“غزة بعد عشرة أشهر”
لم يعد خافياً على أحد أن هناك مجموعة كوارث في غزة تسبب فيها جيش الاحتلال .
فقد قام جيش الاحتلال بتدمير 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، وتضرر 200 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي.
كما دمر جيش الاحتلال 25 ألف كيلومتر من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والطرق والشوارع
وقام بتدمير 70 بئرا للمياه وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل.فضلاً عن تدمير 610 مسجداً بشكل كلي و211
مسجداً بشكل جزئي، و3 كنائس.
أما على صعيد الضحايا فقد ارتكب جيش الاحتلال 3 آلاف و457 مجزرة راح ضحيتها 49 ألفا و480 شهيدا ومفقودا، بينهم نحو 10 آلاف مفقودٍ تحت الأنقاض ، منهم 16 ألفا و314 شهيدا من الأطفال، و10 آلاف و980 شهيدة من النساء.
ومع ذلك فقد أظهرت المقاومة قدرة كبيرة على الصمود ولا تزال تعمل على استهداف دبابات وآليات جيش الاحتلال بقذائف الياسين (105)، وتدمير عدد منها، إضافة إلى قنص مجموعة من الجنود الصهاينة.
ولا يزال رجال المقاومة في غزة متماسكين وثابتين، ويصدون هجمات جيش الاحتلال والحفاظ على إطلاق الرشقات الصاروخية بشكل شبه يومي.
ويظهر ذلك من خلال العمليات العسكرية النوعية التي تعلن عنها فصائل المقاومة، واعترافات جيش الاحتلال بذلك..
كما نجحت المقاومة فى استنزاف جيش الاحتلال بشكل يومي مع عدم الانجرار وراء محاولاته استدراج المقاومة والقضاء عليها.
وبعد مُضيّ عشرة أشهر لا زالت المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات دفاعية وهجومية ضد جيش الاحتلال.
وفي ضوء التطورات المستمرة يبدو أن الحرب قد تستمر لفترة أطول ، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ، أو تسوية سياسية .
وهو ما أكدته هيئة البث الصهيونية فقد قالت : “إن حركة حماس لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل حتى بعد 303 أيام من الحرب” .
كما ذكر أحد جنود الصهاينة الذي جرح في غزة في حديثه عن الحرب في غزة قائلاً : “غزة ليست نزهة ، هي مدينة الموت ، دمرناها وبقيت تقاتل ، هؤلاء أشباح ، أخرجوا أصدقائي ، لاتذهبوا هناك” !
أما شبكة سي إن إن الأمريكية فقد قالت : “إن حماس أعادت بناء نصف كتائبها ، ولا تزال قادرة على مواصلة القتال ، وانتصار نتنياهو لا يبدو قريبًا كما يزعم ، كما أعادت بناء بعض قدراتها القتالية على الرغم من مضي أكثر من 9 أشهر من الهجوم عليها” .
وأضافت الشبكة الأمريكية : “إن الحركة استخدمت الموارد المتضائلة على الأرض بشكل فعال ، كما أنها أعادت عدة وحدات من كتائب القسام إلى مناطق رئيسية سبق وأن ادعى جيش الاحتلال أنه قد “طهرها” بعد معارك ضارية وقصف مكثف” .
أما الدكتور “إيتان هايعام” رئيس مجلس إدارة شركة “سايكي ميديكال” ووكيل وزارة الصحة الإسرائيلية السابق فقد قال في مقال له بـصحيفة “معاريف” العبرية : “حوالي عشرة أشهر بعد اندلاع حرب السيوف الحديدية ، تشير البيانات الصادرة عن النظام الصحي والأمني إلى أن حوالي 10 آلاف جندي في الخدمة النظامية والاحتياطية قد تعرّضوا لصدمات نفسية من الحرب الحالية ولجأوا إلى الحصول على المساعدة النفسية ، ومن المتوقَّع أن تواجه إسرائيل حتى نهاية الحرب وبعدها ما بين مليون ونصف إلى مليوني شخصٍ يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة” .
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن خبراء عسكريين أمريكيين قولهم : إن استمرار إسرائيل في شن الحرب والتي اتسمت بحملة قصف عنيفة، وغياب خطة لما بعد الحرب .. ساعدا في تحفيز حماس على النهوض من جديد ، ولقد ظهرت أدلة على عودة هذا النشاط إلى الظهور في نقاط اشتعال رئيسية. ففي مخيم جباليا للاجئين، قالت إسرائيل إنها عادت في مايو إلى مواجهة “مقاومة شرسة”من جانب 3 كتائب تابعة لحماس، على الرغم من أن تدمير المنطقة قد تم في حملة قصف دامت ثلاثة أشهر تقريبًا.
كما لاحظ المراقبون أن غالبية الصواريخ التي تطلق من غزة نحو مستوطنات الغلاف أو نحو أسدود وعسقلان تصل إلي أهدفها وتسقط بداخل المغتصبات دون اعتراضها بنسبة 90%.
وكما فشل الكيان الصهيونى يوم السابع من أكتوبر 2023 وظهر علي حقيقته وأنه مجرد نمر من ورق وليس هو الجيش الذي لا يقهر وليس هو الجيش الأخلاقي وسقطت قبته الحديدية .. فاليوم وبعد مضي 300 يوماً يمكننا القول بأن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أي من أهدافه المعلنة والخفية .
كما أن هناك فشلاً ذريعا علي كافة الأصعدة استراتيجياً وعملياتياً، بل وإعلامياً منذ السابع من أكتوبر وحتي اليوم .
فقد فشل جيش الاحتلال في القضاء على حركة حماس أو تدمير البنية التحتية لها كما فشل في استرداد الأسرى لدي المقاومة.
بالرغم من أن الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء في عدوانه علي غزة باستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين!
وبالرغم من الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري الذي قدمته الولايات المتحدة وبقية الدول الأوربية الأخرى كفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وغيرها لجيش الاحتلال.
نصرالله غزة وأهلها، ودمر الله الصهاينة وكل من يدعمهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق