الشذوذ الفكري المتهالك
للكود "مالك الحزين" و"نبيل شرف الدين"
المدعو نبيل شرف الدين هو ضابط سابق في أمن الدولة المصري وهو علماني متطرف ذو نسق ليبرالي بغيض، كان يكتب في المنتديات العربية بإسم مالك الحزين.
جعجاع من الطراز الأول في الحوارات ولكن في الاتجاه الغوغائي على طريقة قذف المحصنات من دون دليل.
لا يرى حرجاً من أخذ راتبه مباشرة من الـ "سي آي ايه" زيادة عن ما يتقاضاه لعمله مراسلاً لراديو سوا وتلفزيون الحرة العاكفان على غسل أدمغة الشباب العربي دون كلل.
يدعي أن معه دكتوراة بالقانون الدولي، وإذا لم يكن المدعو نبيل دكتورا فأظن أنه بجهده الخاص يستطيع الوصول الى هذه الدرجة العلمية فليس الحصول عليها معجزة وكم من أناس حازوا على هذه الشهادة دون أن يستحقوا إلا الصفع على (.......)، فهو يدعى أنه خبير بالحركات الإسلامية.
أتذكر عام 2001 حين بدأت أكتب في موقع ايلاف الالكتروني، منذ تأسيسه، كان يطلع علينا نبيل شرف الدين بمقالات كثيرة تتناول الحركات الاسلامية وخاصة فيما يتعلق القاعدة ورئيسها أسامة بن لادن وعن حركة طالبان، وكلما غافلت نفسي وقرأت له خلسة أقول ما بال هذا الشخص يأخذ من المنتديات كل ما يكتبه، ومن ثمة "يطبخ" مقاله أو موضوعه بناء على ما يذكره المنتدون ولكن بأسلوب مخابراتي هابط! فهذا ليس كمن يستعين من الأرشيف بمواد صحفية موثقة كي يزخم موضوعه الصحفي أو مقاله.
بصراحة كنت أقرف من كتاباته لأنني كنت أقرأها كثيراً في تلك المنتديات، وأذكر حادثة حصلت معي حين كنت مديراً لتحرير مجلة سياسية اسمها "السياسي"، دخل صاحب المجلة إلى مكتبي حاملاً موضوعاً سياسياً يتعلق بالمقاومة العراقية التي كانت أخبارها معتمٌ عليها في بداية ظهورها أواخر عام 2003، وكان فرحاً جداً بهذا الموضوع الذي يعده نصراً وسبقاً صحفياً للمجلة ويريد أن ينشره في العدد الذي فرغت منه لتوي وجاهز لدخول المطبعة.
أخذت الموضوع وقرأته ثم بادرته بالسؤال من أين لك هذا؟ قال من مصادر له في العراق، لقد حاولت تصديقه حيث أن صاحب المجلة عقيد متقاعد وكان في الاستخبارات العسكرية. لكن حسي الصحفي كان يدفعني دائماً للتشكك بالأمور علني أصل للحقيقة، وهذا هدف العمل الصحفي بالأساس، فذهبت أجهز أشرعة سفينتي لأبدأ رحلة الابحار في محيطات الانترنت، وحيث أنني ممن يتقنون البحث والتحري في مجاهيل الشبكة العنكبوتية استطعت أن أحل طلاسم مصادره بوقت قصير، فالموضوع منسوخ حرفياً من إحدى المنتديات التي تتناول الشأن الاسلامي والجهادي. لا أريد أن أطيل عليكم أكثر بالمجادلة التي حدثت بيني وبين صاحب المجلة ورفضي للنشر ولكن تمخضت النهاية بتقديم استقالتي.
هذه القصة تعبر كثيراً عن ما ينسبه نبيل شرف الدين لنفسه، ولهذا كرهت هذه الشخصية منذ أن رأيته في ايلاف قبل 8 سنوات، ولم أحتك به مطلقاً لأن فكر الشواذ لا يناسبني لتبادل أطروحات النقاش لمواضيع مفصلية تمس بقائنا كعرب خاصة بعد أحداث 11 سبتمر 2001.
وبالرغم من زمن بدايتنا المشتركة في ايلاف استطاع هو بفكره المنحرف، الذي يناسب سياسة موقع ايلاف الذي أكن له التقدير في بعض المواقف، أن يخترق الموقع ويتبوأ مهام مراسل ومدير تحرير شؤون مصر فيه. أما من ينتج قلمه فكراً ويسطر جُملاً صحفية نابعة من تدفق مفردات مصاغة بحنكة مهنية كبيرة ولكن فكره وايديولوجيته لا تناسب السياسة العامة لموقع ايلاف الليبرالي، يواجه بالتضييق ويحارب ويحجب له مقالاتي لأنها تمس محسوبين على التيار الليبرالي أو لا تتوافق مع مزاج الداعمين للموقع. بالحقيقة استغرب كيف يمكن لهؤلاء أن يمتلكوا المصداقية التي تؤهلهم للكتابة في الشرق الأوسط وإيلاف وإذاعة سوا وغيرها من أوساط المنابر الاعلامية المتأمركة؟!
وأنا أؤكد بأن الانتقاد هذا ليس منصبا على شخصه، بل على ادعاءاته العريضة...
فمن يكذب في صفته ويدعي لنفسه من الألقاب ما يدعي، لا أجد له عذراً في أن نأتمنه على مصداقية خبر وأصنفه بناقل أخبار لا أكثر.
وما زادني قرفاً في هكذا نوعية تتدعي الكتابة والعمل الصحفي حين ذهب بعيداً والايغال كرهاً وبغضاً في رموز نحترمها وهي على درجة كبيرة من الثقافة والعمل الوطني، فأخذ يجرح بشخصيات عامة محترمة كـــ تيسير علوني حين سماه "تيسير وطوني"، وأحمد منصور الذي كتب فيه عدة مرات متهكماً،وماجد عبدالهادي مراسل الجزيرة في بغداد أثناء الحرب الذي أسماه بـ"القذر"، بل بالشيخ يوسف القرضاوي الذي أسماه بشعبولا! وسهير البابلي وشمس البارودي اللتان تعرض لهما بأوصاف جنسية مشينة بعد أن تابتا وغيرهم الكثير.
وبصراحة، أنا لا أمانع بالاختلاف في وجهات النظر بل وأقدر الطرح المحترم ولكن حين يكون الرجال كذابين ومدلسين فهذا أمر غير مقبول مطلقاً، وبالرغم من أنني تحاشيت مراراً أن أكتب عن ذلك المدعو نبيل شرف الدين، إلا أن ما رأيته وسمعته في حلقة الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة الثلاثاء الماضي الموافق 27 يناير 2009 وكان يقابله الاستاذ الدكتور والصديق العزيز ابراهيم حمامي، دفعني كي أتجاوز عن تحفظاتي مع هكذا مدعين وأبدأ في تسطير هذا المقال لأكشف زيف ما يدعيه. ومع أن الدكتور ابراهيم حمامي لم يقصر في تعريته، فكان نبيل كالثعلب الذي وقع وسط عائلة من الليوث متمثلين في مواجهة حمامي لهذا الأفاق، خلال البرنامج الذي تناول غزة والعدوان وما بعد العدوان، إلا أنني لا أرى ضيراً من أن أزيد في تعرية هذا المدعو بنبيل شرف الدين خاصة وأنني أراقب كتاباته والخرافات التي يورده فيها.
من هو هذا المدعي...
يأتي نبيل شرف الدين أبو ستيت المولود في أغسطس 1962 من قرية "سربو" مركز سمسطا بمحافظة بني سويف في صعيد مصر. أبوه الحاج شرف الدين عبد الحافظ من أبرز رجال الرعيل الأول في القرية، ومعلم أجيال كثر من أبنائها، وأبناء المرحوم الأستاذ شرف الدين هم الكاتب الصحفي نبيل شرف الدين، والأستاذ هاني شرف الدين، والضابط مهندس وليد شرف الدين، وفي مرحلة زمنية عاشت العائلة بالقاهرة في "مصر الجديدة" أو "هليوبوليس".
متزوج وابنته ضحى هي بكره لهذا يطلق عليه أبو ضحى. ومن أكلاته المفضلة التي يعشق أكلها بنهم هي "المحشي" بكافة أصنافه وأنواعه، ورق العنب .. الكرنب .. الفلفل .. الكوسا .. الطماطم .. وحتى الباذنجان. والجدير بالذكر أن "سربو" قرية تضرب بتاريخها للعصور الفرعونية، ومن اسمها يبدو أنها حاضرة قديمة وتتألف من سبع عائلات كبرى هي أساس هذه القرية.
أمضى نبيل شرف الدين في السلك الشرطي مدة 14 عاماً عمل في 6 سنوات منها ضابطاً في أمن الدولة.
هو من ضباط الأمن برتبة عقيد، الذين يكتبون في أكبر الصحف، وفى منتديات الشبكة الإلكترونية، وكشفت المعلومات المتداولة على الشبكة العنكبوتية اختراق بعض هؤلاء الضباط لمنتديات إسلامية عديدة، حيث يتعاملون بأسماء مستعارة، كالطوسي ومالك الحزين وابوعبيدة.
الأمر الذي يمكنهم من معرفة أسرار هذه المنتديات وروادها، وكان أحد هؤلاء هو نبيل شرف الدين صاحب الكود "مالك الحزين"، حيث تبادلت المنتديات التحذير منه بعد كشفه، وتبين أنه كان يكتب في صحف كبيرة كالأهرام والحياة والشرق الأوسط في نفس الوقت، بتغيير بسيط في اسمه في كل واحدة منها!
يعرف عنه فشله في دخول كلية الآداب أو الإعلام للعمل كصحفي، وذلك لضآلة مجموعه الذي حصل عليه في شهادة الثانوية العامة، فدخل كلية الشرطة بالواسطة، ولم يجد من موضوعات يدبجها سوى تقاريره المباحثية المفعمة بالزيف والإفك والبهتان. ولا يرى حرجا في أن يهاجم صحفياً قديراً أو أن يفاخر بصحفي آخر بأنه زعيم العصابة التي هو عضو فيها حينما قال: أحمد رجب ... منه لله .. الجزء الوحيد الذي لن يدخل الجنة في جسده .. لسانه.
أما محمود السعدني .. عمي وشيخي ورئيس العصابة التي أنتمي إليها).
له موقع الكتروني قديم اسمه "هوامش" (hawamish.20m.com)، وفي تصريح للهاكرز يقول: استطاع اسلاميو الهاكرز بحمد الله تعالى من إختراق هذا الموقع الخبيث (موقع هوامش) لصاحبه الذي امتلأ مجوناً وزندقة وهو نبيل شرف الدين ابو ستيت والذي يكتب في ساحة هجر باسم مالك الحزين .. أدام الله أحزانه في الدنيا والآخرة، ويكفي لبيان خبث هذا الرجل ان نذكر ان موقعه هذا كان مبدوءا بهذه العبارة:
"المجد للشيطان معبود الرياح .. من قال لا في وجه من قالوا نعم .. من علّم الانسان تمزيق العدم .. من قال لا ولم يمت .. وعاش روحاً أبدية الألم .. معلق أنا على مشانق الصباح .. وجبهتي (بالموت) محنية .. لأنني لم أحنها حية".
ما قاله عن نفسه...
يقول المدعو نبيل شرف الدين (...... أنا محرر سياسي بالأساس، مهتم بملف الحركات الإسلامية في العالم، وهذا لا يمنع من اهتمام خاص بقضايا ثقافية أخرى كملف المعلوماتية .. ولا أنسى أن أول موضوع لي نشرته عام 1986 في مجلة "صباح الخير" المصرية، عن "أبناء تجار المخدرات .. يدافعون عن آبائهم" ، وكان يطرح سؤالاً عن وضع أبناء تجار المخدرات المعروفين في مصر، وهل ينبغي أن نأخذهم بجريرة آبائهم، وكيف ينظرون إليهم. أما عن العقبات التي واجهتني، فهي لم تزل قائمة حتى يومنا هذا .. الحرية .. وأحياناً النقود الكافية للإنفاق على ابنتي فيما لو سجنت أو صدمتني سيارة طائشة .. وعن أحب الأقسام إلى قلبي فهو قسم التحقيقات الصحفية، رغم أن كل رؤساء التحرير الذين عملت معهم رفضوا أن أترك القسم السياسي للالتحاق به، بحجة تخصصي في شؤون الحركات الأصولية، وهي قضية يعتبرونها غاية في الأهمية، ويطلبون مني أن أكتب تحقيقات كما أريد، لكن من دون الإخلال بواجباتي الأساسية في الملف السياسي).
ويدين المدعو نبيل نفسه بلسانه حين قال (...أما عن تلون الصحفيين، فهم كغيرهم، على دين ملوكهم .. والصحافة السيارة ليست دائماً مصدر ثقة، لكن بعد عصر الانترنت صارت كل الأكاذيب مكشوفة .. فلن يستطيع المواصلة سوى اثنين: إما كاذب محترف، أو صادق محترف أيضاً).
ويهاجم المدعو نبيل الأنظمة العربية الحاكمة باسم العلمانية المتلبرلة والمنافقة الفاقدة للبوصلة لأنه لا ينطلق من قاعدة فكرية ثابتة أو تيار ايديولوجي واضح ليس إلا غير أنه ممن يقدسون المال وجمعه أينما كان مصدره، لهذا ترى كلامه ممجوج وملجوج ولا تعرف من يهاجم أو يدافع عن من (..... والأنظمة العربية المتهمة بالعلمانية، فهي برأيي بريئة من هذه التهمة براءة ذئب يوسف، أو بالأحرى العلمانية هي البريئة منها، فهي أنظمة إما أوتوقراطية وراثية قبلية محضة .. أو أنظمة عسكرية ديكتاتورية في طريقها لتدشين مبدأ الوراثية أيضاً (وهنا يقصد بلده مصر).. فالعلمانية يا سيدي لا تعرف حكم الفرد الواحد الأحد كما هو الحال في بلادنا المنكوبة بحثالة الحكام .. ولا تعرف نسب التسع تسعات في نتائج الانتخابات التي لا ينافس فيها أحد الأخ القائد الملهم .. ولا تمنح أجهزة استخباراتها حقوق التفتيش في ضمائر المواطنين، وملاحقتهم حتى عبر الإنترنت).
وفي الشيعة والثورة الاسلامية الايرانية (التي يهاجمها الآن) مجد وهلل وقال أنه حين يريد التدين فإنه لا بديل له عن المذهب الجعفري (...... لا جدال بأن للشيعة مخزونهم العاطفي الهائل الذي يضفي على تجاربهم الحضارية والإنسانية صبغة خاصة .. وأصدقك القول أنني (بعد طول تسكع في البرية) أقرب للتشيع من السلفية، ومن اتباع نهج الشيعة أكثر من اقتفاء أثر السلف (الصالح منه والطالح) ولو اخترت التدين يوماً فسيكون على نهج شيعة آل البيت، ليس فقط لانحيازي الفطري للمظلومين وأصحاب الحقوق التاريخية، بل لأن عباءة التشيع تتسع لتشمل الجميع، تماماً كشمس الله ورحمته .. تشرق على الكفار والمؤمنين .. وتغمر الفقراء والأغنياء .. وتشع على وجوه الأشرار والأبرار .. فـ "حصير" التشيع "براح" .. كليالي الصيف .. وصباحات الشتاء. ولا يمكن هنا بالطبع مناقشة تجربة الثورة الإيرانية، لكن لا يمكن لمنصف أن يصفها بالفشل ربما هي تتبلور الآن .. تتفاعل .. تنضج .. تنتقل من مراهقة الثورة لحكمة الدولة .. وخلال هذا المخاض يحدث أن تظهر بُثور مثل "حب الشباب" .. أو فوران الهرمونات حتى تستقر الأمور تماماً .. لصالح حلول وسط (يجيدها الشيعة غالباً) بين أسرى الماضي وأبناء المستقبل).
وفي مهاجمته للصحافة المصرية، ولن أداخل برأي في هذا لأنها صراعات مصرية بحتة، قال (..... للأسف الصحافة المصرية تعيش أسوأ أيامها، وأكثر حالاتها انحطاطاً، ولا أحرص على متابعة صحيفة بعينها إلا لأسباب مهنية محضة، بما في ذلك الصحيفة التي أعمل بها .. إنها مرحلة انتقالية يعلو فيها الزيف، وتروج فيها سوق الأدعياء، ويتضاءل فيها الفرق بين الكتابة والقوادة كثيراً .. فلا تنبش جراحاً تقيحت من فرط ردمها بالتراب).
ويعترف المدعو نبيل شرف الدين بأفعال ظلم بها الآخرين ولن يفصح عنها خوفاً على سلامته (..... فلم تكن الصحافة مهنتي الأولى التي بدأت بها حياتي .. كنت ضابطاً لأكثر من 14 عاماً .. والحقيقة أنني كرهت العسكرية أكثر من أي مخلوق آخر، لأن المرء لا يمكن أن يحب الشئ أو يكرهه ما لم يعرفه جيداً .. وأنا أحب مهنة الصحافة فعلاً .. أحبها كعشيقة أكثر مما أحبها كزوجة .. أما الندم على تجربة المنتديات فهذا غير صحيح بالمرة .. لقد استفدت وتعلمت الكثير .. وما زلت أتعلم وأختزن ما يكفيني في خريف عمري لتدوين ذكريات جميلة. ماذا أيضاً ندمت عليه .. آه هناك شئ ما .. أو بالأحرى حماقة ما ارتكبتها شأن ملايين البشر .. لكن لن أقولها صراحة لاعتبارات تتعلق بسلامتي .. لا شئ يجبر المرء على بيع البطاطا سوى إصراره على ألا يبيع قلمه).
ما كتب فيه...
يقول الدكتور محمد عباس عن المدعو نبيل شرف الدين حين شاهد أول ظهور له ببرنامج الاتجاه المعاكس (.... وانتقم فيصل القاسم انتقاما شديد الذكاء والطرافة، فقد أسرف في استضافة الشخصيات التي تؤيد السياسة المصرية، وكان هؤلاء أشد وبالا من الشخصيات المعارضة، فعلى الرغم من كل شئ كان ظهور شخصيات معارضة تدين النظام ثم تعود إلى البلاد آمنة، دعاية لهذا النظام، وستارا ديموقراطيا مهما بلغت رقته واهتراؤه. لكن الشخصيات المؤيدة التي استضافها البرنامج كانت وصمة عار للنظام، فقد كانت ضحالتها وفجاجتها وسوقيتها تفوق كل تصور، وكانت بحد ذاتها فضائح متحركة وعورة يجب أن تخفى لا أن تُعرض على الملأ. وكانت دليلا لا يدحض، على أن نظاما هؤلاء هم أعوانه، هو نظام لا بد أن يُعارض. وكان أطرف ما في استضافتهم أن الجميع أدرك حجم الإساءة البالغة- لمصر- التي سببها ظهورهم ، لكن لم يكن يمكن لأحد أن يعترض أو أن يعلن عن غضبه).
ويستدرك الدكتور عباس التالي (..... وكان لدى كنز ثمين أراجعه كلما ظهرت إحدى هذه الشخصيات المؤيدة على قناة الجزيرة، هذا الكنز هو كتاب لم ينشر بعد، مكتوب على الآلة الكاتبة، وبعض فصوله مكتوبة بخط المؤلف، وهو الصحافي أسامة عرابي، الذي نشر هذا الكتاب كمقالات في صحيفة المحرر التي تصدر في فرنسا باللغة العربية. اسم الكتاب : فئران البراميل و يقول الكاتب في مقدمته :
"في مصرنا المحروسة باللصوص والأفاكين الآن، نمطان لا ثالث لهما من الكتاب والصحفيين : أحدهما لا بد يعمل مع أجهزة الأمن التي تنهض بمهمة تعيينهم ودفعهم دفعا في سلم الصعود والترقي، بعد أن امحت تماما الحدود الفاصلة بين عمل المخبر الصحفي والمخبر السري. والنمط الثاني يستمد نفوذه وقوته من علاقاته المشبوهة بقوى كونية مهيمنة على مقدرات البلاد والعباد وهى - بلا ريب - أميركا ومن ورائها إسرائيل. أما من ارتضى لنفسه الاختيار الصعب، وهو أن يعيش شريفا عفيفا، صاحب مبدأ وموقف، فمكانه الأوحد الانزواء في غياهب النسيان، أو الملاحقة والمطاردة في لقمة عيشه، والمقامرة بمستقبل أبنائه).
ويضيف دكتور عباس (..... حتى فيصل القاسم قد فقد أعصابه إزاء التسطيح والمغالطة التي لجأ إليهما المحاور فصرخ فيه: أنت قلت أنك باحث في الشؤون الإسلامية لكن يبدو أنك لا تعرف أي شئ عنها.. قل شيئا.. أنت لم تقل حتى الآن شيئا مفيدا. ويبدو أن حرفا قد سقط من مسامع فيصل القاسم، فالرجل ليس "باحث" وإنما "مباحث"!!. وناداه فيصل مرة بلقب: "دكتور" وعدت إلى أسامة عرابي لأقرأ كيف فتحت السلطة خطوط اتصال قوية مع كليتين جامعيتين مصريتين لمنح الشهادات لرجال الأنظمة. ومرة أخرى نفد صبر فيصل القاسم فهتف في الرجل: لقد قلت لي قبل البرنامج أنك ألفت عشرات الكتب عن الشؤون الإسلامية.. قل شيئا مفيدا منها.. و.. هل أنت فعلا مؤلف هذه الكتب.. ورد الرجل في سخرية مبتذلة: لا.. الجيران هم الذين ألفوها).
(قراءنا الكرام لم يبق لنا إلا أن نشكر مدعيينا الدكتور نبيل شرف الدين والسيد مالك الحزين .. نلتقي مساء أحد الأيام المقبلة .. فحتى ذلك الحين ها هو سالم أيوب يحيكم من مدونة ايلاف .. إلى اللقاء).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق