استخفاف بالعلوم بشكل عام والدراسات التاريخية والجغرافية بشكل خاص دلالة انحدار معرفي واستلاب عقل وانحراف فكر
فهل الأمة إلا تاريخ ساهم في إصلاح بوصلة الواقع للدخول الى المستقبل بكامل التحديات؟!
البناء الحضاري لأي أمة يقوم على الوعي الشامل بكافة العلوم الإنسانية لأنها تعمل على تنمية الإصلاح الذاتي للنفس البشرية والوصول بها إلى مرحلة الاتزان الفكري فجهل أو تجاهل علوم الاجتماع جريمة وكارثة تضرب المجتمع من جذوره وتساهم في تفكيك البنية الفكرية للفرد والأسرة والمجتمع والدولة بشكل عام.
متوالية الإصلاح النفسي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعقدي متوالية شاملة تبدأ من قاعدة الاعتقاد للوصول عن طريق الانضباط النفسي إلى الوعي المجتمعي والثقافي فليس في العلوم شيء يستهجن أو يستخف به إلا عند غربان التجهيل والتضليل المجتمعي.
حاجة المجتمع للأخصائي النفسي والمجتمعي توازي الحاجة إلى الطبيب والشيخ والجندي في المعركة إذا أدركت الأمة حقيقة التوصيف الوظيفي لكل مهمة ووصل إليها من يحبها ومن يسعى لصناعة الفارق فيها لا الذي حاز العمل فيها برشوه أو غش أو انتكاسة إدارية سمحت للصغار توسد أماكن الكبار وحينها يكون تسلط دعاة التجهيل على العقول لتسويق الانتكاسة والردة النفسية والعقلية عن صحبة قيمة القيم والمعارف.
إن غاية هؤلاء الغربان هي تجفيف محاور الثقافة والمعرفة في حياة الأجيال المعاصرة حتى يمكن السيطرة عليهم بعد مسخ قيمة العقل والبصيرة والإدراك العلمي الذي يصنع الهمة والعزيمة والمروءة والشوق لامتلاك الصناعة المعرفية النبيلة الفارقة التي توازي تاريخ الأمة وتحديات الواقع والمستقبل.
إن شؤم هؤلاء البغاة يهدف الى إلى حصرية للمعرفة في سحرة فرعون ليكونوا هم أدوات التوجيه للعقول والمفاهيم والسلوكيات ومن ثم يسهل البناء الجاهلي لسدنة المسخ المعرفي حين تصبح السيجارة أفضل من الكتاب ومعلق مباريات كرة القدم افضل من الاديب والشاعر والعالم والمثقف الذي يبني العقل والفكر حينها يكون التيه هو النتيجة الحتمية لهذا الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق