«مو أنا اللي فتحت الباب...»!
خواطر صعلوك
لن أقول إنه كلما ازددنا علماً ازددنا معرفة بجهلنا... فنحن أصلاً لدينا ما يكفي من الجهل، وأنا أول الجاهلين، ولكني أقول إنه كلما ازددنا علماً ازددنا معرفةً بمنفعة العلم، وهذا ما ينقصنا أن نرى منفعة العلم وليس منفعة الأشخاص.
ولن أقول إن قدرة المرء على أن يكون مواطناً، هي قدرته على أن يسمو بنفسه إلى مستوى التعبير عن رأي البلاد ككل، وأن يعيش في مدينة يسعى فيها إلى تفعيل قدراتها وإمكانياتها إلى أقصى ما تسمح به من أجل العمران في الأرض، ولكني أقول بأن ثمة لحظة لا يعود فيها الغريق راغباً في النجاة، وتمر عليه السفينة تلو السفينة، والقارب في ذيل القارب، ورغم ذلك فلا يصدع بما يُأمر في الرغبة بأن يقاوم.
الانتحار باليأس من القدرة على العودة.
وفي وطن لا تمر فيه السفن بل «الباصات»، يركب المواطنون فيه الباص تلو الباص وينزلون في آخر المحطة ليجدوا أنفسهم مازالوا في أولها... ولم يصبحوا أولياء الله كما ظن البعض، ولم يصبحوا أولياء الأرقام كما ظن البعض، بل أصبحوا أولياء أمور كل همهم في الحياة صحة وسكن وتعليم.
يشاهدون الصراع السياسي، ويعلم كل واحد فيهم أنه ليس عليه أن يتفق مع السياسيين لكي يكون وطنياً.
وأنا أعلم عزيزي القارئ، أن هناك الكثير ممن أشبههم، في أننا إذا لم يعجبنا الحال فسنجد أمامنا حيطان يمكن أن نخبط رأسنا فيها، وماء بحر يمكن أن نشربه، وخيل يمكن أن نركب أعلى ما فيه، وأن المساحة الوحيدة التي يمكن فيها أن نشترك في الإصلاح، هي مساحة إصلاح أنفسنا أولاً، وهذا ينطبق على من ينطبق عليه... وخاصَّة على الذين يعتقدون أنه لا ينطبق عليهم!
لا أدري لماذا أجد أغنية «مو أنا اللي فتحت الباب» التي غناها المبدع محمد الحملي- والتي أنصح بسماعها بعد الفطور-، هي أجمل الأغاني التي تعبر عن المرحلة -المفصلية- التي نمر بها... فهي أغنية لا تخبرنا بشيء ورغم ذلك تخبرنا بكل شيء، أغنية يشترك في كورالها الشباب والأطفال، وكلهم يرددون «مو أنا اللي فتحت الباب»، إذاً، هي البلاغة والفصاحة والبيان لحال وطني سلمت للمجد...الوطن الذي لم يجد إلى الآن اليد التي سوف تفتح له باب المجد، وترسم على جبينه طالع السعد.
وتذكرنا ونذكرها بأن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق