الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022

التأريخ لا يعيد نفسه

 التاريخُ لا يُعِيدُ نفسَه فقط؛ بل يَتَمَسْخَرُ بأهلِهِ أيضاً..

علي فريد الهاشمي

لَمْ أَكُنْ أُصَدِّقُ أنَّ بعض مشايخ مصر اجتمعوا قديماً في الجامع الأزهر لقراءة صحيح البخاري طَلباً للنصر على نابليون الذي كانت مَدَافِعُه تَدُكُّهُم وقتَ قراءتهم لصحيح البخاري.. الآن فقط صَدَّقت؛ فأحفادُ أولئك الأجداد صَاروا- في زمن الغفلة هذا- إسلاميين ثوريين واعين؛ فَاقُوا أجدادَهم في الوعي والثورية ليصبحوا أخيراً مَدَاخِلةً للنظام القطري؛ يُبررون له مَا لا يُبَرَّرُ شَرعاً ولا عَقلاً.. وهاهُم الآنَ يَتَنَادون –كأجدادِهِم قديماً- إلى محاربة ماكرون وفرنسا بهتافات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مُدرجات كُرة القدم.. وهو تطورٌ مُضْحِكٌ مُبكٍ من الجامع إلى المدرجات، ومن صحيح البخاري إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. والنهايتان واحدة قديماً وحديثاً: دَكُّ الأزهر وسَحْقِ مَنْ فيه مادياً، وَدَكُّ العقيدة وامتهان شعائرها معنوياً، بل الثانية أشد بشاعةً مِن الأولى!!

ألا قُبِّحَتْ مساجد الضرار وقُبِّحَ العِجلُ الذي يُتَّخَذُ فيها!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق