الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

في وداع سراج الدعوة المصلح الثائر من طبيب الأبدان الي طب الأوطان د. الفاتح حسنين


في وداع سراج الدعوة المصلح الثائر من طبيب الأبدان الي طب الأوطان د. الفاتح حسنين

الكاتب: أ. د. عصام البشير
نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


نعى إليّ الناعي رحيل الطود الأشم د. الفاتح حسنين بعد عودتي من زيارة ضريح المفكر المجدد علي عزت بي كوفيتش بسراييفو تلك المدينة التي أزورها هذه الايام لنشاط دعوي مع أئمة مسلمي أوروبا، لنشهد ثمار غرسه المبارك، وقطوفه الدانيه، فاحتشدت في ذهني تلك السيرة العطرة لدكتور الفاتح العامرة بجلائل الأعمال، والتضحيات العظام، والعطاء المبرور الذي امتد في أصقاع أوروبا الشرقية ودول البلقان وخاصة البوسنة والهرسك،، مجددا طاقات أبنائها، ومحركا لعزائمهم بحثا عن الذات وسعيا للتحرر والاستقلال وبناء الهوية، فأنشأ المؤسسات وأعد القيادات واستنهض الهمم، وأسهم بدور عزّ نظيره على الصُّعد كافة، وكان المستشار المؤتمن والناصح الامين للدكتور علي عزت، ونهض في خدمة القران والتراث الفكري تأليفا وترجمة ونشرا، وناصر المستضعفين من أمته، وكان اتصاله بالزعيم التركي في أول عهد الطلب وتأثيره فيه محل بر ووفاء عند أردوغان الذي كان يعرف للرجل قدره ومقداره.

وأما العمل الخيري الإنساني فكان صاحب صولات وجولات، يخفف وطأة المكلومين وأنّات المضطهدين وزفرات المحزونين.

أما الفاتح الإنسان فقد كان جامعا لخصال الخير والإحسان، موطأ الأكناف، خفيض الجناح يألف ويؤلف، دمث الخلق، باسم الثغر كريم النفس، سخي العطاء، صافي القلب نقي السريرة، عالي الهمة، مترفعا عن الصغائر، يحب معالي الامور، ويكره سفسافها، عازفا عن الدنيا وزخرفها. عاش لدينه وأمته وغدا همّ دعوته مصبحه وممساه، وغدوه ورواحه، شكل نقطة جذب والتقاء الناس حوله يبادلهم حبا بحب ووفاء بوفاء، ثاويا يحمل الهموم كبيرها وصغيرها رغم وطأة المرض وثقل المعاناة. مثّل امتدادا لجيل العمالقة من الدعاة المعاصرين، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وتقبله في الصالحين وأنزله منازل الأبرار وأخلفه وذريته ودعوته والأمة خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم نوّر مرقده وطيّب مضحعه وعطّر مشهده وآنس وحشته وارحم غربته ويمّن كتابه ويسّر حسابه وأنزل السكينة علي أسرته.




الفاتح علي حسنين: داعية سوداني بارز لعب دوراً حاسماً في نشر الإسلام وتعزيز الوجود الإسلامي في شرق أوروبا

الفاتح علي حسنين، طبيب وداعية سوداني بارز، لعب دوراً مهماً في نشر الإسلام في شرق أوروبا. شغل منصب مستشار للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، وتولى رئاسة مجلس الأمناء في جمعية المغاربة بالنمسا. كما أسس المجلس الإسلامي لشرق أوروبا والمدرسة العليا في إقليم بيوهار في البوسنة، وترأس وكالة إغاثة العالم الثالث.

اضغط هنا لقراءة..الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعزي في وفاة العالم والداعية السوداني الفاتح علي حسنين

المولد والنشأة:
  ك بولاية سنار، جنوب شرق السودان.

الدراسة والتكوين:

تخرج من كلية الطب بجامعة بلغارد، وحصل على دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة فيينا بالنمسا. بعد ذلك، أمضى فترة في تركيا حيث تعرف على علي عزت بيغوفيتش، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للبوسنة والهرسك.

التجربة الدعوية:

نسج الفاتح حسنين علاقات قوية مع قادة العمل الخيري والدعوي في تركيا، وأسس مدرسة الغازي "علي عزت بك" في إسطنبول. عمل مستشاراً للرئيس البوسني بيغوفيتش وقام بأعماله لعدة أشهر في تسعينيات القرن الماضي. وقد ربطته علاقات وثيقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يصفه بأنه معلمه وشيخه.

أسهمت وكالة العالم الثالث التي أسسها الفاتح في النمسا بشكل كبير في دعم إنشاء دولة البوسنة والهرسك وتعزيز الوجود الإسلامي في شرق أوروبا، خاصة في ألبانيا وكوسوفو.

كما قام بترجمة العديد من الكتب الإسلامية إلى لغات مختلفة في شرق أوروبا، وأصدر مجلة "الشاهدة" التي ركزت على أخبار الأقليات الإسلامية في تلك المنطقة.

تعتبر بعض المصادر الدكتور الفاتح علي حسنين داعية وثائراً بارزاً، وأحد القادة الرئيسيين في الدفاع عن وجود المسلمين في شرق أوروبا.

يوم تاريخي

في 24 ديسمبر 2017، حظيت العاصمة السودانية الخرطوم بزيارة رسمية متميزة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي تخللتها توقيع اتفاقات ومعاهدات متعددة الجوانب بين البلدين. وقد أثارت هذه الزيارة اهتماماً كبيراً نظراً للجانب السياسي والاقتصادي المكثف لها.

وخلال الزيارة، حرص الرئيس أردوغان على زيارة صديقه وشيخه الفاتح علي حسنين للاطمئنان على صحته وطلب دعاءه. لاحظ سكان الحي الذي يقطن فيه حسنين أجواء احتفالية غير معتادة، مع رفع الأعلام التركية وصورة كبيرة للرئيسين السوداني والتركي على واجهة المنزل.

تسربت شائعات عن زيارة أردوغان إلى بيت صديقه القديم، مما جعل الناس يتجمهرون أمام المنزل قبل وصوله. ظلوا في أماكنهم حتى مغادرته، متطلعين لتحيته والتقاط صور تذكارية معه.

تناول الرئيس أردوغان العشاء في منزل الفاتح حسنين برفقة مجموعة من الضيوف الذين دعاهم حسنين على عجل. بعدها، جلس الصديقان على انفراد لمناقشة سُبل تعزيز العلاقات السودانية التركية.

في يوليو 2018، فور علمه بمرض حسنين، أرسل أردوغان طائرة إسعاف خاصة مزودة بطاقم طبي رفيع المستوى لنقله إلى تركيا للعلاج.

الوظائف والمسؤوليات:

شغل الفاتح علي حسنين عدة مناصب هامة، منها مستشار للرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش، ورئيس مجلس الأمناء في جمعية المغاربة بالنمسا. كما أسس المجلس الإسلامي لشرق أوروبا والمدرسة العليا في إقليم بيوهار بالبوسنة، وترأس وكالة إغاثة العالم الثالث.

المؤلفات:

من بين مؤلفات الفاتح حسنين:

* جسر على نهر الدرينا.

* الطريق إلى فوجا.

* لمعان البروق في سيرة مولانا أحمد زروق.

* مأساة المسلمين في بلغاريا.

* موسوعة الأسر المغاربية وأنسابها في السودان.

الوفاة:

أعلنت أسرة الفاتح علي حسنين وفاته فجر يوم الاثنين، 19 أغسطس 2024، في إسطنبول بعد معاناة مع المرض. وقال نجله محمد الفاتح للجزيرة نت إنه تم إدخال والده إلى العناية المركزة قبل وفاته بأسبوعين في أحد مستشفيات إسطنبول نتيجة آثار التهاب رئوي حاد.

المصدر: وكالات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق