الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

قراءة في كتاب رسالة الأزهر : بين الأمس واليوم والغد

 قراءة في كتاب رسالة الأزهر : بين الأمس واليوم والغد


أسم الكتاب:رسالة الأزهر : بين الأمس واليوم والغد
اسم الكاتب: يوسف القرضاوي
سنة النشر 1-1-2001
عن الكتاب
على مدى ألف ونيف من الأعوام ظلّ الأزهر منارة للعلم والعلماء وحاضرة لتخريج الدعاة، وبإزاء دوره العلمي كان له دوره التوجيهي والاجتماعي والسياسي، شهدت بذلك صحائف التاريخ، إذ كان معلم الشعب ومرجعه في النوازل وحامي حمى الدين، وحارس لغة القرآن، وحامل لواء التربية والتوجيه.
كان الأزهر برلمان الأمة، وكان علماؤه نوابها لا يبتغون جاهاً ولا يتناولون أجراً وكان قوله الفصل وحكمه العدل، ورأيه المسموع وأمره المطاع، يضع التيجان على رؤوس من شاء، ويسقطها عمن أراد.
والسؤال الآن: ماذا عسى أن يكون دور الأزهر اليوم؟ 
وقد تغيرت الأوضاع في مجتمعاتنا الإسلامية، فقد سقطت الخلاقة وتمزق المسلمون، وعطلت الشريعة وأخر الفكر الإسلامي ليحل مكانه الفكر الغربي والتربية الغربية.
والإمام القرضاوي هنا يشرح دور الأزهر والرسالة التي ينبغي أن يحققها في ظل الواقع الأليم.

وصف الكتاب
في هذه الفترة 1952/ 1953- بعد أن أوقفت معارك القناة، التي شارك فيها الأزهر بكتيبته التي ذهبت إلى الشرقية، واحتفل بها في قاعة الشيخ محمد عبده بالدراسة في يوم من أيام الأزهر الخالدة- عدنا إلى القاهرة لنوجه عناية أكبر إلى إصلاح الأزهر من داخله، وبعث الحيوية في كلياته، ومعاهده، ليتبوأ مكانه في قيادة الأمة تحت لواء الإسلام كما كان من قبل. وبعد تفكير وبحث وحوار، قررنا أن ننشئ لجنة سميناها "لجنة البعث الأزهري".

وقد كلفني الإخوة الزملاء مؤسسو اللجنة أن أبدأ بكتابة الرسالة الأولى من رسائلها، المعرفة بها، والمعبرة عن مهمتها. 
ولقد وجدت أن في الرسالة أفكارًا ومعاني يجب أن تنشر من جديد، وإن كانت تحمل حرارة الشباب وحماسه المتوقد، كما رأيت أن أعمل فيها يد التهذيب والإضافة والحذف والتعديل، وإن بقيت في جوهرها كما كانت قديمًا. ومما حذفت منها مقدمتها: لأن شدتها لم تعد مناسبة للأوضاع، كما حذفت بعض المباحث لعدم ملاءمتها لما جد من أحوال، ولأن بعض ما نادت به قد تحقق فيما بعد. 



قراءة المؤرخ  محمد إلهامي

شارك في رؤوسهم
 فاستغرب هذا المشهد ، ولما ألقى عليهم التحية لم يردّ عليه أحد منهم ، فازداد استغرابه!
الفترة الزمنية ، الفترة إلى ستة أشهر ، لا يصبر عليها إلا أقوياء الكلية. لنشر المسيحية في ربوع العالم!

حكى الشيخ عبد الحليم محمود هذه الحكاية لطلابه في كلية أصول الدين ، فسمعها منه وسجلها لنا طالبه: يوسف القرضاوي!

المقبلين المقبلين على المترجمين المقبلين على القوائم المالية والقائمون على القبول بالقرض: بل ما يعاف السبع والقاء يأكله !!

وهذا الكتاب ، كتاب "رسالة الأزهر بين الأمس واليوم والغد" ، من الكتب المعبرة ثنائيات عن شخصية العلامة التجارية الكبيرة يوسف القرضاوي ، وهو كتاب صغير لا يتجاوز 130 صفحة.

هذا الكتاب مؤلَّفٌ من كتبها وهو شاب في يصل إلى الثلاثين ، إذ كان قد شكَّل مع بعض طلاب الأزهر جمعية إصلاح أحوال الأزهر ، ثم ضع المحنة الناصرية فمزقت المجهود كله.

ومؤلَّف كذلك من الرسالة التي كتبها في احتفال الأزهر بعيده الألفي ، مرور ألف سنة على افتتاحه ، ضمن الكتاب التذكاري.

ثم تجد فيه شخصية صاحب الهم والهمة ، في حالة الأمة والأحوال الأزهر ، والهمّة في استنهاض هذا الأزهر ورسم الطريق له لينبعث من جديد ويستأنف دوره في الحياة!

وفايه ترى العلم والدعوة والحركة ، ومعالجة الواقع بعيوبه ومشكلاته ، وترى فيه شخصية الرجل الذي يبذل أقصى ما يمكن للتوفيق بين المختلفين والتأليف بين المختلفين والتأليف بين المخاصمين ، وباع الكلمة في مستشفى الإسلام ، والتفكير للمعاملة ومستقبلها وبث الأفكار التي تضم شتاتها وتلم طلابها وخريجيها ، وتعيد بها اكتشاف الاكتشاف وقدراتها ، وكل ذلك من خلال الإشارة إلى واقع المسلمين وحاجتهم إلى الأزهر ، ورسم طريق الأزهر ومهمته وعوامل نجاحه ، داخل مصر وخارجها!

وفي هذا المقام الذي يحرص فيه أهل الشأن على التفاصح والتكلف في اللفظ والعبارة ، وعلى سوق المدائح والمحامد وإبراز وجوه الفخر بالأزهر ، ترى الرجل يكتب بقلم الداعية العملي ، ولا بالوقوف على الأطلال إلا بقدر ما يستعمل ذلك في مهمة المستقبل.

لقد أخذ الرجل من تاريخ الأزهر وشيوخه ما يبني عليه وبه ومنه رسالة الأزهري في نفسه كعالِم ، ورسالة الأزهر كم تجمع تجمع في أثوابها ثلاثات كبرى: الجامع والجامعة والجمعية.

فالجامع للعبادة والتربية ، والجامعة للتعليم والتثقيف ، والجمعية للدعوة والإصلاح. ويجب -كما يقول الشيخ- ألا تفقد الجامعة روح الجامع ولا روح الجمعية!

ولكي لا تأمل في ذلك الكتاب ، فإن الكتاب هو خير وصية للأزهري ، يتوقف عندها طويلا طويلا ، وأن يتأملها مليًّا فيًّا .. به لذلك ودوره وأمل الناس فيه وتعلق المستقبل به!

بلعلي أقول: إنها خير وصية يمكن للمعاهد الدينية والشرعية -لا سيما العتيق منها أن يبدأ عندها ويتأملها ويسعى إلى التعامل مع الظروف والتاريخ والحال.

يجب ألا تكون المعاهد الشرعية الدعوية التي تريد تأسيس المصلحين مفتوحة لكل أحد ، والكلام هنا عن المحاضن التي تؤسس المصلحين ، لا عن المعاهد التي تنشر العلم ، فالمؤسسات التي تنشر العلم يجب أن تكون مفتوحة لكل طالب علم ، أما تخريج المصلحين ، فأمرٌ لا بد فيه من انتقاء الطلاب وتربيتهم واختبار شخصيتهم وتمحيصها!

ووجدنا في بيئاتنا من الحر والقر واختلاف اللغات والطباع ، وهذا وحده خبروا كثيرا من أحوالنا ، ودينهم وثقافتهم في الكثير من أقطارنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق