الأربعاء، 7 ديسمبر 2022

التعالي على الوافدين

 التعالي على الوافدين


ربيع الكلمات


فعلاً احنا غير، ولكن حالتنا غريبة وفريدة في الوقت نفسه، عندنا الكثير من القضايا والأولويات التي يجب أن تشغلنا بدل الحديث عن أمور هامشية لا تقدم أو تؤخر، عندنا شباب يريدون فرص عمل، لدينا فجوة كبيرة بين الخريجين وسوق العمل، ولذلك نحن بحاجة إلى العديد من المهن والحِرف التي نعتمد عليها من خلال الوافد، وأكثر دول الجوار كانت مثل حالنا ولكن لا تجد عندها أحاديث عن الوافدين في قروبات الواتس آب والوسائل الإعلامية وسوالف «جاي الضحى».

تجد البعض لديه بعض المشاريع الخاصة سواء كانت صغيرة أو متوسطة، فتجده يحرص على أفضل الكفاءات لتنمية أمواله بغض النظر عن الجنسية، وهذا حق مشروع له وأمر طبيعي، ولكن عندما يكون الأمر متعلقاً بالوظائف الحكومية لا نفكر بالمنطق ذاته، مع الأسف، نريد وظائف دون حرص على العمل واتقانه!

الوافدون في الكويت أكثر من 100 جنسية تخدم في هذا البلد الطيب المِعطاء، وفي مختلف المهن التي نحن بحاجة لها، وعندما حصل شح في بعض المهن شاهدنا زيادة الأسعار بشكل غير معقول، والمتضرر من ذلك هو جيب المواطن.

لذلك، نجد البعض يطالب بالتضييق على الوافدين ولا يعرف ماذا سيحدث نتيجة هذا التضييق، ستكون هناك اختلالات على مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والأعمال الحرفية، ونحن بحاجة إلى معالجات وخطط بعيدة لعلاج مشكلة التركيبة السكانية، وليس استخدام أسلوب الصدمات أو التعامل بعنصرية، وهل تعلم أن أكثر من 700 ألف وافد هم تحت بند العمالة المنزلية، ويشكلون أكثر من 20 في المئة من نسبة الوافدين؟

وغالبية دول العالم توافر الاستقرار والراحة النفسية للمقيمين، حتى يتمكنوا من تقديم خدمات أفضل للبلد الذي يعملون فيه، وقبل فترة أطلقت الحكومة البريطانية نظاماً يمنح تأشيرة‬ عمل لمدة عامين للحاصلين على درجة البكالوريوس أوالماجستير في آخر 5 سنوات من أفضل 50 جامعة في العالم، وحملة شهادة الدكتوراه بإمكانهم الحصول على تأشيرة مدتها 3 سنوات، وسيكون البرنامج متاحاً لخريجي أفضل الجامعات غير البريطانية الذين تخرجوا في السنوات الخمس الماضية، بغض النظر عن مكان الولادة، كما أنهم لن يحتاجوا إلى عرض عمل من أجل التقديم.

وما يحصل هذه الأيام من التعالي على الوافد، الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وليس من شرف الخصومة في شيء أن تتحدث عن إنسان من دون أن تعطيه فرصة وتمكنه من أن يدافع عن نفسه، وتخيل بسبب هذا الضغط لو قرّرت مجموعة كبيرة من الوافدين مغادرة البلد والتوجه إلى بلدان أخرى بحثاً عن الرزق... كيف سنقوم بسد هذه العجوزات، وفعلاً تواصل معي أحد الأشخاص وقال إنه يعرف كثيراً من الوافدين أصحاب الشهادات العليا على وشك التوجه لدول الجوار بسبب الضغوط اليومية التي تمارس عليهم، لذلك لو استمر الوضع فنحن أمام مجموعة من الأزمات.

وبعض الوافدين كانت بلدانهم مستقرة، والآن بها العديد من المشاكل الاقتصادية، فهو بحاجة ماسة لهذه الوظيفة، ومثال بسيط حدث خلال الفترة الماضية غير الكثير من الأمور الاقتصادية وهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وحدثت زيادات في الأسعار غير مسبوقة نتيجة التضخم، وتخيل أو بعد سنوات تغير الحال واحتاج أبناؤك البحث عن لقمة عيش وكانت خارج البلد... هل تقبل أن تتم معاملتهم بمثل المنطق والمستوى والتعالي الذي يتم على الوافدين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق