فهمي هويدي
الجمعة 23 يونيو 2017
حين تنشر «هاآرتس» أن تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد فى السعودية خبر سار لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن ذلك يقلقنا ولا يطمئننا. وحين ينشر هذا الكلام يوم ٢١/٦ الحالى فى مقالة لأحد كبار كتابها (زفى باريل) ويذكر فيها أن الأمير السعودى عقد لقاءات متعددة مع الإسرائيليين منذ عام ٢٠١٥، فإن الكلام ينبغى أن يؤخذ على محمل الجد.
هذا الكلام مهم فى ذاته وفى سياقه. وأرجو ألا أكون بحاجة لشرح لماذا هو مهم فى ذاته، إذ يكفى أن ينسب الكلام إلى ولى العهد الذى يفترض أن يكون الملك القادم.
هذا الكلام مهم فى ذاته وفى سياقه. وأرجو ألا أكون بحاجة لشرح لماذا هو مهم فى ذاته، إذ يكفى أن ينسب الكلام إلى ولى العهد الذى يفترض أن يكون الملك القادم.
وإذا ابتلعنا الكلام كارهين إذا ما خص آخرين فإن الأمر لابد أن يختلف مع الرجل الثانى فى المملكة العربية السعودية المرشح لأن يكون «خادم الحرمين» يوما ما.
السياق بدوره يزعجنا.
السياق بدوره يزعجنا.
ذلك أن موقع «ميكور ريشون» نقل فى يوم الأربعاء ذاته عن وزير الإعلام والاتصالات الدرزى أيوب قرا قوله إن السعودية وإسرائيل تجريان فى الوقت الراهن مفاوضات غير مباشرة لإقامة علاقات دبلوماسية لن تكون مقصورة على السعودية، وإنما أيضا مع كل الدول التى تنتظم فى التحالف الذى تقوده السعودية ضد قطر.
أعرب قرا فى الحوار عن سعادته لأن السلوك العربى الرسمى وبالأخص السعودى، يدلل على أن القضية الفلسطينية أصبحت تحتل المرتبة الثالثة على جدول أعمال العالم العربى، منوها إلى أنه بالنسبة للسعودية والدول التى تسير فى ركبها فإن مواجهة إيران والتصدى للإرهاب السُّنى أصبحت تتقدم على القضية الفلسطينية.
أعرب قرا فى الحوار عن سعادته لأن السلوك العربى الرسمى وبالأخص السعودى، يدلل على أن القضية الفلسطينية أصبحت تحتل المرتبة الثالثة على جدول أعمال العالم العربى، منوها إلى أنه بالنسبة للسعودية والدول التى تسير فى ركبها فإن مواجهة إيران والتصدى للإرهاب السُّنى أصبحت تتقدم على القضية الفلسطينية.
أضاف الرجل أن وسطاء أمريكيين يعكفون فى الوقت الحاضر على إعداد صيغ تضمن إقامة علاقات دبلوماسية علنية بين تل أبيب والرياض. وضمن الخطوات التى تدرس الآن كمقدمة لاستئناف العلاقات السماح لرجال الأعمال والشركات الإسرائيلية بالعمل داخل المملكة.
على صعيد آخر ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا (توصف بأنها البوق المعبر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) أن وضع نظام الحكم فى السعودية فى الوقت الحاضر يسمح بتحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
على صعيد آخر ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا (توصف بأنها البوق المعبر عن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) أن وضع نظام الحكم فى السعودية فى الوقت الحاضر يسمح بتحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل.
فى هذا الصدد كتب البروفيسور إبراهام تسفى معلق الصحيفة للشئون الأمريكية أن «الانقلاب الذى حدث على سلم الأولويات فى السعودية يمثل فرصة لإسرائيل يتوجب استغلالها، سيما عشية قدوم مستشار ترامب وصهره كوشنر ومبعوثه للمنطقة جيسين جرينبليت.
اعتبر بن تسفى أن شعور نظام الحكم فى السعودية بأنه مهدد من قبل إيران يسهل على إدارة ترامب ممارسة الضغوط من أجل تحقيق تسوية سياسية للصراع مع الفلسطينيين.
ونوه إلى أن التحولات المتلاحقة التى شهدتها المنطقة منذ شرعت الرياض فى حملتها ضد قطر تفتح المجال أمام مطالبة السعودية بتطبيع كامل مع إسرائيل.
أضاف بن تسفى أن خروج السعودية من الخزانة وعدم ترددها فى تحدى إيران علنا، وكذلك استهداف قطر يمنح ترامب القدرة على مطالبة السعودية بالالتزام بخطوات تطبيعية لبناء الثقة تجاه إسرائيل.
إننا لا نستطيع أن نسلم بهذا الكلام الذى يخرج من إسرائيل، وقد يرى البعض أنها أمنيات وليست حقائق، لكننا لا نستطيع أن نتجاهله، أولا لأننا بصدد معلومات إذا لم يتم نفيها فإن ذلك سيكون دليلا على صحتها.
أضاف بن تسفى أن خروج السعودية من الخزانة وعدم ترددها فى تحدى إيران علنا، وكذلك استهداف قطر يمنح ترامب القدرة على مطالبة السعودية بالالتزام بخطوات تطبيعية لبناء الثقة تجاه إسرائيل.
إننا لا نستطيع أن نسلم بهذا الكلام الذى يخرج من إسرائيل، وقد يرى البعض أنها أمنيات وليست حقائق، لكننا لا نستطيع أن نتجاهله، أولا لأننا بصدد معلومات إذا لم يتم نفيها فإن ذلك سيكون دليلا على صحتها.
وثانيا لأن الإعلام السعودى تجاهل كل ذلك الكلام وسكت عليه. وثالثا لأن القرائن المتوافرة من مختف المصادر تدل على أن الكلام له أصل، تماما كما أنه ليس هناك دخان من دون نار كما يقال.
إن الأحداث المثيرة تتلاحق فى العالم العربى. ويبدو أننا نؤهل لمزيد من الصدمات والفواجع. وإذا وصل بنا الحال إلى أن عدو أمتنا يسر لما يحدث فى بلادنا، فمعنى ذلك أننا تنكبنا طريقا لا يرضى ضمير أمتنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق