الصوابية السياسية
خواطر صعلوك
فتحت نافذتي هذا الصباح، فغرقت صالة شقتي بالشمس وبفرحة عارمة وهياج عاطفي غير مفهوم... تصفحت الجريدة وكان عنوانها الرئيسي «كل شيء على ما يرام هذا اليوم»... وأوضاع البلد مستقرة.
كان محتوى الخبر عن يوم إيجابي في الشارع، والعمل وبين الأزواج وعن إنتاجية الموظفين في المؤسسات، وتناغم المجلس والحكومة، وعن فرحة عارمة لقطاع الشباب والمتقاعدين، وعن تقرير سنوي منشور يُوضح إلى أي مدى نجحت مؤسسات الدولة في تحقيق «رؤية الكويت 2035».
وفي التفاصيل، أنه تم الانتهاء من الملفات السياسية العالقة منذ سنوات طويلة، في إنجاز ملحوظ لقيادات شبابية تتمتع بمهارات وغايات تأخذنا لاقتصاد مُتنوع ومستدام، وبيئة معيشية تنموية، ورعاية صحية عالية الجودة، وبنية تحتية متطورة، وإدارة حكومية فاعلة، ومكانة دولية مميزة...
هذه القيادات الشبابية تم تعيينها واختبارها وإعطاؤها الفرصة ونجحت في ذلك.
وفي ظاهرة إيجابية انتشرت في مواقع التواصل، اختفى القائل الباغٍ، والسامع العيّاب، والسائل المتعنت، والمجيب المتكلف، الواعظ غير المحققٍ لقوله بالفعل، والموعوظ غير السليم من الهزء والاستخفاف.
وحققت الكويت ميداليات أولمبية، وحصدت مراكز متقدمة في التعليم وفي دراسات التنمية، وأصبحت مركزاً إعلامياً يتمتع بقيم الديموقراطية والتنوع على المستوى الإقليمي، ودولة رائدة في الثقافة والفنون والصناعات الإبداعية.
وفي تفاصيل الخبر أيضاً، أنه تم إبعاد وإقصاء كل الذين ما تركوا فضة في الوطن إلا فضّوها، ولا ذهباً إلا ذهبوا به، ولا غلة إلا غلوها، ولا ضيعةً إلا أضاعوها، ولا دقيقاً إلا دقوه... جميعهم خارج إطار البرواز الذي يضم رجال الدولة.
وضعت الجريدة جانباً، ذهبت للمطبخ وأعدت كوباً من الشاي، بحبتي هيل وورقة نعناع، وضعته أمامي متأملاً الدخان المتصاعد والرائحة التي تملأ المكان... ما زال نور الشمس وفرحتها يزيحان البقع المظلمة في الغرفة... تمتمت بدعاء مُتذكراً كل الأجيال القادمة، أبناؤنا وأبناؤكم، وبناتنا وبناتكم في وطن سينهض يوماً محمولاً على أكتافهم...
وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
@moh1alatwan
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق