وصفات للسّعادة المستدامة!
خواطر صعلوك
محمد ناصر العطوان
هناك أشياء صغيرة وبسيطة ومجانية، يمكن أن نفعلها وتجلب لنا السّعادة والفرح والشعور بالرضا، وتبعد عنّا الحزن والهمّ والنكد، وإليك بعض الأمثلة التي تعلّمتها من أناس مارسوا هذه الوصفات.
قم بكتابة قائمة تضم أسماء كل الذين أساؤوا إليك في العشر سنوات الماضية وتسبّبوا لك في «لوعة جبد» مثل «مؤسسة الرعاية السكنية، أعضاء مجلس الأمة، مسلسلات تلفزيون الكويت، وزارة الأشغال والطرق، القطاع السياحي، مديرة مدرسة زوجتي، الرجل الذي يسكن في آخر الشارع وينظر لي نظرات مريبة» وبعد كتابة القائمة... انظر لها وتنفّس وقل للجميع :«سامحتكم»... ستشعر بسعادة كبيرة.
ابتعد عن كل ما يزعجك أو يقدّم لك طاقة سلبية واتخذ قرارات جريئة تجاه تغيير محيطك، مثل أن تقوم بعمل «بلوك» لكل أصدقائك الذين ينسون محافظهم «بوكهم» في السيارة أثناء تناول العشاء في المطعم، أو الأوغاد الذين يتمتّعون بنشر الإشاعات عبر رسائل جماعية يرسلونها لك بـ«الواتس أب» في الصباح والمساء ليخبروك ماذا يحدث في البلد، أو لا تجلس مع أصدقائك المثقفين الذين اشتروا أربعة كتب من معرض الكتاب ثم أصبحوا يردّدون أنّهم أصيبوا «بلعنة الوعي»!
قم بكسر روتينك اليومي، وخالف قناعاتك بين الفترة والأخرى لتعرف كم أنت في نعمة بما كنت عليه، فمثلاً شارك في مسيرة تحمل فيها الشموع من أجل اقتلاع شجرة، أو اركض في الشارع شبه عارٍ كشكل من أشكال التضامن الرمزي مع الحرية، أو اركب دراجة هوائية وأنت ترتدي زياً نسائياً من أجل المشاركة في حملة ضد التحرش.
جدّد وجهتك ومساراتك، فمثلاً لا تذهب للمطعم الغالي نفسه الذي تحبه زوجتك، أو الدول نفسها التي تتسوّق فيها دائماً، وخذها في رحلة جديدة لم تقم بها من قبل، مثل قسم توثيقات الطلاق في محكمة الأسرة وسيرا في الممر ثلاث مرات ذهاباً وإياباً واجعلها تشاهد ما الذي يحدث بين الأزواج هناك، وستشعران بالسّعادة والرضا وأنتما تأكلان من مطعم الفلافل القريب من المحكمة.
لتكن أحلامك بسيطة وقابلة للتحقيق، من أجل سعادة مستدامة... مثل أن تنهي معاملة حكومية من دون واسطة، أو أن تجدّد إقامة خادمتك من دون دور أو موعد، أو أن تجد الإشارة التي بين سلوى ومشرف غير مزدحمة، أو أن تتلقى اتصالاً من موظفة شركة لتخبرك أنّها تحبّك، وليس من أن أجل أن تعرض عليك مزيداً من التورط بعقود سنوية، أو أن تدخل شارع بيتك من دون أن يكون هناك رجل في أول الشارع ينظر لك نظرات مريبة!
اكتب رسالة شكر لكل الذين لم يعملوا في الصفوف الأمامية في أزمة كورونا، وكل الذين لم يساهموا بنشر الوعي تجاه التعامل مع الجائحة في الديوانية، وكل الذين لم يتكلّموا في الراديو أو التلفزيون عن الفيروس، وكل الكتاب الذين لم يكتبوا عن ذلك... اشكر كل الذين لم يشكرهم أحد من قبل... وقل لهم في رسالتك:«شكراً على الهدوء... أنتم رائعون بصمتكم وسط هذه الضوضاء»!
اشكر الله على الذي بين يديك وأمام عينيك، اذهب للبحر، واحمد الله ستين مرة وأنت تنظر إلى البحر كونه لا يزال في مكانه المفضّل لم يتحرّك أو يهاجر ولم يسرقه أحد، أو يغسله أو يبخّره... يا لها من مناسبة تستدعي الاحتفال الذي يجلب السّعادة.
استمع إلى موسيقى عمر خيرت، وغناء نوال وأنغام وفضل شاكر، وارتدي ثيابك الجميلة بمناسبة وبغير مناسبة، فمن الأفضل أن تكون مجنوناً بالموضة على أن تكون الموضة خارج حساباتك، كما يقول ديكارت.
اذكر الله دائماً وعلى كل حال، فكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق