موعظة الجبل.. نظرة تحليلية (الأولى)
أشرف عبد المنعم
كاتب وباحث في الأديان
من أكثر النصوص شهرة وشيوعا على ألسنة النصارى عبارة «أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم»! وهي جزء مما يعرف بـ«موعظة على الجبل»! وهي الطعم الذي يصطاد به المنصرون الجهلاء من الناس ويخدعون به خرافهم الضالة! بل وصل الأمر بأن يروج للأكاذيب النصرانية اثنان من كبار المنافقين،
أحدهما يمدح الموعظة في خطبة الجمعة ومن على المنبر! والآخر في برنامج تلفزيوني مخصص للهجوم على الإسلام والاستهزاء بآيات الله وتشويه الصحابة والترويج للإلحاد وعبادة البقر والآن لعبادة البشر!
موعظة الجبل توجد في إنجيل متى الإصحاحات 5-6-7 وكذلك في لوقا الإصحاح 6 عدد 20 – 49!
قبل مناقشة أهم ما ورد في الموعظة المنسوبة لسيدنا عيسى عليه السلام، علينا أن نتعرف على الكتبة متى ولوقا.
1- بالنسبة لكاتب إنجيل متى طبقا لأكثر من خمسين عالم من علماء النصارى من مختلف الطوائف، أصحاب ترجمة «The new American Bible» قالوا أن الكاتب مجهول! وتم كتابة الكتاب ما بين سنة 70م إلى سنة 110!
واعتمد الكاتب المجهول على كتابات مرقس التي استباحها أي سرقتها وكذلك على مصدر مجهول يسمى الوثيقة «ق»، كذلك مصدر خاص كان موجودا وقت الكتابة تسمى الوثيقة «م».
2- أما لوقا فيقال أنه كان من أتباع بولس والاثنان لم يقابلا المسيح ولو مرة واحدة! وتمت الكتابة ما بين عامي 80 و110 الميلادي.
ومصادره كانت إنجيل مرقس وكذلك الوثيقة «ق» وكذلك مصادر مجهولة تسمى الوثيقة «ل»!
رغم أقوال العلماء إلا أن المضللين الضالين يروجون أن تلك السرقة الأدبية والمصادر المجهولة والتناقضات التي سأبينها لاحقا يقولون أنها وحي من الله!
في حين أن لوقا نفسه قد أوضح أن كتاباته كانت بدافع شخصي وخطاب إلى صديق له ولم يزعم وجود أي وحي إلهي
كما في لوقا الإصحاح الأول «إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا،
كَما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة،
رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلوس»!
الطريف هنا
أن فريق الدفاع من علماء النصارى في موقع الأنبا تكلا عندما تكلموا عن موعظة الجبل
ووجدوا تناقضات مثل أن متى قال أن الموعظة كانت على الجبل ولوقا قال أنها كانت في سهل أي وادي!
ووجود تشابه أحيانا وتناقض أحيانا بين متى ولوقا قالوا:
«…مما يدعو إلى الاعتقاد بأنهما قد استقيا من مصدر واحد.
أما موضوع أي العظتين أقرب إلى الأصل، أو أنهما نقلا عن مصدرين مختلفين، فأمر لا يمكن إصدار حكم قاطع فيه»!
أي ليس هناك وحيا إلهيا ولا يحزنون! وهكذا بداية القصيدة كذب واعتراف بفضل الله تعالى.
للحديث بقية إن شاء الله.
ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق