العداء الغربي لتركيا.. من عبد الحميد إلى أردوغان!
سيف الهاجري
منذ إعلان بايدن في حملته الانتخابية (بأنه يجب إسقاط أردوغان) الذي كشف عن أهداف سياسته تجاه تركيا ومع اقتراب الانتخابات التركية ٢٠٢٣م بدأت الصحافة الأمريكية والأوربية بشن حربها الإعلامية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان والذي وصفته دير شبيغل الألمانية (دكتاتورا) واعتبرته مجلة الإيكونومست البريطانية (خطرا على الديموقراطية وأنه يجب أن يسقط)!
مما يكشف بشكل جلي موقف القوى الغربية (أمريكا وأوربا) برفضها وبروح الوصاية والهيمنة الصليبية لانتخاب الرئيس أردوغان لخمس سنوات أخرى!
ولا يختلف ما تواجهه تركيا اليوم في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان عما واجهته الخلافة العثمانية في عهد السلطان عبدالحميد الثاني من حملات إعلامية وصفته بالسلطان الأحمر والدكتاتور والمستبد والدعوة لإسقاطه!
ومن تآمر القوى الصليبية الغربية على تركيا (لمنعها من العودة كدولة مركزية يلتف حولها المسلمون) كما شرطه اللورد كورزون وزير خارجية بريطانيا أثناء مفاوضات لوزان!
وبقي هذا الشرط يحكم السياسة الغربية اتجاه تركيا إلى أن اختار الشعب التركي حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان ليحكم تركيا عام ٢٠٠٢ وحينها بدأت تركيا تتبنى سياسات داخلية وخارجية أكثر سيادة واستقلالا واقترابا من العالم الإسلامي ليتغير المشهد السياسي عما كان عليه في عصر الانقلابات العسكرية.
وهذا هو السبب الأساسي والهم التاريخي الذي يقض مضاجع القوى الغربية من عودة تركيا كقوة دولية ودولة مركزية تمثل الأمة الإسلامية التي فقدت استقلالها بانهيار الخلافة العثمانية الإسلامية.
إن معركة الانتخابات في تركيا اليوم أعمق أثرا في مستقبل الأمة وشعوبها، وأشد خطرا مما يظنه السياسيون، ويتصوره الإعلاميون، فالقوى الغربية تعتبرها معركتها الاستراتيجية الأخيرة لإيقاف تركيا وإرجاعها لقمقم الضبط والسيطرة الغربي بعد قرن من الصراع التاريخي في تركيا بين الشعب التركي والغرب منذ الحرب العالمية الأولى، فهذا الهاجس التاريخي عند الغرب لم يفرق بين السلطان عبدالحميد في الخلافة العثمانية والرئيس أردوغان في الجمهورية التركية!
ويوم ١٤ مايو ٢٠٢٣ سيكون يوما تاريخيا سيفرض فيه الشعب التركي إرادته الحرة لا كما يريد الرئيس الأمريكي بايدن وأوربا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق