع من المضايقات، ولهم حضور ملحوظ في بعض المدن الكبرى، مثل العاصمة تونس، مستغلين الأجواء الجديدة في تونس للكشف عن أنفسهم، بل والانتشار ومحاولة شرعنة وجودهم من خلال تأسيس جمعيات ثقافية وحركات سياسية ومؤسسات إعلامية في تونس.

ولكن يواجه هذا التمدد الشيعي معارضة من قبل البعض، باعتباره غريباً على المجتمع التونسي الذي يعتنق معظم أطيافه المذهب المالكي السني، ولطالما تجنب الانقسامات الدينية والصراعات المذهبية، على عكس معظم بلدان العالم العربي.

وتُثار شكوك حول ارتباط الفكر الشيعي الذي يروج له حاليًا في تونس على نطاق واسع بقوى خارجية لها مصالح استراتيجية في المنطقة ومشاريع مستقبلية تسعى لتحقيقها من خلال نشر المذهب الشيعي، وخاصة المخططات الإيرانية، وتوقع استنفار مضاد من جانب متطرفي الإسلام السني، وظهور خطر التطرف وتنظيمات الإرهاب لتفريق وتمزيق الشعب التونسي، وتحقق خطط التقسيم والتفتيت في تونس وغيرها من الدول المستهدفة بهذه الخطط والمؤامرات.

أسباب التمدد الشيعي في تونس ودور إيران في دعم التشيع إذا نظرنا إلى ظاهرة التشيع في تونس خلال العقود الأخيرة، حيث ازداد عدد الشيعة بشكل ملحوظ، سنجد العديد من الأسباب والدوافع لهذا الانتشار الممنهج، ودور إيران في دعمه، ويمكن ربط محاولات نشر التشيع داخل المجتمع التونسي بالعديد من العوامل والدوافع التاريخية والدينية والسياسية والاجتماعية، وتشمل ما يلي:

دعم الدولة الفاطمية لمذهب التشيع:

حيث شهدت تونس خلال فترة حكم الفاطميين (القرنان الرابع والخامس الهجريين) دعمهم لنشر المذهب الشيعي الإسماعيلي، تاركين وراءهم إرثاً ثقافياً ودينياً شيعياً لا يزال حاضراً إلى الآن في بعض المناطق.

الهجرات:

شهدت تونس هجرات من بلدان مجاورة ذات أغلبية شيعية مثل الجزائر وليبيا، مما ساهم في تعزيز الوجود الشيعي في البلاد.

البحث عن هوية:

يعاني بعض التونسيين من أزمة هوية، خاصةً مع انتشار الفكر العلماني وتراجع الممارسات الدينية التقليدية، مما يدفعهم للبحث عن بدائل دينية روحية مثل التشيع، ويجدون في التيارات الشيعية فرصةً لذلك، خاصةً مع اهتمامها بتفسير القرآن الكريم وتقديم الدروس والمحاضرات الدينية والأنشطة الخيرية.

السعي للتغيير:

ينجذب بعض الشباب التونسي إلى أفكار التغيير والعدالة الاجتماعية التي تطرحها التيارات الشيعية، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية والأزمات السياسية التي تواجهها البلاد العربية.

التأثر بالخطاب الشيعي:

تزايد انتشار الخطاب الشيعي عبر الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تأثر بعض التونسيين بأفكاره ومعتقداته.

استغلال إيران وحزب الله لغياب النظام التونسي:

استغلت إيران وحزب الله قضاء «زين العابدين بن علي» على الحركة الإسلامية وتصفية التدين في تونس لتحسين علاقاتها معه، واختراق الساحة السنية في البلاد.

البعثات الثقافية الإيرانية:

قامت البعثات الثقافية الإيرانية بمحاولة نشر التشيع بين مختلف أطياف المجتمع التونسي، وإرساء فتنة التفرقة المذهبية، وذلك عبر نشر مطبوعات تُشكك وتنال من عقائد السنة وتُؤسس لعقائد الشيعة.

منافسة حركة النهضة:

سعى زعماء حركة النهضة “الإخوان المسلمون في تونس”، لمنافسة «الإسلاميين التقدميين» من خلال تبني مواقف تُعزّز التمدد الشيعي في تونس.

التأثر بالثورة الإيرانية:

حيث اعتنق عدد من نشطاء التيار الإسلامي الفكر الشيعي، تأثرا بالثورة الإيرانية التي رفعت شعار الإسلام، والانتصار للقومية والهوية الإسلامية.

ضعف الدعم للدعوة الإسلامية السنية:

ساهم ضعف الدعم الرسمي من الدول العربية والإسلامية للمؤسسات والكيانات الإسلامية السنية، وتضييق النطاق على العمل الخيري الإسلامي والأنشطة الاجتماعية والثقافية، في إخلاء الساحة للمؤسسات الشيعية لتتحرك بسهولة وتكون أكثر تأثيراً.

الدعم المالي الإيراني:

قدمت إيران دعم مالي كبير لتمويل نشر المذهب الشيعي من خلال بناء المدارس والمساجد، ودعم المنظمات والجمعيات الشيعية.

التأثير السياسي:

لعبت إيران دورًا نشطًا في دعم الجماعات الشيعية في تونس وغيرها من دول شمال إفريقيا، مستخدمة نفوذها السياسي وعلاقاتها الدبلوماسية لتعزيز مصالحها في المنطقة.

وقد استطاعت إيران طيلة عقود من العمل المنظم والمستمر، ومن خلال دعم المنظمات الاجتماعية والأنشطة الخيرية، والهيئات الحكومية والأهلية، والمراكز التَّعليمية والثَّقافية، والمشاريع الاقتصادية الاستثمارية، بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية، والتغطية الإعلامية القوية والمستمرة، إيجاد حواضن لعقيدة الشيعة الإثنا عشرية في تونس ودول شمال إفريقيا والمشرق العربي.

تونس بين هويتها العربية وتطلعات إيران: هل تُغير إيران وجه تونس؟

تمتلك تونس موقعاً استراتيجياً هاماً، وهو ما دفع العديد من الحضارات والدول إلى احتلالها واتخاذها مركزاً لحكمهم، ومن هذه الدول الدولة الفاطمية التي تأسست في عام 296 ه، ومثلت بداية وجود الشيعة الإسماعيلية في البلاد التونسية.

وقد عملت إيران على ربط تاريخها بالتاريخ التونسي من خلال ربط الدولة الفاطمية ذات القيادة الشيعية بإيران، مُغفلةً الهوية العربية السائدة آنذاك، كما استغلت إيران حالة الفراغ السياسي والأمني التي أعقبت ثورة 2011 للتغلغل في المجتمع التونسي من خلال دعم بعض الأحزاب والجمعيات والشخصيات المؤثرة، حيث تُعد تونس من بين الدول التي واجهت استهدافًا مباشرًا من قبل المشروع الفارسي الإيراني الذي يهدف لبناء إمبراطورية شيعية تقود العالم الإسلامي على أنقاض المذهب السني، العدو الاستراتيجي الأول الذي يجب القضاء عليه من خلال تجنيد كافة إمكانيات إيران.

وقد استخدمت إيران أدواتٍ متنوعة لدعم نفوذها وتحقيق مصالحها، وكان من بين أهم أدوات تحقيق المشروع الإيراني دعم التمدد الشيعي، وتوظيف الدين والفتن الطائفية لخدمة مصالح طهران السياسية، وسط ادعاءات النظام الإيراني بأنه يسعى فقط لدعم المستضعفين ومواجهة الظلم والقهر والإطاحة بالأنظمة الاستبدادية، وهو ما وجد صدىً لدى بعض الفئات في تونس، خاصةً مع صعود حركة النهضة ذات التوجهات الإسلامية.

وقد اعتمدت إيران على استراتيجيات متعددة لنشر المذهب الشيعي في تونس واستخدامه لخدمة مصالحها في المنطقة، وذلك كما يلي:

تأسيس الجمعيات الخيرية:

كان الهدف الرئيسي من تأسيس الجمعيات الخيرية والثقافية التي انتشرت في تونس، هو العمل على نشر المذهب الشيعي من خلال جمعيات تبشيرية شيعية ذات طابع ثقافي أو خيري أو سياسي، هدفها الأساسي هو المساعدة في ترسيخ وتمديد المشروع الشيعي الإيراني في تونس، كما يتخذ بعضها من الدفاع عن القضية الفلسطينية ومحاربة التطبيع مع إسرائيل واستهدافها واجهة ظاهرية أخرى لنشاطاتها ووسيلة لكسب المصداقية لدى الناس كمرحلة أولية، كما تهدف من وراء التستر على تشيعها إلى محاولة الاختلاط بالمجتمع التونسي ومنظماته الأهلية التي رفضت الانخراط المباشر أو التعاون مع الجمعيات ذات المرجعية الشيعية المكشوفة كجمعية آل البيت وجمعية المودة الثقافية الشيعية، والعديد من المنظمات الأهلية التونسية التي تبين بوضوح توجهها الشيعي وعلاقتها المريبة مع النظام الإيراني.

النشاط الإعلامي:

إنشاء منظومة إعلامية متكاملة من وسائل إعلامية ومراكز ثقافية تتلقى الدعم والتمويل من إيران لنشر الدعاية الشيعية والترويج للسياسة الإيرانية، وتتمثل في توزيع الكتب والمنشورات الإيرانية الشيعية في كل أنحاء تونس، واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الخاصة بالجمعيات الشيعية لنشر الدعاية الشيعية والترويج للسياسة الإيرانية، وإنشاء قنوات فضائية موجهة لشعوب المغرب العربي، يشرف عليها صحفيون وإعلاميون تم إعدادهم لهذا الغرض، وهم من أبناء دول المغرب العربي، ويتم بثها باللغات الأكثر تداولا في المنطقة وهي اللغة العربية واللغة الفرنسية، بالإضافة إلى العديد من المنتديات والمكتبات، وكذلك إقامة طقوس الشيعة بشكل علني وسافر تتحدى فيه قيم المجتمع التونسي، بالإضافة إلى التعبير عن المواقف السياسية والمطالبة بالحقوق المدنية والمساواة.

تأسيس أحزاب سياسية وجمعيات شيعية في تونس:

بعد ثورة 2011، تم تأسيس العديد من الأحزاب السياسية والجمعيات الدينية والثقافية للوصول إلى مراكز صنع القرار والتأثير على السياسة التونسية بعد الثورة، ومنها قائمة سياسية باسم «قائمة أمل تونس الحديثة»، وقد أعلنت جميع الجمعيات والنشطاء الشيعة في تونس عن ارتباطهم بإيران، وتلقيهم الدعم المادي منها، كما أنهم يعتبرون “علي خامنئي” مرجعيتهم الدينية والسياسية.

التعاون مع الجمعيات الصوفية في تونس:

حيث قامت إيران باستغلال النفوذ والتأثير الواسع لتحقيق أهدافها السياسية والدينية، وذلك من خلال استراتيجية ممنهجة شملت:

التقارب مع القيادات الصوفية: أوفدت إيران العديد من المسؤولين الثقافيين والدينيين لإقامة علاقات مع شيوخ ورموز الصوفية في تونس كسبًا لثقتهم ودعمهم.

دعم الأنشطة الصوفية: قدمت إيران تمويلًا ودعمًا لوجستيًا لأنشطة الجمعيات الصوفية في تونس، لتوسيع نفوذها وتعزيز حضورها في المجتمع التونسي.

المشاركة في الفعاليات الصوفية: حيث حرصت إيران على المشاركة الفاعلة في المهرجانات والمناسبات الدينية التي تقيمها الجمعيات الصوفية للترويج لأفكارها ونشر ثقافتها.

إنشاء مؤسسات ومراكز دينية شيعية في تونس: تعمل هذه المؤسسات كمراكز هامة للمجتمع الشيعي للالتقاء والعبادة والمشاركة في الأنشطة الدينية، وقد لعبت هذه المؤسسات أيضًا دورًا في تعزيز القيم والتقاليد الشيعية بين طوائف الشيعة في تونس.

عقد مؤتمرات رسمية: حيث يتم عقد مؤتمرات تدعو إلى الاقتداء بنظام الحكم الإيراني وثورة إيران، مع ضرورة ممارسة المذهب الشيعي بكل حرية.

دور الدعاة النشطون: يلعب الدعاة الشيعة دورًا هامًا في نشر التشيع، خاصةً في المؤسسات التربوية.

انتشار المراجع الشيعية: تنتشر المجلات والكتب والكتيبات الشيعية بشكلٍ واسعٍ في تونس، مما يُسهل على الباحثين عن المذهب الشيعي التعرف عليه.

استخدام التشيع في قلب أنظمة الحكم بالدول العربية: اعتمدت إيران على نشر التشيع ومبادئه الداعية إلى حماية المستضعفين والثورة على الاستبداد لإسقاط الديكتاتوريات العربية، وإحياء الدولة الفاطمية ضمن مخطط لتأسيس شريط فاطمي يعتنق الديانة الشيعية في المنطقة الممتدة من غزة في فلسطين وحتى المغرب.

استغلال التربة المواتية للتشيع في تونس: بالنظر إلى أن تونس كانت مهداً للدولة الفاطمية تاريخياً، فقد اعتمدت إيران على تأسيس مراكز للتشيع في مناطق مختلفة من تونس خاصة جنوب البلاد، حيث شهد جنوب تونس حركة تشييع واسعة.

إدخال تركيبة مذهبية جديدة في تونس: وذلك لاستغلالها فيما بعد كذريعة للتدخل في الشئون الداخلية لتونس ولأية دولة عربية أخرى بحجة حماية الأقلية الشيعية.

وقد حذر عدد كبير من الأئمة والعلماء التونسيين من خطر المد الشيعي الإيراني، وزيادة نفوذ إيران على وحدة تونس واستقرارها، وقد واجه الغزو الشيعي الإيراني رفضًا شعبيًا من قبل العديد من التونسيين، الذين طالبوا بوقف أنشطة إيران وتدخلها في تونس، وقد تم تأسيس رابطة لوقف التشيع في تونس عام 2012، وهي «الرابطة التونسية لمناهضة المد الشيعي في تونس» لمواجهة هذا الغزو الإيراني، والتأثيرات السلبية للمشروع الفارسي الإيراني على تونس.

إن إيران تبذل كل جهودها لنشر التشيع في تونس ومد النفوذ الإيراني هناك، لتصبح تونس في السنوات القليلة المقبلة على شاكلة ما يحدث في اليمن حالياً، مما يعنى ضرورة التصدي لهذا التمدد والخطر الشيعي، الذي يجد صدى لدى الرأي العام التونسي نظراً لعدم فهم كثير من الناس لخطورة مثل هذا التوجه، وتأثيراته السلبية على الاستقرار الاجتماعي والهوية التونسية الوطنية، ونسيجها المجتمعي المتجانس مذهبياً ودينياً، ويمنح الفرصة لإيران للتدخل في تونس بحجة حماية الأقلية الشيعية، ومن ثم دخول تونس في دوامة من التوتر والصراع الطائفي، لتصبح بذلك أداة جديدة من أدوات الدولة الإيرانية.



تونس بين سندان التشيع ومطرقة المشروع الإيراني (1-2)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق