عباس العقَّاد ترجمة أخرى
محمد جلال القصاص
من هو عباس العقاد؟
هذه الورقة تمثل الفصل الأول من كتاب (مناقشة هادئة لإسلاميات عباس العقاد)، طبع في عام 2009. وهذا إعادة نشر بعد تعديل الأسلوب وخفض حدته. وتحتوي هذه الورقة على:
مقدمة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد..
اعتاد زكريا بطرس –وعامة المنتقدين للإسلام من النصارى- أن يستشهد بأقوال مسلمين، وكنت كلما استشهد بأحدٍ رجعت إليه وأطلت المطالعة في مخرجاته، أحاول أن أتعرف بوضوح على القول والقائل والسياق. واستمر هذا ثلاث سنوات أو أكثر.انتهى بي المطاف أمام ظاهرة فكرية، سميتها –فيما بعد- بـ "تفعيل المنافقين". وملخصها: أن النصارى -المستشرقين منهم خاصة- أعادوا قراءة ما يتعلق بالإسلام (التراث الإسلامي): الشريعة الإسلامية، والتاريخ ابتداءً من الجاهلية إلى التاريخ المعاصر، وقدموا قراءة مغلوطة للتراث الإسلامي (الشريعة والتاريخ، أو القاعدة النظرية والتطبيق العملي)، وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأ تسريب نصوص هذه الكتابات والمفاهيم الكلية التي تحتويها لنفرٍ من المنتسبين للإسلام، فظهرت أفكار الكافرين على ألسنة مسلمين، ولعل أبرز ذلك : كتابي قاسم أمين "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة"، وكتاب علي عبد الرازق "الإسلام وأصول الحكم"، وعامة كتابات طه حسين، وعامة مخرجات عبَّاس العقَّاد -، وهو ما سيتضح في هذا البحث إن شاء الله-؛ والمدارس الأدبية التي تكونت في هذه الفترة ومنها مدرسة الديوان التي أسسها العقّاد وإبراهيم شكري وعبد القادر المازني.
تركتُ المشهد المعاصر وعدت إلى الكتاب والسنة وما اتصل بهما من كتب التفسير والحديث وشروحات الأئمة الأعلام، أطرح أسئلة على أفعال الكافرين وأفعال المنافقين وأفعال المؤمنين، وانتهى الأمر إلى أن المتمسكين بالدين اليوم يواجهون أربعة صفوف:
وسمَّيتُ هذه الظاهرة بـ "تفعيل المنافقين". تفعيل المنافقين من قبل الشياطين والكافرين، وتفعيل المنافقين للغافلين من المسلمين. وشرحت الفكرة في ثلاث مئة صفحة، وعرضتها على بعض أهل العلم وأثنو خيرًا. كان هذا في عام 2009م؛ ولكني مع ثناء أهل العلم لم أطمئن بعد، فأمسكت البحث رجاء أن يفتح الله علي بجديد أضيفه لهذه الظاهرة.وكنت كلما سنحت الفرصة تحدثت في مقال؛ ثم يسر الله لي بابًا للإعلام المتلفز فكان أول ما تحدثت عنه هو ظاهرة "تفعيل المنافقين" وشرحتهافي أول ظهور تلفزيوني مع الشيخ خالد عبد الله في أغسطس2011/ رمضان 1433هـ[2]، والمقابلة منشورة في الصفحة الخاصة على موقع طريق الإسلام.
وزاد أمر آخر يخص العقَّاد، وهو أنني –حال تحدثي بالفكرة وعرضها على من أتواصل معهم مباشرةً-كنت أضرب المثل على تفعيل المنافقين بالعقّادكما أضربه بقاسم أمين وطه حسين وعلي عبد الرازق، ولكني كنت أجد نفرة شديدة أن يذكر عبَّاسالعقّادمع هؤلاء. ولاحظت شيئًا عجيبًا هو أن من أُحدثه عن العقّادلا يستطيع رد الفكرة ولكنه لا يطمئن إليها. مسكون بصورة إيجابية عن العقّادلا يعرف مصدرها!!
استقر الأمر على دراسة ثلاثة نماذجٍ أوضح فيهما الفكرة الرئيسية لهذا المشروع الفكري (تفعيل المنافقين)، أحدها لكافرٍ صريح الكفر، وهو زكريا بطرس؛ والثانية والثالثة لمسلمين متأثرين بأقوال الكافرين، فكانت هذه الدراسة عن عبَّاسالعقّادوأخرى لحقت بها عن "عمرو خالد"، ونشرت الطبعة الأولى من كتاب عبَّاسالعقّادفي 2009، وها أنذا أعيد نشر الكتاب بعد عشر سنوات قضيتها بين الكتب أقرأ وأتأمل، وليس فيه جديد غير ضبط الصياغة والخفض من حدة اللهجة بعد أن رحل الشباب وجاءت الكهولة.
وإلى يومنا هذا تعقد الندوات والمؤتمرات لتعريف الناس بأفكار عبَّاس العقَّاد ([4])، ولا زالت كتبه تنشر ولا يكاد يخلو منها مكان، فثمة إصرار على أن تبقى أطروحات عبَّاس العقّاد في الواجهة، تثبيتًا للعقاد في الذاكرة التاريخية للثقافة الإسلامية لموافقته هوى المسيطرين على أدوات النشر والتوزيع.
تحاول هذه الدراسة تقديم قراءة شاملة في أطروحات العقّاد الإسلامية، لا قراءة كتابٍ، ولا سلسلة كتبٍ تعلق على ما صح وما لم يصح من أقواله. هي محاولة لاستخراج المفاهيم الكلية ومناقشتها من خلال كتاباته وأستهدف المفاهيم أكثر من الشخص، ولو أستطيع فصل المفاهيم عمن كتبها لفعلت. وهي محاولة للمشاركة في كشف حجم الخداع الذي يمارس على الطيبين قبل غيرهم في واقعنا المعاصر.
وقد صبرت نفسي لعبَّاس وغيره في هذا المشروع الفكري (تفعيل المنافقين)، وقرأت ما استطعت الوصول إليه، أقرأ وأدون الملاحظات، وأعيد النظر مرة بعد مرة، وأتعمد الأفكار لا الأشخاص، وأجاهد نفسي أن تتجه لربها بعملها ترجو ما عنده، وأعوذ بالله أن أكون سببًا في ضياع وقت القارئ ومالِهُ. هي عزمة أردُّ بها ما أراه باطلًا عن حياض الدين، وأحاول المساهمة في إرشاد السائرين إلى رب العالمين، طلبًا لما عند الله، والله أسأل رشدًا، وعزيمة على الرشد، وعونًا، وبركةً. إنه كريم منان.
dfdf
الفصل الأول:
أحاول تقديم ترجمة فكرية لعبَّاس العقَّاد، وذلك من خلال الإجابة على عددٍ من الأسئلة مثل:أين تواجد عبَّاس العقَّاد؟: بين الأدباء والشعراء؟، أم بين الساسة والمفكرين؟؛ وما موقفه من حركة التجديد الإسلامي (الصحوة الإسلامية) في مصر والعالم الإسلامي، والتي عاصر نشأتها ونهضتها، وكان يخالط رموزها.. يعرفهم ويعرفونه؟!، وما حقيقة انتسابه للدفاع عن الدين والمتدينين؟، ولماذا انتشر وكثر ذكره بين الناس مع فساد حاله من وجهة نظري؟، وذلك من خلال عددٍ من العناوين الجانبية، على النحو التالي:
ولد عبَّاس العقّاد(1889م - 1964م) في إحدى القرى بأقصى جنوب مصر حيث كان يعمل أبوه([5])، ورحل العقّاد إلى القاهرة وعددٍ من مدنِ شمالِ مصر طلبًا للرزق، وضاقت به أسباب الرزقِ مرارًا واضطرته –أحيانًا- لبيع كتبه أو العودةِ لأهله في أقصى الصعيد.
كان عبَّاس العقّاد صاحب إمكانات شخصية كثيرة، معتزًّا بنفسه، يعلم منها القدرة على ما لا يستطيعه كثيرٌ من أقرانه؛حاد الطبع لا يعرف التوسط في علاقاته ولا تعاملاته[6]؛ توَّاقًا للريادة؛ شديد الخصومة. ولذا بدا نافرًا ، مشاكسًا، كثير الأعداء.
تعلم الإنجليزية مبكرًا متأثرًا بالجالية الإنجليزية في أسوان -حيث ولد عبَّاس العقّاد- وبدأ بقراءة ما كتب مشاهير الإنجليز، وكان يوقع مقالاته كما يفعل الإنجليز (ع. م. العقَّاد ) اختصارًا للاسمين الأولين ثم اللقب.وبداية النشر كانت في مواضيع ذات طبيعة لغوية في "صحيفة الأستاذ"التي أنشأها عبد الله النديم.
المقصود هنا هو بيان محورية البعد النفسي كمنطلق رئيسي في شخصية العقاد، فهذه العداوة الشديدة لشوقي لأنه ازدرى العقّاديقابلها محبة مطلقة وتقدير كامل"للشيخ" محمد عبده رغم أنه لم يكن ثوريًا ولا عبقريًا فذًا تنطبق عليه شروط العبقرية عند العقاد، فقط لأنه أثنى عليه حين التقاه طفلًا في المدرسة، وتنبأ بأن يكون كاتبًا!!
انفض عزم شباب الديوان (العقّادوالمازني)[8] بعد أن نالوا من أحمد شوقي، ولم يكملوا مشروعهم الذي أعلنوا عنه. تفرقوا عن شوقي وعن الأدب. وغرق العقّادربع قرنٍ من الزمن في ظلمات السياسة، بدأها بالسير خلف سعد زغلول ثم البرلمان فالسجن لتسعةِ أشهر بعد أن أخذته الحماسة وسبقه لسانه بجملة خطابية يتهدد فيها أكبر رأس في البلد ويتوعد بتكسيرها؛ فتحرش به جند الملك حتى حبسوه تسعة أشهر؛ ثم خرج من السجن واشتبك مع رفقاء الدرب ممن بدلوا وغيروا في تعاليم سعد زغلول، وانتهى الأمر بالخروج عليهم والاشتراك في تأسيس حزب السعديين (نسبة لسعد زغلول).
انقضى أكثر من خمسين عامًا من حياة العقّاد في خصومات سياسية على صفحات الجرائد وصالونات الأحزاب انتهت بهزيمة ساحقة للعقاد جعلته يفكر في الانتحار([9])، ثم تحوّل عبَّاس العقّاد، بعد هذه الهزيمة وبعد رحلة التخبط الطويلة هذه، إلى الكتابة في الإسلاميات، وكانت "موضة" فكرية يومها كما سيأتي بيانه.
كانت الكتابة في الإسلاميات بالنسبة للعقاد نوع من الترويح، وخروجٌ من ساحة لم يعد يجد فيها إلا الموت بيده (منتحرًا) أو بيد غيره (اغتيالاً)!! ولم يظهر من السياق ولا من تفاصيل حياته أنها كانت توبة وتحولًا لنصرة الدين والصحوة الإسلامية التي تكونت وشبت واشتدت وقتها، وإليك مزيد بيان:
كانت الصحوة الإسلامية قد انتشرت، وكان الصدام مع المتطاولين على حمى الدين أوجد رموزًا ورفع أسماءً، وكانت القضايا الإسلامية رائجة يومها، وطبعي أن يظهر من يكتب للجمهور ، على طريقة ما يطلبه القراء، طلبًا للانتشار والذكر أو الأجر، ولا أستبعد أن العقّاد كان يكتب للسوق، أو توجه لما هو رائج، فكًّا للخناق السياسي الذي طوّق عنقه حتى كاد يقتله.
جاءت كتابته عن الإسلام في إطار موجة من الكتابة عن الإسلام بعد انتشار الصحوة الإسلامية في الأمة وانتشارها جماهيرًا وجغرافيًا في كل بقاع العالم الإسلامي وخاصة العربي، ومع وجود قضايا مجمع عليها مثل التحرر من الاحتلال الغربي ورفض اغتصاب اليهود لبيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومع تنامي الرفض للموجة الأولى من الغزو الفكري من قِبل المستشرقين والمتأثرين بالحداثة الغربية ممن ابتعثوا أو تلقوا آدابهم وهم في مواطنهم، ومع ظهور الصحوة الإسلامية ودخولها في الأحداث السياسة. قد كانت الحياة جلها إسلامية: توافق أو تعارض، أو قل: كان الحديث عن الإسلام في كل مكان.. ومن كل التوجهات.
فرضية أن العقّاد كتب للسوق يدعمها كتابه عن "بنيامين فرنكلين" مؤسس أمريكا. فحين تتدبر ما خطه العقّاد عن "فرانكلين" تجد أنه لم يأتِ بجديد. ينقل صفحات من مذكرات فرنكلين التي كتبها بخط يده ويكرر كلمات قيلت هنا وكلمات قيلت هناك. يقول فيه ما يقوله في غيره: سياسي منفرد، وعالم قد علم، وفيلسوف متكلم، وأديب قد كتب، ومفاوض قد أخذ من خصمه بحنكته، ورحيم بالعبيد، ومؤدب للأغنياء. ويبدو بوضوح أن الأمريكان أرادوا تسويق بضاعتهم فبحثوا عن قلم مشهور فكان العقَّاد، استكتبوه وقدّموا للكتاب وقاموا بطباعته ونشره.
وفرضية أن العقّاد كان يكتب للسوق يدعمها–أيضًا- أنه كان يكتب في المناسبات، فكتب عن غاندي، وعن بنيامين فرانكلين، و عن زعيم الصين "صن يات صن". وأستبعد أن يكون الهنود استكتبوه، ولكنه ركب الحدث واستطعم الكتابة عن المشهورين، أو كتب عنهم بدافع الإعجاب بالعباقرة.
فقط أثبت هنا أن الكتابة في الإسلاميات لم تكن توبة عن السياسة ودخولًا بين المتدينين. لم تكن دعوةً للدين ودفعًا للصائلين ونصرة للمتدينين. لم يكن هذا أبدًا هو السياق الذي أفرز لنا ما يسمى بإسلاميات العقَّاد، ويتضح ذلك من خلال مناقشة عبقريات العقّاد وكثير من إسلامياته خلال هذا البحث، إن شاء الله وبحوله وقوته.
أخذ معه الأفكار الرئيسية التي سيطرت عليه وهو يكتب في السياسة إلى الساحة الإسلامية، فلم يتخل عن محبته لأفكار الحداثة الغربية ومخرجاتها. ومن شواهد ذلك وقوفه بجوار الديمقراطية في معركتها مع النازية (الألمان وحلفائهم)، فألّف (هتلر في الميزان 1941م) حال كتابته في الإسلاميات، واستمر دفاعه عن الديمقراطية بعد ذلك في كتاباته[10]. وكتب عن غاندي حال كتابته في الإسلاميات، وكتب عن المسيح بما سيأتي بيانه إن شاء الله حال كتابته في الإسلاميات.
ولا يستطيع باحث أن يقف حائرًا فإن كان معوجًا مال للقوم وقال بقولهم، وإن كان مستقيمَا جاء إلينا وقال بقول العليم الخبير- سبحانه وتعالى وعز وجل- (ومَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)(النساء:157).أما العقَّاد فهو كيان مستقل يخالف السائد دائمًا!!
قلت: ولذا أحبه النصارى بالأمس واليوم، فتجده يفاخر بحب النصارى له، وتجدهم في صالونه الثقافي يزورونه ويتحدثون إليه، وإلى اليوم تجد القمص شديد البذاءة زكريا بطرس يستدل بعبَّاس العقَّاد.. بما قاله عن المسيح وما قاله عن كتابهم وما قاله عن الله. وما تحدث به عباس العقاد عن الله- سبحانه وتعالى وعز وجل- قصة أخرى سنأتي عليها إن شاء الله في هذا الكتاب: تصورٌ عن الله ورسله لا تجده إلا عند العقَّاد، ودعنا الآن نمر لشواهد أخرى تبين أن مفتاح شخصية العقَّاد هو مخالفة السائد.
سبحانك هذا بهتان عظيم.
وبعد أن سقطت الخلافة الإسلامية واشتد الناس دفاعًا عن دينهم، وظهرت جماعة الإخوان المسلمين والتف حولها عامة المناصرين للدين– وكانوا هم الممثل الأهم للصحوة الإسلامية يومها- خالف العقّاد السائد ووقف وحيدًا يتحدث بأن الإخوان المسلمين حركة يهودية تعمل لصالح اليهود، وأن الأستاذ حسن البنا ذو أصول يهودية([16])!!
وأجمع العارفون بالشعر على إمارة أحمد شوقي، واجتمعوا حوله وتوجوه بالإمارة على الشعراء، إلا العقَّاد، خالف إجماعهم- وهو شابٌ صغيرٌ- ووقف قريبًا من جمعهم يرمي صغيرهم وكبيرهم([17]).
وفي الوقت نفسه بايعه طه حسين على إمارة الشعر، وقَبِلَ العقّاد هذه البيعة!!
فعل ذلك طه حسين اتقاءً لشرّ العقَّاد، فقد كان العقّاد بذيء اللسان، شديد الخصومة[18]، وكان طه حسين حديث العهد بحزب الوفد، دخل الحزب وفيه العقّاد كبيرٌ يقول ويفعل، فخدع طه حسين العقّادَ بهذه المبايعة، وصدَّق العقَّاد !!
وسمع بهم أحدُ الساخرين فقال ـ فيما يرويه الرافعي في كتابه "على السفّود" ـ:
ولم يسلم منه زكي مبارك، ولا مصطفى فهمي، ولا طه حسين، ولا ذو شأنٍ برز بجواره وهو حي. ولذات السبب طالت صحبته بالمازني، وأثنى عليه مرارًا، وذلك أن المازني كان يسارع إلى انتقاص نفسه قبل أن ينتقصه الآخرون، ولم يكن يطاول العقّاد ولايطاعنه بقلمه، بل كان يسير بجواره كالصفر كما يقول هو([20]).
-وحينًا يقف بين الكادحين يدافع عنهم ويتكلم بلسانهم، وفي ذات الوقت صديقًا للمترفين أرباب السلطة من أمثال النقراشي باشا.
ولم يكن العقّاد يحترم خصومه؛ فقد كان يُسمع منه في حقهم بعض الأوصاف الرديئة مثل "حمار"، "قرد"، "عبيط"، وما هو أشد من ذلك على رواية تلميذه أنيس منصور في كتابه "في صالون العقَّاد ".
كان متمردًا مضطربًا، قلقًا، شديد الخصومة، كثرت خصوماته حتى توفي وليس حوله أحد ولا في جيبه ما يكفي لشراء علاجه، لولا أن منَّ الله عليه ببعض المحسنين.
اجتمع لعبَّاس العقَّاد عدد من الأشياء جعلته يبدو عاليًا بهيًا في حسِّ كثيرٍ من الناس، أحاول سرد أهمها على النحو التالي:
ومما ساهم في الرفع من شأن عبَّاس العقّاد في حسِّ كثيرٍ من الناس حضوره في المشهد السياسي، فقد وقف في صفّ فلول الثورة العرابية، يخلع على زعيمها أحمد عرابي أعزّ الألقاب عنده (العبقري)، ثم وقف مع ثورة 1919م، وكانت عظيمة في حسّ الناس يومها، وكان قريبًا من سعد زغلول (الزعيم)، ثم كان صديقًا حميمًا للمنشقين على الوفد (السعديين).. ينزه تلك الزعامات الموهومة، بل المصنوعة،عن الخطأ ويلبسها ثوب العبقرية([23])، وقدَّم "السعديون" للعقاد الدعم المادي والمعنوي حين صعدوا للسلطة، فقد قرر الحزبُ عددًا من كتبه على تلاميذ المدارس، وعيّنه فاروق عضوًا في مجلس الشيوخ.
بدا عبَّاس العقَّاد للناس، وخاصة في آخر حياته، فقيرًا لا يطالب بشيءٍ من المناصب، ولا يرضى بما عرض عليه، بل سخر منه أحيانًا، لم ينل شيئًا من عوارض الدنيا التي تكالب عليها قرناؤه، يلتقي زواره ببجامة صوف لا تتغير صيفًا أو شتاءً. ولا يبدو أنها حالة من الزهد والورع، فما كان العقَّاد زاهدًا في المناصب، فقد دخل مجلس الأمة (البرلمان) مبكرًا في حكومة سعد زغلول، وكان قريبًا من زعيم حزب السعديين المنشق على الوفد، وقَبِلَ تعيينه في مجلس الشيوخ من قبل "الملك"، وشغل عددًا من المناصب. ولم يكن حال العقاد حال متواضع، ولا ترفع عن المناصب زهدًا في الدنيا وطلبًا لما عند الله، بل كان يزدري كل الألقاب، ويأبى أن يرافق أيًّا منها اسمه. فاسمه-حسب ظنه- مجردًا أعلى من كل الألقاب، اللهم أن يقال: الأستاذ بالألف واللام (أل العهدية)، وكأنه هو الأستاذ وحده([24])!!
ومن أسباب تكون صورة وضيئة للعقاد في حس كثيرٍ من الناس غيابُ الميزان الشرعي الصحيح عند كثيرٍ من أبناء الأمة، وقد بدأ هذا الأمر يتراجع ولله الحمد، فالذين يتحدثون عن العقَّاد لا يحسِّنُون ولا يقبِّحون بميزان الشرع، وإنما بشيءٍ آخر، فترى كثيرًا ممن يتكلم لا يعبأ به وهو لا يصلي، وهو في معترك السياسة على غير قواعد شرعية، وهو ينصر الحكومات القمعية ويتطاول على الممثلين للإسلام في زمانه([25])؛ وهو يتناول سيرة الرسول ﷺ والصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ بغير ما كانت عليه، وهو ينكر الوحي المنزل من الله على أنبياء الله، وهو يعظم المنحرفين من أبناء الأمة من أمثال الحلاج وابن عربي ويرى أنهم عباقرة في الإيمان!!
سادسًا: الوسطية بين المستغربين:
ومما ساهم في رفع شأن العقاد في حس عوام المثقفين أنه كان وسطًا بين عملاء الفكر المعروفين بعمالتهم من أمثال طه حسين ولطفي السيد وقاسم أمين وعلي عبد الرزاق وبين أهل الحق المستمسكين بالكتاب والسنة من أمثال محمود شاكر ومحمد شاكر وسيد قطب ومحمد محمد حسين ومصطفى صادق الرافعي. والتوسط بين الحق والباطل باطل مهما قيل، فالنور واحد والظلمات كثيرة، قال الله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1].
من المُحْكَم في العقيدة، وفي العقول السليمة، أن الظاهر مرتبط بالباطن، فما يظهر على المرء هو مرحلة أخيرة من مراحل السلوك (أول المراحل: هو الإدراك أو المعرفة، وثانيها: التصوير فكل معلومة تصل الإنسان يحولها إلى صورة، وثالثها: التفكير في الصور الذهنية، وهذه المراحل الأولى تسمى عند علماء العقيدة قول القلب؛ والمرحلة الرابعة: الإرادة وتكون إيجابية وسلبية وهي التي يسميها أهل العقيدة عمل القلب، ثم يأتي عمل الجوارح)، فما يظهر على الجوارح ترجمة صادقة لما تكنه الصدور، والعقَّاد يَعرف هذا ويتكلم به!، يقول: (العبادة فرعٌ من العقيدة يشاهد عيانًا في حيز التنفيذ أو التطبيق)([26])، ولم يكن العقَّاد ولا أي من "الرواد" يمارس الإسلام في حياته العامة، فعلى سبيل المثال كان صالون العقّاد الأدبي يعقد صباح الجمعة وينتهي بعد الصلاة بساعة.. أي في الثانية ظهرًا.. أي لا يصلي الجمعة([27])!!
ولم يكن الصالون يناقش قضايا مهمة أو محددة، وإنما (كلام من وحي الساعة.. والأحداث.. أو تساؤلات الزوار). كان مجلسًا للغيبة والنميمة([28])، يحضره اليهود والنصارى والملحدون والبهائيون.
وكان أنيسَ العقَّاد في بيته كلبٌ يسميه (بيجو)، كان يحبه حبًّا كثيرًا ويصطحبه معه إن رحل بعيدًا أو قريبًا، وكتب عنه مقالاً في مجلة الرسالة، يعرب فيه عن مودته وشدة تعلقه بهذا الكلب (بيجو)، ثم رثاه حين مات بقصيدة، ولك أن تسأل عمن يحب الكلب ويجالسه: أكان يصلي؟!
يجيبك العقّاد نفسه وهو يحكي ساخرًا متهكمًا قصة "الشيخ" حمزة مع كلبه بيجو([35]).
علاقة عبَّاس العقّاد بالاستشراق:
عكف المستشرقون على قراءة أحكام الشريعة، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وما كُتِبَ في القرون الأولى، وخرجوا بقراءة جديدة للشريعة الإسلامية.بمعنى أنهم أعادوا قراءة الشريعة لتقبل الآخر ولتقول بما ينادي به الغرب والمستغربون من "المساواة" و"التبرج والسفور" و"تنحية الشريعة"، وأعادوا قراءة التاريخ الإسلامي وخاصة في القرون الأولى لتقدَّم الأحداث للناشئة في إطارٍ آخر غير إطار الصراع من أجل تعبيد الناس لله {لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل:36]، وأعادوا قراءة كتب الأولين ممن كتبوا في القرون الأولى لإبراز الشاذ كالأصفهاني والجاحظ والجهم والجعد وتشويه المستقيم. وبعض ما كتبوه ظهر في هيئة كتب جاهزة للنشر تم تسليمها إلى بعض المنبهرين بهم من أمثال "طه حسين وعلي عبد الرازق" ليكتبوا عليها أسماءهم ثم يخرجوها لنا، فقد برهن العارفون على أن الذي كتب (في الشعر الجاهلي) و(الإسلام وأصول الحكم) هو مارجليوث، وأعطاهم مترجمين إلى كل منهما([36])!! وقاسم أمين جل ما ورد في كتابه من النصارى مثل: "مرقص فهمي" و"الدوق الفرنسي". أو تم تسريب المفاهيم من خلال الصالونات، والصحف، والتواجد في المجتمعات الغربية حال الدراسة (البعثات العلمية).
ويمكننا أن نقول: إن حركة الفكر الشائعة في هذا الوقت كانت استشراقية أو متأثرة بالاستشراق، كان المستشرقون هم الموجِّهون للساحة الفكرية في العالم الإسلامي.
المواضيع التي تناولها عبَّاس العقّادتناولها كل ذي قلم ممن عاصروه، ولم يكن هو أولهم كي نقول: بدأ ولحقوه، وإنما جاء بينهم، وكلٌ كَتَبَ بخلفية مدرسته التي تأثر بها وانتصر لها، وجل من كتبوا كانوا من إفرازات البعثات الغربية أو من المتأثرين بالغرب، مثل(طه حسين)، و(أبكار السقاف)، و(محمد حسين هيكل)، و(عائشة بنت الشاطئ)، وغيرهم.والكتابات كانت تسير في مضمار واحد، وهو إعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد على خلفيات غربية، أو متأثرة بفكر الغرب.
وكانت لعبَّاس العقّاد علاقة خاصة جدًّا بالغرب؛ فهو مِن أشهر مَن حملوا بضاعتهم في الأدب إلينا([37])، أعني "مدرسة الديوان"، وقد (كان يرى الإنجليز الحلفاء الطبيعيين لمصر)([38])!! وكان يؤمن بالديمقراطية القادمة من الغرب إيمانًا مطلقًا، ويدّعي أنها أفضل الأنظمة على الإطلاق، وهو مخطئ؛ فلا أفضل من شرع الله{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[القصص:50]،ولا ينكر محبوه أنه أحد أفراد المدرسة العقلانية الإنجليزية، حتى كتاباته (الإسلامية) كانت تطبيقًا لنظريات غربية.
([1]) انظر: زكريا بطرس، برنامج أسئلة عن الإيمان، الحلقة 18بعنوان )شهادة علماء الإسلام لصحة الكتاب "المقدس" وعدم تحريفه(، الدقيقة العاشرة، وتوجد نسخة مكتوبة بموقع زكريا بطرس.
[2] نشرت الحلقة على موقع طريق الإسلام بالصفحة الخاصة، في هذا الرابط: https://ar.islamway.net/lesson/111453/تفعيل-المنافقين
([3])موسعة العقّادالإسلامية المجلد الخامس، (لبنان، دار الكتاب العربي، 1971) ج5،ص11.
([4])عقد المركز القومي للثقافة في 2004 ندوة خاصة بعبَّاس العقّادشارك فيها عدد من المثقفين،وكانت لإحياء ذكرى وفاته، وتعريف الناس بأفكاره وأحواله، وتكرر الأمر في عام 2007م، حاولوا إحياء ذكر ميلاد العقّادبندوة في مكتبة القاهرة تقدِّم للناس أفكاره!!. يتحينون ذكرى الميلاد وذكرى الوفاة من أجل التذكير بما خطت يداه.
([5]) «العقَّاد »: لقب لمن يعملون بالحرير، وكانت مهنة في أجداده.
[6] عباس العقاد، أنا، (مصر، نهضة مصر، الطبعة الثالثة2005)، ص9.
[7]شهدت الأمة الإسلامية محاولات تجديد جادة في القرن الثامن عشر الميلادي، وبعد هجوم الغرب على قلب العالم الإسلامي (الحملة الفرنسية على مصر والشام) تم إدخال تعديلات على مسار التجديد في الأمة بفكرة الدولة القومية عن طريق تجربة محمد علي في مصر والتي تمدد فيما بعد لغيرها من الدول، وجوهر ما فعله محمد علي هو: استدعاء منظومة القيم الغربية كبديل للقيم الإسلامية وإعادة هيكلة المجتمع والدولة على القيم الغربية، وبالتالي اتجه التحديث في التعليم للغرب عن طريق البعثات. في المقابل استمر التجديد بأدواتٍ أقل وكوادر علمية أقل فعمل من خلال الكتاتيب وبعض الرموز وأثمر في المجال الأدبي وظهر أثر ذلك في سبعينات القرن التاسع عشر وكانت الصحوة التي أشير إليها في النص أعلاه، وتم السيطرة على مخرجاتها مرة ثانية إلى أن ظهرت الصحوة الإسلامية عشرينات القرن العشرين، وتم الإفادة منها هي الأخرى[انظر للكاتب مقال: يغرق فرعون ويدخل الإسلاميون التيه. طريق الإسلام، صيد الفوائد، مدونات الجزيرة].
[8] كتاب الديوان كتبه العقّادوالمازني، وأما عبد الرحمن شكري، وهو أولهم وأبرزهم وأكثرهم تمكنًا من بضاعة الأدب وأسبقهم في هذا المجال، فقد غادر مبكرًا. اتهمهم -وخاصة المازني- بالسرقة الأدبية ودب الخلاف بينه وبينهما ثم فارقهم وانشغل بخاصة أمره عن الأدب وأهله.
([9]) ذكر ذلك العقّاد نفسه في حواره التلفزيوني المنشور في اليوتيوب.
[10] فصّل هذا وشرحه واستدل عليه من كلام العقّادلشيخ غازي التوبة في كتابة الفكر الإسلامي المعاصر ص 127 وما بعدها.
([11])انظر: ساعات بين الكتب ص527.
([12])انظر: ساعات بين الكتب ص807 وما بعدها، وانظر ص737 وما بعدها.
([13])انظر: أدباء ومواقف، لرجاء النقاش ص15، وللعقاد كتاب يتحدث فيه عن برناردشو طُبع في المجلد التاسع من موسعة العقَّاد دار الكتاب ـ لبنان، وفي ذات المجلد أيضًا ذكر للشاعر الألماني جيتي، وكذا لشكسبير. فكلهم محل ثناء عند العقَّاد، وهو مما لا يخفى.
([14]) كتب الرافعي في الرد على العقّادكتاب (على السَّفُّود)، والسَّفُّود هو سيخ الحديد يُشوى عليه اللحم في المطاعم، ومُسَّفَّد تعني شُوي على (السيخ)، ذكر ذلك الرافعي في بداية الكتاب (على السَّفود).
([15]) انظر: فتحي رضوان، عصر ورجال (القاهرة، الهيئة العامة لقصور الثقافة،2003)، ج1، ص229.
([16]) يأتي بيان هذا حالَ مناقشة العبقريات.
([17])تكلّم هو عن ذلك في (ساعات بين الكتب) ص 219 وما بعدها، وفي مقدمة كتابه الديوان، وأعتقد أن المقدمة كتبها المازني.
[18] من بعض شواهد بذاءة تطاوله على أمير الشعراء شوقي وجماهير شوقي العريضة فيما كتبه في الديوان نقدًا لقصيدة شوقي في رثاء محمد فريد، شبه بالشحاذ في الحواري وشبههم بما هو أسوأ من ذلك!!
[19] انظر: د. نعمات أحمد فؤاد، الجمال والحرية والشخصية الإنسانية في أدب العقاد، (القاهرة، دار المعارف، 1983)، ص42
([20]) كان إبراهيم المازني (1890م ـ 1947م) قصير القامة جدًّا بعكس العقَّاد، وكان يصف نفسه والعقّادحين يسيران معًا بالرقم (10)، أعرجًا، صاحب نكتة، يعيش في المقابر فقيرًا معدمًا، متشائمًا يائسًا، لا يخلو من "غزوة" نسائية، ولا يذكر بفضيلة أخلاقية، صحب العقّادفي أول حياته، وأسسا الديوان معًا بصحبة إبراهيم شكري. وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية تسجيل صوتي للعقاد يثني فيه على المازني.
([21]) انظر: أنور الجندي، جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام، (القاهرة، دار الاعتصام، 1985)،المقدمة. وفي هذا الكتاب ردَّ الأستاذُ أنور الجندي ما كتبته يدُ هؤلاء "العمالقة" إلى أصولها الغربية، مبينًا أنهم لم يأتوا بجديد، وإنما كانوا (كباري/ جسور) بين الشرق والغرب على حد تعبيره. وأيد هذا الأمر أنيس منصور في كتاب(في صالون العقَّاد ) ص606.
[22] هذه الأسماء اشتهرت فيما بعد. بعد ان انتشرت الصحوة الإسلامية، ولم يشتهروا بأدوات سلطوية.
([23]) المفكرون والسياسة في مصر المعاصرة ـ دراسة في مواقف عبَّاس محمود العقّادللدكتور محمد صابر عرب، مكتبة الأسرة 2008.
([24]) انظر ما قاله للمخرج السينمائي كمال الملاخ حين أراد أن يدخل بعض التعديلات على روايتهسارة كي يخرجها فيلمًا. (في صالون العقَّاد ) ص644.
([25]) ثارت ثائرة العقّادعلى الإخوان المسلمين وسماهم (خُوَّان المسلمين) يوم اغتالوا النقراشي (باشا) رئيس الوزراء.
([26]) حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص116.
([27]) في صالون العقّادص 9، 31، 301 ط. دار الشروق.
([28]) ذكر أنيس منصور تطاول العقّادعلى قرنائه بأسلوب ساخر في ص31 وما بعدها. وفي 520 ومابعدها، وهو مشهور معروف عنه.
([29]) ذكر ذلك وغيره أنيس منصور في (في صالون العقَّاد ) في ص 9، وما بعدها، وص 287.
([30]) مقال أنيس منصور بالشرق الأوسط بتاريخ 19/12/2007.
([31]) رجاء النقاش، عباقرة ومجانين ص238.
([32])انظر: الشرق الأوسط ـ العدد(10461).
([33]) عنون أنيس منصور الفصل الخاص بوفاة العقّاد بــ (وماتت ابنةُ العقَّاد).
([34]) رجاء النقاش، عباقرة ومجانين ص239.
([35]) رجاء النقاش، عباقرة ومجانين ص240، وما بعدها.
([36])ذكر ذلك الأستاذ أنور الجندي في أكثر من مكان. وقد أثبتُّ ذلك في بحث تفعيل المنافقين المشار إليه في المقدمة.
([37])سبقه نصارى الشام، ولكنه لم يكن تابعًا لهم، ولا متأثرًا بهم.
([38])الفكر الإسلامي المعاصر، غازي التوبة ص134.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق