بادية شكاط
كاتبة في الفكر،السياسة وقضايا الامة
إقتحامات وسلسلة انتهاكات يشهدها المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان الكريم تلبية لدعوات أطلقتها “منظمات الهيكل” المزعوم لأنصارها،وبحماية من شرطة الاحتلال،لتتزايد شرارتها بعدوان صارخ في الاسبوع الثالث من الشهر الفضيل حيث يتقاطع مع عيد الفصح العبري،الذي يقدم فيه اليهود القرابين التي يتوهمون،ماجعلهم يحشدون آلاف المستوطنين ويعنّفون كل من تلقفته عصا ظلمهم من المصلين المسلمين،ولايميزون في عدوانهم السافر بين طفل صغير أو امرأة أو شيخ كبير،فالكل أمامهم محمدي،ولايملك أحدهم أن يختار إلا بين الموت قتيل أو ترك أرضه والرحيل.
يقول عز وجل “ومَنْ أظلم ممّن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم” البقرة (114)
قال السيوطي أن هذه الآية الكريمة نزلت في منع الروم المسلمين من بيت المقدس،فأذلهم الله وأخزاهم ،لا يدخله أحد منهم أبداً إلا وهو خائف،متلفع ثوب الخزي والهوان والصغار.
فكيف وقد وصف الله عز وجل ذلك بأنه أشد الظلم بعد الشرك به لاإله إلا هو؟
لانجد موقفا حازما يوقف الظلم من أمراء وملوك وحكام العرب المسلمين؟
أين عواصف حزمكم؟ أين جيوشكم؟
أين المنكر الذي عنه تنتهون؟
إلى متى الإكتفاء بالإدانة؟
إلى متى الرضا بالذل والإهانة؟
إلى متى تبقى خطاكم تتسارع إلى مجلس الأمن الذي لم يحقق يوما الأمن؟
إلى متى تبقى الأبصار دوما شاخصة إلى دول لأذيتنا متربصة؟
ومتى يستيقظ المسلمون من سباتهم العميق ويبحثون بدلا من الامم المتحدة
عن أمم مسلمة متحدة ؟ تفك وثاقهم من أوصياء نهبوا خيراتهم وبعثروا ثرواتهم وجعلوهم فرقاء؟
لقد آن الأوان والعالم يترنح كالسكران على قرون الشيطان أن نقوي شوكتنا كدول إسلامية،ونوحد همّتنا لتنظيف عقولنا مِن لوثات فكرٍ أوهمنا أنّنا لامناص لهم تبعًا،فصرنا لكل ترّاهاتهم مستودعا،فتوارثنا شعور الإنهزامية والدونية وسلّمنا بالإستضعاف ونسينا أننا أمة الإستخلاف.
فما اليهود والصهاينة سوى شرذمة يجوبون خلال الديار كطفل عابث يهوى الدمار،بمكرهم استطاعوا أن يغرسوا بالعقول مايؤمنون به من أفكار،حتى أنّ أحد حاخاماتهم قال :”أيها اليهود إنكم من بني البشر لأنّ أرواحكم مصدرها روح الله،أمّا باقي الأمم فليست كذلك لأنّ أرواحهم مصدرها الروح النجسة”
وها نحن نراهم اليوم رأي العين يضربون النساء المرابطات في المسجد الأقصى بوحشية،وهم الذين لطالما تطاولت أعناقهم على المنابر،وكل وحش منهم يجاهر بحقوق المرأة الدولية،فأوهموا العالم بأكبر كذبة في العالم،وهم الذين في فراغهم من كل صلاة يرفعون الدعاء :”مبارك ياربي لم تجعلني وثنيا ولاامرأة ولاجاهلا”.
وكذلك تظاهروا بالإنسانية،وطالبوا بحق الإنسان بالعيش في سلم وأمان،وهم عنها بعيدون،وفقط يؤمنون بما ورد في تلموذهم:“أقتلوا الصالح من غير الإسرائليين،ويحرم على اليهودي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة وقع فيها “
فمهما كان عدوان الصهاينة وحشي وغاشم ورهيب،لاينبغي منهم أن نهيب،لأنهم أكثر أهل الأرض جبنا بل جبنهم من المسلمين عجيب،قال عزوجل :“لأنتم أشدّ رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لايفقهون “ سورة الحشر الآية “13”
كما أنهم على خلاف مايبدون شرذمة متفرقون،ومايحصل اليوم من فوضى بينهم وانقسامات بين مؤيد لنتن ياهو ومعارض له،جعل مفكريهم يقرون بصدق قرآننا وماجاء به نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال عز وجل في كتابه العزيز :“تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لايعقلون “ سورة الحشر الآية “14”
فمن السهل تمزيقهم ومن الأيسر إستمالتهم،لأنهم لايشيّعون سوى المصلحة،فالأصدقاء أعداء اذا ذهبت المصالح،والأعداء أصدقاء اذا تحققت المطامح،فلاتلزمهم العقود ولا تعنيهم العهود،يقول عزوجل :“أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريقا منهم “…سورة البقرة الآية 100
إنهم مجرد شحنة أحقاد ووقود فساد،قال عزوجل :“كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لايحب المفسدين “..سورة المائدة الآية 64
فكيف بعذ ذلك نتخذهم أولياء وهم أشد الناس لنا بغضاء؟ ،يقول عزوجل :”هاأنتم هؤلاء تحبونهم ولايحبونكم “ …آل عمران الآية 119 ويقول أيضا جلّ وعلا :“لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود “… سورة المائدة الآية 82
وقال أيضا تبارك وتعالى: { واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين }…سورة البقرة الآية 191
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق