الخميس، 22 أغسطس 2024

أين الخلل ؟؟؟

 أين الخلل ؟؟؟

د.صفوت بركات


من وحى سكاكين##أطفال فلسطين ##
تحريف الكلم عن مواضعه
حين توعد الأمة بأن لا تستأصل ولا تبيد ولا تذهب بيضتها ثم يدعى أفاك أننا ضعفاء وما بنا ضعف ولكنه يحرف الكلم عن مواضعه ويحرف الحقيقة لتشتغل الأمة بعلاج ماليس له وجود وتنجاهل علاج الداء الحقيقى لتظل تطارد سراب ...
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلُ الْهَوَانُ عَلَيْهِ مَآ لِجُرْحٍ بِمَيّتٍ إيلامُ..
عن معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ".
قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ. رواه البخاري ومسلم..
خص النبى عليه الصلاة والسلام طائفة من الأمة بالظهور على الحق وبالحق ولا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتى أمر الله وهم على ذلك ومن جانب وصف وتحديد جغرافية تواجدهم كانت الشام و حول المسجد الأقصى ..فهل هؤلاء ضعفاء ؟؟؟
ولماذا يصير الضعيف وفى ظل إختلال موازين القوة يظل هؤلاء ظاهرين على عدوهم ؟؟
كل هذه أسئلة تلقى بثقلها على كل صاحب عقل ليتدبر ويسبر ماهيتها ومعانيها لعله يخرج بمقاربة لإجابات صحيحة ....
ومما رشح لى ولغيرى من أطفال وشباب فلسطين وسكاكينهم أن لديهم القوة والقدرة ولكن كان ينقصهم تفعيلها وكان .

كشفت الحوادث الأخيرة بالاراضى المباركة بالشام وفلسطين أن الوهن صناعة وان توازن الرعب لا تفقده أى أمة وأن الإنسان كإنسان بمعزل عن التكنولوجيا والاسلحة المعقدة والمتقدمة ومتعاظمة الأثر لا يفتقد القدرة على صناعة توازن الرعب والقوة وباقل الأشياء ويصبح المفتقد فقط هو الإرادة التى بها يحقق إنسانيته وبشريته الكاملة فضلا عن إنتمائه لأى دين أو ملة أو نحلة وإذا أضيف لذلك حق شرعى وقانونى تعاظمت قدرته وقوته لمواجهة أقصى ما تمتلكله البشرية من اسلحة متقدمة وهنا يصبح الوهن صناعة مما حدى بالاباء الأوائل للإمريكان النص دستوريا بحق حمل السلاح وتملكه لكل فرد امريكى لانها أمة للقيطة ومصنوعة وليست أمة أصيلة ولمثلها تحتاج لأمور منها صيانة الإرادة و ليس من باب الحض على إستعماله ولكن لرعاية البعد النفسى والذى به تنتقص القيمة الحقيقية للانسان وهى الإرادة فصيانة الإرادة مقدمة على أى شىء للفرد والمجتمع وصيانتها سواء فعلت أو لم تفعل بعد ذاتى ومقصد من أكبر مقاصد الشريعة فى الاسلام وبسببه سجن مالك رحمه الله فى إبطال طلاق المكره وإبطال العقود التى تشوبها إرادة معيبة حتى أن فى مذهب الامام أحمد رحمه الله رأى ببطلان الإذعان وعقوده وكل هذا يضيف معانى أعمق للحياة و ليس حب الحياة بإرادة كاملة غير منقوصة للإنسان ليست مناقضة لمعانى تم تدشينها فى تعريف الوهن وهو حالة ذهنية وفقط وهو ثمرة حب الدنيا وكراهية الموت ولا ينتقل إلى العدة والعتاد والعدد فليس المعانى الظاهرة المسطحة هى المقصودة فى الدلالات اللفظية لتعريف الوهن ولا يمكن تفسيرها بمعزل عن نصوص أخرى ودلالات متعددة لنصوص كثيرة تعتنى بنفس المعانى ومنها أحاديث رد الصائل وغيرها التى تفيد أن الحياة مع انتهاك العرض وسلب المال والدم ليست حياة إلا بمعناها ودلالتها الحيونية وكالعجماوات وليست حياة بشرية ولا انسانية ولا حتى التفسير بالإستغراق فى الشهوات والملذات فقط فالإرادة الانسانية قبل هذا وتسبقه ويجب رعايتها وحمايتها ..
وكل هذا بمعزل عن المعتقد والدين وغيرها من تنظيرات فكرية وعلى صدد الواقع الاسلامى ضحالة العلم للمتصدرين لمخاطبة عموم المسلمين من اعظم البلايا والطامات الكبرى إذ يكتنف الخطاب الاسلامى للعامة عوار كبير وبه من بث دلالات ومعانى تثبيط الناس وصناعة الوهن أمر لا يغفله صاحب بصيرة وخاصة فى الحديث للناس دائما بغير علم ومتجاهل قطعيات السنن الكونية ومنها فى حسابات القوة للمسلمين أن لا يغفل من يتصدى لهذا ما بين الخصوم للأمة الاسلامية من خلافات والتى تتعارض مصالحهم فيها ولا تقبل التسويات أو اقسمتها على طرفى الصراع جزء أصيل من حساب قوة المسلمين فى التفكير الاستراتيجى ولكم فى حرب الروم والفرس درس وعبره ومن يعظم قوة المسلمين وهم فى قمة ضعفهم على الحقيقة لأنه لا يتصور الفراغ فى العالم لتعارض المصالح وتوافقها فى ظل عالم متعدد الأمم والقوى وعلى هذه القطعية من التصور نشئت أمة الاسلام برعاية التوازنات وتفعيلها وحتى تنشيط الخلافات وتأجيجها بين المختلفين من الكفار وذلك بالحق بإظهار التباينات بينهم وتعارض مصالحهم وتم تفعيل هذا فى زمن النبوة وعصرها الزاهر وحتى التبشير بزوال أمم من الدين وموافق لسنن كونية قطعية وهى تبدل الايام بين الناس وتداولها .ومن يغفل هذا من أبناء المسلمين ويعزل ما يجرى فى العالم من صراعات وهى سنن كونية يبث الإحباط والإكتئاب ويثبط الناس عن كثير من أمور صلاحهم وذلك لضيق أفقه وقلة علمه

فليس من المعقول ولا المقبول أمة موعودة أن لا تستئصل شأفتها ولا تزول بيضتها فاقدة لكل معانى القوة والقدرة ويتم وصفها بالضعف حتى لمن يدعى القطع بالاسباب المادية ولكن حقيقة الأمر أن بها من كل مظاهر وحقائق القوة والردع مالم يفعل ولو مفك أو عظمة بهيمة أو سكين من حجارة أو السراميك إذا تعذر حمل المعادن لوجود آلات لكشفها.....

والاسباب التى مكنت الوهن من الأمة هى ..
الخطاب العنصرى واحتكار قضايا الأمة فى ثلة منها
إن الخطاب الذى يعزل شطر من الأمة لمعاصيهم الظاهرة من احد مفردات القوة الكامنة بالأمة ولم تفعل بعد هو خطاب جاهل بحقيقة الصراع وما يجب فيه والتشديد على حصر الأمة وقوتها فى ثلة من الناس وإشتراط بعض المواصفات لهم كملتزمين وغيره هى نظرة جاهلة سطحية ولها بعد عنصرى فلسنا بنى إسرائيل فإشراك العصاة فى معارك الأمة هو فتح الأبواب مشرعة لهم للإستقامة والتوبة وهو من الصد عن سبيل الله من وجه أخر فكم من بلاء دفع بالغوغاء من الناس وكم من تائب ميدان توبته كان ندبه لفعل الخير وتحميله مسؤليات يخفق فى أدائها الأتقياء ولينصرن الله هذا الدين بالرجل الفاجرأصل الداء عدم تفعيل كل ما بين يديها واستنفار كل طاقتها وهذا نتيجة لتوجيه الخطاب وتحميل المسؤليات لطبقات أو طوائف بعينها وعزل غالب الأمة وتنحيتهم عن مسمى الأمة بحجة معاصيهم مما جعل شرائح كبيرة منهم تطرح عن كاهلها أى مسؤليات وتعيش يومها وفقط وطائفة أخرى أدمنوا الذل والمهانة فلم يعد أحدهم يشعر بالهوان وطائفة ثالثة إلتحقوا بعدونا بسبب تصديقهم مقولة الضعف ولا يدركون أن لكل أمة مصادر قوة ذاتية وتختلف عن أى امة اخرى ولكل أمة خصائص ومنها قوة الجغرافيا والتاريخ والعقيدة وغيرها من مظاهر القوة وطائفة رابعة بسبب طول مكسها ومعاشرتها للهوان تود لو أن الأمة كلها مثلها فتناصب الطائفة التى تدعى النقاء والتقوى العداء وتتربص بهم لسوء خطابهم وحصر الحق والمسؤلية لهم وعنصريتهم فى جوانب عدة وطوائف مهنية أخرى وجدت نفسها معزولة ومحدد لها وظائف لا تتخطاها ولا تلائم قدراتهم لمكافئة المسؤليات الملقاة على عاتقهم وطوائف أخرى قد أستقلت بمهماتها وتخشى نزع تلك المهمات والمسؤليات منها وتحتكرها خشية مشاركة غيرهم لها لأنها مميزة عن غيرها وهكذا بالخطاب العنصرى تمزقت الأمة وأصبحت فرق وطوائف سواء بحكم المهنة أو الطبقة الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها والكلام كثير عن تشريح الداء واسباب الوهن .فالوهن هو علاقة مريض بمرض وليس ضعيف وليس له علاج إلا بتفعيل القدرات الكامنة والمتاحة وهدم الجزر العازلة بين ابنائها وتنبيهها بأنها أمة موعودة بالبقاء والسؤدد وما عليها إلا تفعيل ما بين أيديها والله سبحانه وتعالى له فى كل للحظة حوادث لا نهائية وكلها تنتظم على ناموس واحد وتسير فى إتجاه معلوم سلفا ومخبر به ومقطوع به ومعصوم فليس لنا إلا أن نسير معه ثم النتائج والثمرات مضمونة وجربت وسار عليها غيرنا فسادوا العالم وملؤه رحمة وأنقذ الله بهم خلائق لا تعد ولا تحصى من الضلال ولكن نحن انشغلنا بالترف الفقهى والمادى والفلسفى وظننا أن تلك هى مصادر القوة مع أن تلك العلوم كلها محصلتها أن لكل أمة خصوصية ومصادر للقوة والقدره لا تفتقدها ولكن تغيب آثارها بعدم تفعيلها وتكاسلها وبهذه المؤمرة والجهالة والحماقة تتداول الأيام بين الناس كل الناس بصرف النظر عن دينهم ومعتقدهم وعلاقتهم بالله لأن الدنيا دار عمل وليست دار حساب وإن كان ينزل بهؤلاء عقوبات ونحن منهم فلأنهم عطلوا السنن الكونية

وكل أمة تبعت غيرها وتركت خصوصيتها ومصادر قوتها واستوردت لها من مظاهر قوة عدوها قهرها عدوها لأنه من أنتجها وأدرى بتعطيلها ومكافئتها منهم ولا حول ولا قوة إلا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق