كلمات في الصميم
حضور محمود عباس وغياب إسماعيل هنية
بعد الاستماع لكلمة وخطاب محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله والتي ألقاها في البرلمان التركي في أنقرة، والذي كان مقررا أن يخطب فيه وإلى جانبه رئيس الوزراء الفلسطيني الأول المنتخب اسماعيل هنية قائد حركة حماس -نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا-
أطرح السؤال التالي:
خطب محمود عباس ولم يخطب إلى جواره الشهيد هنية، فما هو المفقود وما هو المطلوب؟
من الناحية السياسية فإن الخطاب الخارجي للطرفين خطاب سياسي معقول في عمومه ومتشابه إلى درجة التطابق إلا في مسألة واحدة، حيث تربط حركة فتح مصير القضية الفلسطينية سياسيا بمسار الأنظمة العربية الحالية! فيما تربط حركة حماس مصير القضية الفلسطينية بمسار المحور الإيراني!
وفي هذا السياق ومن الناحية السياسية يشترك الطرفان الفتحاوي والحمساوي بجريمة حرف مسار القضية الفلسطينية وتضييع بوصلتها وإتلافها وهدر طاقاتها واستنفاد مقدراتها في اتجاه لا يراكم على التضحيات ولا يقربنا من النصر، بل يضخ الدماء الفلسطينية -بسبب قصور وعيه- في مشاريع الأعداء الذين يستهدفون الأمة والدين ولا يأبهون لحال الأقصى السليب!
إن منهج حركة فتح سياسيا قد عزز مسار التطبيع العربي الآثم، كما أثمر منهج حماس السياسي تضخم واستعلاء مشروع ملالي إيران المعادي، وفي الحالتين فإن الخاسر الأكبر هو الأمة والأقصى وفلسطين والمشروع الإسلامي المعبر عن الأمة وهويتها الثقافية، وكما فرطت حركة فتح بشعوب الأمة العربية، فقد تاهت بوصلة حماس عن الشعوب العربية والإسلامية في بنائها وخطواتها العملية، لذلك فإن الخط البياني للأمة بفلسطين في انحدار كبير وخسران مبين!
أما المفقود والمطلوب فهو في المشهد السياسي والدور التركي الضعيف تجاه فلسطين، والواجب هو تبني القضية الفلسطينية بشكل أكبر وأعمق لأجل إنقاذها من المشروع الإيراني وإحداث فجوة بين مشروع المقاومة الفلسطينية الواجب والمشروع، وبين مشروع ملالي إيران المعادي للأمة والمتخادم مع الأمريكان في إدارة المنطقة العربية، والملتقي استراتيجيا مع هدف المشروع الصهيوني الذي يستهدف اقتلاع أمتنا العربية وتفويت أي فرصة واعدة لنهضة الأمة الإسلامية.
نحن في فلسطين وأقصانا السليب وغزة المنكوبة والضفة المستهدفة والقضية الفلسطينية برمتها أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام، وبلا أب يمسح على رؤوسنا ويضمد جراحنا ويرعانا..
ما لنا غيرك يا الله وإن وعدك حق وكل ما سواك باطل وزائل، فأعنا على أنفسنا وواقعنا الأليم وانصرنا على القوم المعتدين المجرمين فإياك نعبد وإياك نستعين.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 16/8/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق