اخونا فى السودان وليبيا والجزائر وكل الشعوب العربية والفنزويليه
الدم والدول والتاريخ
هواة السياسة وجهلة التاريخ ومغفلى التيارات السياسية
لا يستسلمون لطبائع الدول والنظم والتاريخ فأمريكا لم تنتقل بعد استقلالها عن المستعمر البريطانى إلا بحرب أهلية سفك فيها دم ما يفوق الملايين لتؤسس لنظام إتحادى جمهورى
فرنسا كذلك
بريطانيا كذلك
اسبانيا كذلك الصين الاتحاد السوفيتى كذلك
الكوريتين
اليابان
ايران
السعودية
تركيا
مصر
الجزائر
تونس ليبيا
المغرب
رواندا
جنوب أفريقيا
فالدم هو الجدار الذى لابد من تشييده بين كل نظامين أو عهدين ولا يعرف فى التاريخ تأسيس نظام سياسى إلا على الدم ولا يعرف فى التاريخ الانتقال من عهد لعهد داخل أى دولة إلا بسفك الدم لا فرق بين ثقافة دون ثقافة ولا عقيدة دون عقيدة ولا أعراف دون أعراف -
فالدم بمصر فى القلعة ورابعة لم يكن مراد نكاية فى الخصوم ولكن سفك الدم شرط من شروط تأسيس النظم والانتقال من عهد لعهد آخر يغايير ما سبقه ولا يهم إن كان الإنتقال من ديمقراطى لإستبدادى أو من إستبتداى لديمقراطى لا فرق فالدم شرط الإنتقال ولهذا يفشل كل من يتعالى على الشرط ولا يستسلم له حتى فتح مكة جاء بعد بدر ولم يكن فتح مكة بغير دم كما يشاع -
وكذا كان دم رابعة من نفس الطبائع وشروط الانتقال وكذا الجزائر فى العشرية السوداء لو استسلم أهل الجزائر للإنقلاب ودخل كل الناس بيوتهم ما كان لفرنسا والنظام الدولى الإستجابة لتغيير النظام والإنتقال لعهد جديد إلا بسفك الدم الجزائرى حتى لو هاجر الشعب الجزائرى من الجزائر وتركوها بلا صريخ أبن يومين لطارهم عسكر فرنسا بالكون ليسفكوا الدم الجزائرى لتأسيس حكم جديد وكذا اليوم فى السودان فلا تصدقوا المجلس العسكرى ا،ه سينقل السلطة للمدنيين وأن سودان ديمقراطى سيقوم وينشأ عهد جديد فلا أمارات على هذا وكيف تنشأ نظم ديمقراطية تحيط بها من كل جانب وحتى تظلها فى السماء طائرات المستبدين وإن حدث فلن تعيش السودان ثلاثة أسابيع فى سلام لا داخلى ولا خارجى فالمدنيين جهلة بشروط الإنتقال من عهد لعهد وهو سفك الدم وتعالوا عليه تحت زعم العدالة والعدالة الانتقالية وغيرها وهو مسار للخيبة ولا يلبى شروط الإنتقال حتى لإسبوع واحد
ولهذا كتبت من قبل أن الدام مراد فى نفسه لا لغيره وأن الدم سيسفك حتى لو بين الأب وأبنه فى نظم الملك والإمارات المتوارثة وكذا سيفك الدم فى النظم الجمهورية وعند الإنتقال من عهد لعهد وما يجرى فى السودان اليوم هو صناعة الذرائع فقط لسفك الدم كما سفك فى رابعة وكذا كما يسفك بليبيا وسيسفك فى الجزائر فإن لم يسفكه الثوار سيسفكه العسكر لأن الدم شرط صحة وشرط كمال وركن أساسى من أركان المغايرة بين النظم ومن سيباشره أولا بحسم هو من سيحسم الأمر لنفسه ولهذا كل من يجهل التاريخ وعلم الطبائع والنظم ويقود الشعوب للتمرد يقدمها قرابين على مذبح السلطة فللسلطة طبائع ومن طبائعها الإنتزاع فالسلطة لا تسلم ولا تستلم بأى صورة من الصور
ومن نافلة القول أن طرابلس الغرب لو لم يقطنها صريخ أبن يومين ولو أصبحنا غدا وسكان طرابلس بليبيا كلهم أطفال فى عمر خمسة أيام ولا يملكون لبن رضاعتهم سيهدمها حفتر وفرنسا على رؤوسهم ولن يدخلها سلما ولابد من تدمير معالم طرابلس التاريخية ثأر للجيش البحرى الأمريكى والمهزوم من مائتى عام فالقوم لا يتركون ثأرهم والتدمير للحواضر التاريخية شرط النظام والعهد الجديد كما فعل بروما وباريس وبرلين وغيرها من مدن اوربية واسيوية فى الحربين العالمييتين ولهذا ما سيجرى بكل عواصم الشرق الاوسط سيكون هو التدمير والخراب ولهذا تؤسس عواصم جديدة
ونصيحة للناس هذه من طبائع الأشياء لا تتخلف ولا يمكن التعالى عليها ولا التنكر لها ولسوف يقع ما كتبت ليس تكهن ولا تخمين ولا تنجيم كما يشاع ولكنها حقائق كما حقائق تداول الليل والنهار ومن يجهلها لا يلومن إلا نفسه
وسيبك من العيال اللى بترفع شعارات حرية وعدالة اجتماعية كلهم أطفال ولو بلغوا الثمانين وحازوا أعلى الشهادات حتى الطفل الرضيع مفطور على البحث عن ثدى يلتقمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق