الغرب الباغي على أمة الإسلام
لا يوجد في تاريخ الخلائق كلها منذ أن خلقها الله تعالى على هذه الأرض أمة بغت على أمة وظلمتها وأذتها مثل ظلم الغرب وبغيه على أمة الإسلام.
وهذه أبرز الأمثلة من طغيان وبغي الغرب على أمة الإسلام:
صفرونيوس أسقف القدس الذي سلمها لعمر رضي الله عنه سلما دون قتال سنة 17 كتب له عمر العهدة العمرية المشهورة التي أضبحت مضرب المثل في التسامح.
تجول صفرونيوس مع عمر ودخل معه كنيسة القيامة ولما أراد عمر أن يصلي طلب منه يصلي داخل الكنيسة فرفض وقال لو فعلت لأخذها المسلمون وقالوا: (ها هنا صلى عمر) خرج عمر وصلى أمام باب الكنيسة وشاهد صفرونيوس بأم عينيه أسمي وأعظم توحيد في صلاة عمر التي تلقاها من سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
وبعد ذلك يلقي صفرونيوس عدة مواعظ في اتباعه ويصف المسلمين بالوثنيين أي ظلم وأي بغي اقترفه صفرونيوس وورثه لأجيال النصارى من بعده!!!!!!!
ويصف صفرونيوس الفتح الإسلامي للقدس الذي لم ترق فيه قطرة دم واحدة برجسة الخراب التي تنبأ بها النبي دانيال وهكذا نزل النبوءة على فتح المسلمين وتناسى صفرونيوس الاحتلال الفارسي للقدس قبل 20 سنة من ذلك التاريخ عندما قتل الفرس من النصارى 90 ألفا ودمروا القدس دمارا ما بعده دمار كل ذلك نسيه. وتناسى صفرونيوس ما فعله الأباطرة الرومان نيرون وهادريان وتيتوس الذين دمروها بالكامل ونزل نبوءة دانيال على الفتح الإسلامي الذي كان سلميا.
وقد تبنى المؤرخ الإنجليزي المعاصر ستيفن رنسيمان نفس رؤية صفرونيوس وافتتح بها الفصل الأول من كتابه(تاريخ الحروب الصليبية) واشهر الكتب عنها كتاب رنسيمان مترجم إلى العربية في 3 مجلدات وتجد عنوان الفصل الأول من المجلد الأول (رجسة الخراب) فنزل نبوءة دانيال على الفتح الإسلامي بغى وطغى.
وتظهر في القرن الأول نبوءة ميثوديوس وتبدو وكأنها كتبت قبل ظهور الإسلام وهي تصور المسلمين وكأنهم الردة التي تسبق الدجال التي جاءت في الأناجيل.
وتتوارث أجيال النصارى في بلاد الروم والغرب عقيدة باغية بان المسلمين وثنيين وان دينهم وثني وأنهم الردة الكبرى التي تسبق ظهور المسيح الدجال.
فمن صفاته صلى الله عليه وسلم، الشجاعة والصدق والأمانة والوفاء والطهارة والعفاف والزهد….الخ.
فكل صفاته الفريدة عكسوها وقدموها لجماهيرهم ولا أقول هذا تجنيا فقد اعترف بهذا المؤرخ الأمريكي نورمال دانيال في كتابه الإسلام والغرب فقال (إن سيرة النبي جاءت معكوسة في كتاباتهم بشكل غريب) ومن الذين عكسوا صفاته صلى الله عليه وسلم: يوحنا الدمشقي وثيوفانس ونيقتاس الروميين والسيرة التي كتبت في دير بنبلونة في شمال الأندلس.
وغذى الرهبان بتلك الكتابات جماهيرهم لدرجة انه ظهرت في قرطبة حركة بدأت سنة 236 يقوم أفرادها بسب النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات المعكوسة.
وتسمي المصادر الغربية تلك الحركة «حركة شهداء قرطبة» وسار على نهجها بعض الدارسين العرب أما أنا فسميتها حركة المسعورين المقتولين في قرطبة فياتي بعض الرهبان إلى الشارع أو المسجد أو إلى دار القضاء فيسب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات تقشعر منها الأبدان من عبارات تلك السيرة السيئة فيستتاب الشاتم من جانب القاضي ولكنه يرفض التوبة فيحكم عليه بالقتل وقد اعدم من أولئك زهاء 50 شخصا وقد سمى النصارى بعض أولئك المقتولين قديسين.
ومن المحرضين على تلك الحركة الأسقف أولوخيو وصديقه الفارووقدكتبا قصة الحركة وسير المقتولين وفلسفا ونظرا لتلك الأفعال في كتب ورسائل عديدة ولكنهما أعدما في نهاية الحركة فهرب أخوة أولوخيو إلى سكسونيا في ألمانيا ونشرا كتبه ورسائله والسيرة المكتوبة في بنبلونة في سائر أزجاء أوربا وترجم أمين مكتبة البلاط البابوي انستاسيوس إلى اللغة اللاتينية ما كتبه الكتاب الروم من كتابات سيئة عن الإسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت تلك الكتابات الشنيعة عن الإسلام ونبيه في سائر أنحاء أوربا وأصبحت كما يقول نورمان دانيال بحرا من الكراهية ضد الإسلام يجدد باستمرار.
وبلغت الكراهية للمسلمين ونبيهم حدا مفرطا حتى إن المترجمين الغربيين لما بدأوا بترجمة علوم المسلمين أخذوا يقدمونها بوصفها عربية وليست إسلامية نظرا لان كلمة عربي تشير إلى عنصر عرقي بينما كلمة إسلام تثير الرعب والكره والفزع والحقد في قلوب الجمهور الغربي بعد تلك الكتابات التي نشروها.
ويتراكم الكره والحقد في قلوب الغرب على الإسلام إلى أن يصل حدا لا تحتمله تلك القلوب فينفجر بركانا في أواخر القرن الخامس هو الحروب الصليبية.
لقد كانت الحروب الصليبية حربا عالمية كبرى بكل المقاييس المادية شنتها أوربا ضد المسلمين في الشرق والغرب واستمرت قرونا تحت شعار الصليب المقدس ولا يظن أحد أن تلك الحرب مجرد 8 حملات متباعدة كما هي في الكتب فهذا زور وكذب وتدليس على السذج فهي في حقيقتها مثل أمواج البحر التي لا تنتهي.
فلم يمض عام واحد إلا وجاء محاربون صليبيون أو حملات صليبية لقتال المسلمين سواء في الأندلس أو في بلاد الشام ولعل ترقيم بعضها لشهرتها أو غرابتها وما قتله الغرب من المسلمين في تلك الحروب اكثر عددا من قتلاهم من الهنود الحمر ولكن المسلمين قتلوا منهم عددا مضاعفا ولذلك يصمتون في خزي وخجل.
كان خمسة رهبان مرافقين للحملة الأولي قد سجلوا كل تفاصيلها فيما كتبوه عنها وفي حديثهم عن المسلمين يصفونهم بالوثنيين مما يدل على الحقد المتوارث وقد روى أحد الرهبان الخمسة أن الصليبيين لما دخلوا المعرة قتلوا كل سكانها وطبخوا عددا من جثث الرجال المسلمين وشووا الأطفال على النار وأكلوهم ولما اقتحموا القدس قتلوا كل سكانها وعددهم 70 ألفا وخاضوا في دماء المسلمين داخل المسجد الأقصى فوصلت الدماء إلى ركبهم حسب رواية أولئك الرهبان.
وذكر احد أولئك الرهبان انهم لو بنوا من جماجم قتلاهم المسلمين سورا بجوار سور القدس لأصبح لديهم سور مساوي لسور القدس في الامتداد والارتفاع.
وذكر الرهبان أن الصليبيين قتلوا كل الكلاب والقطط التي وجدوها داخل القدس لأنها ملك للمسلمين؛ فهل اتضح حجم الظلم والبغي الغربي تجاه أمة الإسلام؟
وعاد كثير من الصليبيين إلى أوربا واخبروا بانتصارهم فانتشرت الحماسة وتشكلت حملة جديدة من 300 ألف لو وصلت لتمكنت من احتلال الشام ومصر والعراق ولكن أمة الإسلام أمة حية هنا يظهر بطل الانتصارات الأولي كمشتكين بن دانشمند ويدمر تلك الحشود بكاملها في آسيا الصغرى بخطط فريدة وغير مسبوقة.
وهذه الحملة التي دمرها بطلنا لم تحظ برقم في كتب التاريخ وجاءت بعد الأولي بسنتين في حين أن الثانية جاءت بعد الأولي بـ 50 سنة وبينهما حملات كثيرة وتستمر هذه الحرب العالمية التي تسمي بالصليبية وبعد قرنين من الزمان نجح المسلمون في سحق الصليبيين في الشام وإزالة كل دولهم من تلك البلاد.
وتستمر تلك الحرب العالمية الصليبية فتهاجم حملات كثيرة الإسكندرية وأنطاليا وازمير وتونس إضافة إلى الحروب القائمة ضد المسلمين في الأندلس.
وقامت الدولة العثمانية وبدأت تفتح أوربا وهنا جردت أوربا حملة كبيرة ضد الدولة العثمانية للقضاء عليها سنة 798 هجرية فدمرها بايزيد الأول بكاملها وتوغلت الدولة العثمانية في أوربا بعد هزيمة الصليبيين وأحاطت بدولة الروم ولكن الفرج يأتي للغرب الصليبي من جانب الرافضي المغولي تيمورلنك.
هاجم الرافضي تيمورلنك الدولة العثمانية من الخلف فعاد بايزيد من أوربا لمواجهته سنة 804 ووقع بايزيد في أسر الرافضي وانهزم الجيش العثماني وقد مدت هذه الهزيمة في عمر دولة الروم وعاصمتها القسطنطينية 50 سنة أخرى وأراحت أوربا من الضغط العثماني إلى حين.
وفتحت الدولة العثمانية القسطنطينية سنة 857 هجرية وتوغلت بعمق في فتوحاتها في أوربا ولكن الفرج يأتي للغرب مرة أخرى من جانب طائفة الرافضة فقد ظهرت الدولة الصفوية الرافضية في أيران في آخر القرن التاسع وأصبحت خنجرا مسموما في ظهر الدولة العثمانية واضطر السلطان سليم لترك فتح أوربا.
وقد صاحب الحروب الصليبية منذ بدايتها وحتى اليوم عدوان فكري شرس على الإسلام وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم من جانب مئات الكتاب الأوربيين والحقيقة أن الحرب العالمية المسماة بالصليبية بدأت قبل اكثر من ألف عام ومستمرة بأشكال مختلفة إلى اليوم وهو بغي وظلم غربي لا مثيل له..
ومن مظاهر الظلم والبغي التنصير القسري لمسلمي الأندلس بعد احتلالها ولمسلمي صقلية وجنوب إيطاليا وكريت وغيرها وقتل الملايين الذين رفضوا التنصر
ومن مظاهر الظلم والبغي الغربي على أمة الإسلام طرد الملايين من الأندلس بعد احتلالها وقتل ملايين أخرى من سكان الأندلس والاستيلاء على ممتلكاتهم.
ومن مظاهر ظلم وبغي الغرب على أمة الإسلام حركة الاستخراب الغربية التي يسمونها الاستعمار وما فعلوه في كل البلاد التي احتلوها من قتل ونهب وخراب.
ومن مظاهر بغي الغرب على أمة الإسلام ما فعلوه بمسلمي غرب أفريقيا من نقلهم بقوة السلاح ليعملوا عبيدا في مزارعهم في أمريكا وتنصيرهم عبر الزمن.
ومن مظاهر البغي والظلم الغربي لأمة الإسلام تمزيق المسلمين إلى دول صغيرة ونهب ثروات العالم الإسلامي وخيراته وإفقاره ليكون تابعا أبديا للغرب.
ومن مظاهر بغي الغرب وظلمه لأمة الإسلام زرع دولة اليهود في قلب العالم الإسلامي في فلسطين وتشريد شعب فلسطين من أرضه ووطنه وتسليمها لليهود.
وأخيرا العدوان الشامل الأخير تحت شعارات زائفة مثل نزع أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية ومؤازرة القتلة مثل بشار وغيره، وأخيراً مساعدة الكيان الصهيوني الغاصب بحجة «حق الدفاع عن النفس».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق