موعظة الجبل! نظرة تحليلية (الرابعة)!
حمل لي صديق نصراني من أخيه الأكبر وهو قسيس، رسالة قصيرة مفادها لماذا لم تذكر الجملة رقم 18 في الإصحاح الخامس من متى؟!
الحقيقة أنني لو علقت على كل جملة في موعظة الجبل في متى ثلاثة إصحاحات كاملة و30 جملة في لوقا، سأحتاج لكتابة كتيب وليس بضعة مقالات لإلقاء الضوء على العوار الموجود في الموعظة! لكن نزولا على رغبة القسيس أقول
1- في متى 5 عدد 18 «فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.»! وهنا أقسم كلام يسوع إله ومعبود النصارى إلى قسمين!
أ- بعد التجسد على زعمهم!
نؤمن بما قاله الله تعالى أنه آتى عبده ورسوله عيسى الإنجيل كما في قوله تعالى
«وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ»
وهذا يؤكد ما ورد فى مرقس 8: 35 “فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا”! وتكررت نفس هذه الفكرة فى مرقس 10: 29!
فأين هذا الإنجيل؟ لقد تكلم المسيح اللغة الآرامية و كل كتابات العهد الجديد باللغة اليونانية وكتبت بعد المسيح بعشرات السنين! إثنان من كتبة العهد الجديد متى ويوحنا مجهولين! لا يعرف أحد إلا الله من كتبهم! ومرقس و لوقا كانا من الجيل الثاني ولم يقابلا المسيح ولو مرة واحدة، وكتابتهما تعتمد على السماع وليس وحيا إلهيا! وعليه فلم تحفظ ولا كلمة للمسيح وبالطبع السماء والأرض لم تزولا!
ب- قبل التجسد على زعمهم!
هناك ثلاثون كتابا تم ذكر أسمائهم في العهد القديم و ليس لهم وجود! أذكر على سبيل المثال لا الحصر
1- سفر حروب الرب وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في (العدد 21 : 14 ) .
2- سفر ياشر وقد جاء ذكر اسم هذا السفر في ( يشوع 10 : 13 ) .
3- سفر أمور سليمان جاء ذكره في (الملوك الأول11 : 41 )!
يقترح الإيطالي ماسيمو فرانسيسكيني المتحوّل إلى طائفة المورمون أن النص الكتابي الحالي غير مكتمل بنسبة خمسة وستون بالمائة، وذلك بسبب الكتب المفقودة المذكورة في الكتاب المقدس نفسه. لو كان الكتاب المقدس مكتمل بنسبة خمسة وثلاثون بالمائة فقط لن يكون الإيمان المسيحي مكتمل بنسبة أكثر من ذلك.! تلك شهادة أحد علمائهم والسماء والأرض لم تزولا!
الطريف أن فريق اللاهوت الدفاعي الذي حاول بألاعيب وخبث الدفاع عن الكتب المفقودة بالإكثار من قولهم «من المحتمل كذا وكذا» إلا أنهم في نهاية المطاف اختتموا دفاعهم بقولهم (وعلى كل حال يجب أن نواجه حقيقة أن بعض الكتابات المذكورة في العهد القديم والجديد لم تعد موجودة)!
ولعل القسيس الآن يرجع لقراءة متى 5 عدد 18 مرة ثانية و يقرأ أشعياء 8:40 «يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ»! وليعرف أن كلمة الله محفوظة من الضياع والتبديل والتحريف واقرأ معي قوله تعالى «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»»
والحمد لله على نعمة الإسلام.
ودمتم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق