كتاب : المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ : مقدّماته، وأخطاره، ووسائل التصدّي له (7)
الدكتور محمد بسام يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ
مقدّماته، وأخطاره، ووسائل التصدّي له (7)
الحلقة السابعة: تنفيذ المشروع المشبوه في سورية
*(هذا الكتاب كتبته ونشرته في عام 2004م، وأعدت نشره في عام 2010م، بعد إدخال بعض التعديلات والإضافات عليه، وأعيد نشره الآن في عام 2022م، لأذكِّر المزاودين على الحركة الإسلامية السورية والمفترين والعملاء، أفراداً ودولاً ووسائل إعلامٍ وقنواتٍ فضائيةٍ مشبوهة.. أننا أول مَن حَذّر المسلمين والعالَم من خطر المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصفويّ الإجراميّ، على سورية والأمّتين العربية والإسلامية، وأول مَن قاوَمَه وفضح أصحابه وأساطينه، وما نزال، فيما كان المزاودون والمفترون علينا اليوم، ينعمون بالدفء في أحضان أصحاب هذا المشروع، أو كانوا عملاءهم وأحبّاءهم، أو ممالئيهم ومناصريهم، أو شياطينهم الخُرس المغفّلين).*
* * *
*الفصل الرابع*
*العناوين الرئيسة:*
*أولاً: تنفيذ المشروع الصفويّ الفارسيّ في سورية، وأهم معالمه.*
1- من الناحية السياسية الإستراتيجية.
2- من الناحية العسكرية.
3- من الناحية الأمنيّة الاستخباراتيّة.
4- من الناحية الاقتصاديّة.
5- من الناحية الدينية.
6- من الناحية الاجتماعية والديموغرافية.
*ثانياً: بعض أساليبهم التي يتبّعونها في الدعوة إلى التشيّع.*
*ثالثاً: مصادر تمويلهم.*
*رابعاً: بعض نتائج نشاطهم.*
* * *
*أولاً: تنفيذ المشروع الصفويّ الفارسيّ في سورية، وأهم معالمه*
لقد تخلّى النظام السوريّ (منذ سنوات) عن أشقائه العرب، لاسيما المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، ليستقر -من خلال حلفٍ طائفيٍّ مريبٍ- في حضن إيران، وقد أخذت إيران هذه الأيام تلعب الورقة السورية ببراعة، دون أن يستطيع النظام الحاكم في دمشق التحرّر من الإرادة الإيرانية، وقد عزّزت سياسات القطيعة التي ينتهجها النظام مع الدول العربية.. عزلَ سورية عن محيطها العربيّ، دافعةً لها أكثر وأكثر في الحضن الإيرانيّ بأبعاده الإستراتيجية والاقتصادية والمذهبية (الدينية)، ما يشكّل أكبر خطرٍ على منطقتنا، وبخاصةٍ على الدول العربية المحيطة:
1- من الناحية السياسية الإستراتيجية، أصبح الموقف السوريّ تابعاً بشكلٍ مباشرٍ للمشروع الإيرانيّ، وأصبحت السياسة الخارجية السورية في السنوات الأخيرة (منذ عام 2000م) جزءاً من السياسة الإيرانية التي تُرسَم في طهران.
2- من الناحية العسكرية، تشارك بعض الوحدات العسكرية الإيرانية، في بناء القوات المسلحة السورية وقيادتها، لاسيما في وحدات الصواريخ بمحيط دمشق، وعلى طول المسافة ما بين دمشق والحدود مع لبنان وفلسطين المحتلة.
3- من الناحية الأمنيّة الاستخباراتيّة، فقد توسّعت كثيراً دائرةُ العلاقات الاستخباراتية بين الطرفين، وازدادت أعداد الفرق الأمنية الإيرانية في الحرس الجمهوريّ السوريّ، واشتدّ التنسيق الأمنيّ بين الطرفين في القضايا المشتركة، علماً أنّ أصل الوجود الإيرانيّ في سورية، هو وجود أمنيّ تحت اسم الحوزات والحسينيات والمزارات والمؤسّسات الخيرية والثقافية والطبية والإغاثية، التي أنشأها الإيرانيون برعاية النظام السوري، وبإشراف السفارة الإيرانية في دمشق.
4- من الناحية الاقتصاديّة، يتغلغل الإيرانيون والشيعة العراقيون في مفاصل مهمةٍ للاقتصاد السوريّ، عن طريق الاستثمارات الكبرى (كصناعات: السيارات، والإسمنت، والحديد، والسياحة والنقل البحري، والنقل الداخلي).. ويرتبط هذا التغلغل الاقتصاديّ بدوافع مذهبيةٍ طائفيةٍ واضحة، إذ يقوم هؤلاء بشراء العقارات في الأسواق، حول المعالم الرئيسة والمهمة، كالمسجد الأمويّ في دمشق. يساعدهم على ذلك مُناخ الفساد الاقتصاديّ والإداريّ لمؤسّسات النظام ورجاله.
5- من الناحية الدينية، هناك تحرّكات محمومة إيرانية، بتغطية النظام الحاكم، لتشييع المسلمين السنة الذين يمثّلون الأكثرية الكاثرة في سورية، أو لاختراقهم اختراقاتٍ مهمةً في الأقل، وذلك بإشراف السفير الإيرانيّ في دمشق، وبجهود بعض المرجعيات الشيعية الفارسية.
6- من الناحية الاجتماعية والديموغرافية، فقد قام النظام الحاكم بمنح الجنسية السورية لأعدادٍ كبيرةٍ من الإيرانيين والعراقيين الشيعة، وبعض المصادر قدّرت عدد هؤلاء بعشرات الآلاف (في عام 2004م)، خطوةً أولى، وذلك ضمن مخطّطٍ واضحٍ لخلخلة التركيبة السكانية ذات الأكثرية الكاثرة السنيّة، كما تم مَنح كثيرٍ من هؤلاء أراضٍ من أملاك الدولة، وتم عن طريقهم شراءُ مراكز تجاريةٍ هامةٍ وفنادق ومطاعم وشركاتٍ صناعيةٍ وتجارية، وهم يمارسون من خلال ذلك دوراً مزدوجاً تجارياً-أمنياً.
إن المشروع الإيراني القوميّ الدينيّ، بوجود النظام السوريّ الحاكم حالياً (في عام 2004م)، الذي يغطيه تماماً ويتواطأ مع أصحابه.. أصبح خطراً حقيقياً يهدّد بنية المجتمع السوريّ، وهو يثير العديد من المخاطر على مستقبل سورية والبلدان العربية الشقيقة، وذلك بتحويل سورية إلى بقعة ارتكاز، لتهديد دول المنطقة كلها، والتغلغل فيها، وإثارة النعرات الطائفية والقومية، ما يسمح لقادة الشيعة بالتهديد دائماً، عن طريق صنع مرتكزاتهم التي تأتمر بأمرهم داخل كل قطر، علماً أنّ أحلامهم في السيطرة والنفوذ تمتدّ من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط.. إلى الخليج العربيّ. إن ارتباط الشيعة بمرجعياتهم الدينية على مبدأ (الوليّ الفقيه) الإيرانيّ الفارسيّ، يجعل منهم جنوداً مباشرين للدولة الإيرانية، تُزعزع إيرانُ بهم استقرارَ هذه الدول، وتثير فيها الاضطرابات والنعرات الطائفية والدينية في الوقت الذي تختاره، دعماً لهدف تحقيق مصالحها السياسية والقومية على حساب العرب والمسلمين.
*ثانياً: بعض أساليبهم التي يتبّعونها في الدعوة إلى دين الشيعة (التشييع)*
يتسلّل المشروع الصفويّ الفارسيّ داخل سورية (وكذلك في البلاد العربية) عبر الأساليب الآتية:
1- دفع الأموال لمن يتشيّع، مستغلّين جهل بعض الناس وحاجتهم، وكذلك استغلال ضعف بعض النفوس ودناءتها، وتأسيس الشركات التجارية والمؤسّسات الصناعية لجذب الأفراد والخبرات، بتوظيفهم برواتب مجزية، ثم ابتزازهم لتحقيق مصلحة أرباب المشروع المشبوه.
2- تقديم عروض الزواج للشباب، وتحمّل تكاليف ذلك.
3- تسهيل زواج المتعة.
4- مَنح العطايا الضخمة لرؤساء العشائر (سيارات، أموال).
5- ممارسة الطقوس الشيعية والبكائيات، بشكلٍ جماهيريٍ حاشد.
6- تحييد علماء السنة بوسائل خبيثة (بدعوى مُضلِّلة، هي أن الشيعة هم أحد مكوّنات الشعب السوري، وأنه لا يوجد خلاف مع أهل السنة، وأنّ الخلاف فقهيٌّ فحسب..).
7- الدعوة إلى دراسة العلوم الدينية الشيعية داخل سورية وخارجها، وإرسال البعثات الدراسية من السوريين إلى حوزات (قُمّ)، وذلك على حساب الحكومة الإيرانية.
8- بناء الحسينيات والمساجد والمشاهد والحوزات في القرى والمدن المختلفة، وجعلها مرتكزاتٍ للشركيات الشيعية، ولاستقدام جماهير الزوار الشيعة الإيرانيين واللبنانيين والعراقيين والخليجيين إليها.
9- إقامة الجامعات الخاصة بالشيعة في سورية (جامعة آل البيت في مدينة الطبقة).
10- إقامة المراكز العلمية الكبيرة والخاصة بنشر دين الشيعة (مركز السيدة زينب في دمشق، مركز المشهد في حلب، مركز عمار بن ياسر في الرقة).
11- المتاجرة بالممانعة والمقاومة لمصلحة الحلف المشبوه: (إيران والنظام السوري وحزب الله وبعض الحركات الفلسطينية البلهاء).
*ثالثاً: مصادر تمويلهم*
1- الحكومة الإيرانية.
2- الشيعة في الكويت (شخصيات وأسر شيعية تُقدّم الأموال، امرأة واحدة ثرية شيعية كويتية دعمت بناء مساجد عدةٍ وحسينياتٍ في قرى دير الزور، بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي).
3- شيعة لبنان والعراق والبحرين.
4- التسهيلات المختلفة من قِبَل النظام السوريّ.
*رابعاً: بعض نتائج نشاطهم (منذ ما يقرب من عشرين عاماً)*
1- تأسيس (جمعية الزهراء الخيرية) في اللاذقية، تبرّع لها المدعو (كمال أسد) بمليون ليرة سورية (حوالي 25 ألف دولار في ذلك الوقت).
2- إقامة (الحوزة الخمينية) في دمشق.
3- بناء مراقد: السيدة زينب (دمشق)، السيدة رقية (دمشق)، السيدة سُكينة (داريا).
4- بناء مراكز ثقافيةٍ ومكتباتٍ ومراكز دينيةٍ في مختلف المحافظات.
5- بناء المساجد والحسينيات والمستشفيات (مشفى الخميني في دمشق، والمشفى الخيري في حلب).
6- تأسيس الجمعيات الخيرية التي توزّع الأرز والسكر والطحين واللحوم.. ومختلف المواد التموينية الأساسية.
7- تنفيذ ما عُرِفَ ببرامج التعاون الثقافي بين إيران وسورية، ومَنح بعثاتٍ دراسيةٍ إيرانيةٍ إلى السوريين.
8- تأسيس الشركات التجارية، وتأمين فرص عملٍ للشباب العاطلين عن العمل برواتب مغرية.
9- مَنح مقبرة (أويس القرني) في الرقة من قِبَل النظام السوري إلى الحكومة الإيرانية، وقد أقيم على أطلالها مركز شيعيّ وجامع كبير (ما دُعِيَ بمقام عمار بن ياسر رضوان الله عليه)، الذي تحوّل إلى مركزٍ لنشر التشيّع.
10- بناء (حسينية الزهراء) في قرية (زرزور) بجسر الشغور، وجَعْلها مركزاً للتشيّع في القرية وفي القرى المجاورة (عامودا، خريبة، دركوش، الملند، الجانودية، الدرية).. ويقال: إنّ ربع أهالي زرزور قد تشيّعوا، وهناك أسر تشيّعت بشكلٍ كامل (المنجّد، طرمش، السيد).
11- خطة تشييع (درعا) خلال عشر سنوات: ينشط فيها جماعة (عبد العزيز الحكيم) العراقية والإيرانيون، تحت حماية المخابرات السورية، وقد قاموا ببناء بعض الحسينيات (حسينية حي المطار، حسينية بُصرى، حسينية طفس، حسينية الشيخ مسكين، حسينية المليحة الغربية، حسينية الوحدة في بلدة قرفة).
12- بناء الحسينيات في بعض قرى دير الزور (زعيتر، الصعوة، أبو خشب).
13- تشكيل تجمّعاتٍ سكانيةٍ شيعيةٍ من (الإيرانيين، والعراقيين، واللبنانيين، والخليجيين) في دمشق عن طريق شراء الأراضي والبيوت والعقارات.. وتخزين الأسلحة الإيرانية فيها بعلم السلطات السورية الأمنية.
14- النشاط في منطقة (المشهد) في حلب، وفي قريتي (نبّل والزهراء).
15- مَنحهم منطقة جبل (زين العابدين) الذي يبعد 15 كم عن مدينة حماة، لإنشاء مجمّعاتٍ ضخمة، دينيةٍ وسكنيةٍ وثقافيةٍ شيعية.
16- بناء مراكز شيعية، في حمص وحماة والحسكة والقامشلي.
* * *
*يتبع*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق