موقف في الصميم
سورية الثائرة وفاء أصيل ومستقبل بالخير عامر
وفد من المعارضة السورية يتقدمهم رياض حجاب يقدم واجب التعازي في شهيد الأمة إسماعيل هنية للأخ خالد مشعل.
يبرز هذا المشهد دلالتين الأولى عنوانها الخير وثانيهما تحتاج إلى معالجة:
أولا: خيرية وخلق ووفاء وصدق انتماء الثوار السوريين الذين أتوا إلينا يعزوننا بابن فلسطين الوفي وقائد فلسطيني مجاهد -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وقد تجاوزوا عن خطئنا في حلفنا السياسي مع قاتل آبائهم وإخوانهم وأبنائهم ومحتل بلادهم الملالي الإيرانيين.
ثانيا: لم يذهب القوم لتقديم العزاء للشخصيات التي كانت في طهران، كما لم يستقبلهم أحد من الذين عادوا لحضن بشار الأسد، وفي ذلك دلالتين:
1/ الأخ خالد مشعل هو الممثل الأعلى سوية من الناحية السياسية للتيار الإسلامي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، رغم كل مآخذنا عليه في جانبي المنهج المتبع والمواقف السياسية التي كان أبو الوليد نفسه جزءا من صناعة بداياتها، وذلك قبل أن تنفرج زاوية الخلل السياسي ويستفحل الخطأ.
2/ سطوة إيران على الحركة داخليا وخارجيا باتت مشهودة، وهي وتأسر وتحد تصرفات قياداتها رغم سويتها وجهادها، الأمر الذي يحتاج معالجات جوهرية عميقة في داخل الحركة وتعاون حقيقي من بعض أركان المنطقة كتركيا بهدف تحرير قياداتها من جدران ملالي إيران الآسرة.
الخلاصة:
بغض النظر عن الأخطاء في المناهج الثورية ومواقف قياداتها السياسية سواء في الإطار السوري أو الفلسطيني فكلاهما من مشكاة واحدة، لكن واجب الوقت يستدعي السير بخطين متوازيين هما الإصلاح الداخلي والتعاون والتكامل الخارجي مع أبناء الثقافة والرسالة والأهداف الواحدة..
وهل يوجد للفلسطينيين أقرب من الثوار السوريين؟
وهل يوجد أحد من العالمين يشبه الفلسطينيين كأهل الشام المباركة؟ فمتى تنضج المشاريع وتتخلص من قصورها ومحدودية رؤيتها وتقبل السير في طريق مستقيم، مهما نقصت مواردها المالية وأهملتها القصور العربية.
فهل نقرأ من جديد ونعي منهج القرآن وتوجيهه العظيم لخير الخلق في عبس وتولى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق