الجمعة، 9 ديسمبر 2022

بين الإسلام والغرب .. أين أنت؟

بين الإسلام والغرب .. أين أنت؟


  ليلى حمدان


ما يعيشه الغرب من فضائح وتسريبات لطرق الاحتيال تحت شعار “الديمقراطية”، وخطاب إعلامي مأجور موظّف لخدمة أجندات أربابه بتوجيه الرأي العام عن طريق تدليس الحقائق وإخفائها، يكفي لإثبات فشل “النظام الديمقراطي” في الغرب قبل الحديث عن فشله في بلاد المسلمين.
نظام روحه الخداع والظلم والاستبداد.


الغرب يتظاهر بالنزاهة
بينما هو يخفي كل معلومة تزعجه!
يتظاهر بدعم الحريات وهو يحارب كل صوت يطالب بالفضيلة!
يتظاهر باحترام حقوق الإنسان وهو يطارد المسلمين في بلادهم ويمنعهم العيش تحت ظل دينهم وتفاصيل هويتهم الإسلامية!
يتظاهر بدعم سيادة الدول وهو يفرض عليها هيمنته كمحتل يتحكم في منظوماتها!


تناقضات “شعارات” و”مفاهيم” الغرب كافٍ لهدم كل تنظيراتهم وتدخلاتهم في العالم الإسلامي.
فالحرية لديهم هي حرية الرذيلة والكفر. أما لدينا فهي حرية الفضيلة والإسلام.
حقوق الإنسان لديهم هي تشجيع انتكاس الفطرة. أما لدينا فهي حفظ وصيانة هذه الفطرة!
المرأة لديهم سلعة ولدينا مدرسة ودرة!
لا يستويان!


نحن بحاجة لتدريس الأجيال مادة مخصصة عن “الإسلام والغرب”، بحاجة لتوضيح الفوارق الهائلة بين دين الله تعالى وبين منظومات البشر القاصرة، بحاجة لهدم كل أثر للانهزامية في قلوبهم وزرع بذور العزة والاستعلاء بالإيمان.
بحاجة لأن نعيد المجرم إلى موقعه الحقيقي والبطل لمكانه الطبيعي!
بحاجة لاستدراك.


أجيال كثيرة سنخسرها في هذا الصراع بين الإسلام للغرب للأسف، لأن قدراتهم على التضليل بعيدة المدى وسريعة الانتشار وكثيرة التمويل، وقدرتنا لفضح مكرهم لا تزال متواضعة ومحدودة التأثير وفقيرة، ولذلك حتى نخفف من خسائرنا فلا أقل من ترسيخ حب القرآن والسنة في قلوب الأجيال لأنهما لوحدهما حصانة!


ابدأ مع نفسك أنت ومن تحتك، اكسر أغلال الانهزامية وعود أبناءك على ذلك، أحيي تعظيم كل ما هو إسلامي في حياتهم وعاداتهم وملابسهم وأخلاقهم وتعاملاتهم، اجعل “السلام عليكم” فخرا و”هاي” نقصا!
إنها تفاصيل دقيقة تبني لنا شخصيات قادرة على تحمل أعباء مرحلة عودة الإسلام، وهو قادم لا محالة.
ازرع لتحصد أمة.


إن استعار الحملة الغربية “المهلكة للحرث والنسل” على ديار المسلمين، أخرجت لنا نماذج قدوة، رغم حجم الخسائر! فقد ارتفعت منحنيات نسب الملتزمين والملتزمات، وأصبحنا نشاهد يقظة بين الشباب المسلم، وحنينا جارفا للإسلام، نشاهد إقبالا مهيبا على طلب العلم الشرعي من طلبة في كافة الاختصاصات .. هذا مبشر.


(إن مع العسر يسرا) إن الله لا يترك المؤمنين أبدا بلا معونة وأسباب هداية وتوفيق، إن الله جل جلاله رغم كل عدوانية الغرب وسطوته لم يسمح له أن يهدم الإسلام كما لم يسمح للشيوعية والهندوسية وكل الدعوات المحاربة لدين الله.
فدين منصور من الله، يؤيّد فيه الملتزم تأييدا ربانيا، يكفيك لتسابق بقوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق