صور من ظلم التجار للأمة
لما ظهر في زماننا اليوم من أنواع التجارات والبضائع المختلفة الشيء الكثير، ظهرت كثير من المخالفات الشرعية في محيط التجار والسماسرة مما كان له الأثر السيء في ظلم الأمة في جوانب متعددة من حياتها.
التجارة والتجار…مخالفات شرعية وآثار سيئة
ويعني بالتجار هنا أولئك الذين يستثمرون أموالهم وينمونها طلبا للربح والكسب؛ وذلك عن طريق البيع والشراء في المأكول أو الملبوس أو العقار والأثاث وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس أو يترفهون به.
والبيع في أصله حلال وطيب لقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [البقرة : 275]. ولكن لما ظهر في زماننا اليوم من أنواع التجارات والبضائع المختلفة الشيء الكثير، ولما ظهرت أنواع من التعاملات والممارسات التي لم تكن تعرف من قبل في البيع والشراء، ولما خف الدين عند كثير من التجار وأصبح هم أحدهم الربح من أي طريق؛ فلا جرم ظهرت كثير من المخالفات الشرعية في محيط التجار والسماسرة مما كان له الأثر السيء في ظلم الأمة في جوانب متعددة من حياتها.
وفيما يلي ذكر بعض المظالم التي تتعرض لها الأمة من بعض تجارها ورجال الأعمال فيها:
– ظلم الأمة في دينها
ويظهر هذا ما يقوم به بعض التجار – هداهم الله – باستثمار أموالهم في بيع وشراء وطباعة وتوزيع الكتب والمجلات المضللة التي تنشر الإلحاد والبدع والشبهات مما يساعد في ترويج الشرك والبدع والعقائد الباطلة ويبعد الأمة عن منبعها الصافي المتمثل في الكتاب والسنة وفهم الصحابة رضي الله عنهم، وفي هذا ظلم للامة وصد لها عن سبيل الله عز وجل. ومما يقدح في عقيدة الأمة أيضا المتاجرة في تصوير ذوات الأرواح وتشكيلها بما يؤدي إلى تعظيمها وتعليقها في البيوت والمكاتب كصور العظماء، أو وضعها على الصدور كما هو الشأن في استيراد الملبوسات التي عليها صور الكافرين والفاسقين.
– ظلم الأمة في نفوس أبنائها وعقولهم
ويظهر هذا في ما يبيعه التجار ويروجونه مما له الأثر السيء على صحة الناس في أبدانهم وأنفسهم وعقولهم كمن يتاجر ببيع التبغ (الدخان) وبعض المخدرات والمفترات والمشروبات التي يخالطها الكحول. كما يدخل في ذلك الاتجار في بعض المطعومات التي ثبت احتواؤها على أجزاء من الخنزير أو ثبت أنها ميتة أو من مشتقات الميتة، وغير ذلك مما يضر بصحة الأجسام والعقول.
– ظلم الأمة في أعراض أبنائها
وما أكثر التجارات اليوم التي يعمل فيها كثير من التجار وهي تقتل الفضيلة وتنشر الرذيلة وتشيع الفاحشة في المسلمين، وكم يساهم هؤلاء التجار في إفساد أعراض الأمة ومحاربة الشريعة الإسلامية التي من مقاصدها حفظ الأعراض وحمايتها. ومن أمثلة هذه التجارات التي تساهم في هتك الأعراض وإفسادها:
* التجارة في المجلات والقصص الخليعة طباعة وتوزيعا ونشرها بين أبناء الأمة وبناتها وهي تحمل على غلافها وفي طياتها النجاسة والخبث والرذيلة سواء بما فيها من صور النساء الساقطات أو ما فيها من الأفكار المثيرة للشهوات.
* ومنها التجارة في أجهزة الفساد من دشوش وتلفاز وأفلام الفيديو الخليعة، وأدوات المعازف واللهو والعبث، ومعلوم أثر هذه المفسدات في إثارة الغرائز والشهوات وهتك الأعراض، ويدخل في ذلك صنعها وبيعها وصيانتها والدعاية إليها.
* التجارة في بيع الملبوسات والأزياء النسائية المحرمة والتي تصف البشرة أو تحجمها أو تشبهها بالكافرات والذي من شأنه التبرج ونشر الفتنة . ويلحق بذلك الأماكن الخاصة بتزيين النساء، والله أعلم بما يدور بداخلها.
* التجارة بإنشاء الملاهي المختلطة وإغراء الناس بالإتيان إليها رجالا ونساء. ولا يخفى أثر هذا على الأعراض ونشر الفتنة بين النساء والرجال.
* التجارة بفتح المكاتب السياحية التي تسهل على الناس العزاب منهم والعوائل السفر إلى بلاد الكفر والرذيلة كما تسهل عليهم زيارة الأماكن النجسة في تلك البلاد.
* تأجير العقارات على من يستخدمها في الاتجار في المحرمات السابقة ففي هذا تعاون على الإثم والعدوان.
– ظلم الأمة في اقتصادها وأموالها
ويتبين ظلم التجار للناس في أموالهم من خلال الأمثلة التالية:
* البيوع المحرمة التي يتعامل بها التجار مع الناس مما ينشأ عنه الظلم والبغي والخداع للمسلمين في أموالهم كبيع الغرر والجهالة والتدليس والغش والنجش وبيع المسلم على بيع أخيه… إلخ.
* أخذ الفائدة الربوية على المحتاج للقرض من المسلمين سواء بطريق مباشر أو عن طريق التحايل كما في مسألة العينة، وما أكثرها اليوم بين تجار المسلمين.
* المساهمة في تأسيس البنوك الربوية التي تظلم الناس بأخذ الربا والفوائد عليهم أو تعينهم على أكل الحرام بإعطائهم الفوائد الربوية على أموالهم المودعة. كما يلحق بهذا من يؤجر عقاره للبنوك الربوية.
* الوقوع في الطرق المحرمة لكسب المال كالقمار والميسر واليانصيب واختراع طرق جديدة لا تخرج عن هذه الوسائل المحرمة التي هي من باب أكل أموال الناس بالباطل والإثم والعدوان، كما هو الحاصل في أساليب الدعاية الكاذبة التي تبتز أموال الناس بالباطل.
* حرمان الأمة الإسلامية من أموالها وإرسالها إلي بلاد الكفر ليرابوا بها ويستعينوا بها على المسلمين.
* حرمان فقراء الأمة من زكاة الأموال الواجبة على التجار والبخل بإخراجها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق