سيّد الخواتم والدّجاج
أحمد عمر
أعظم إنجازات ديك مصر المفّوه الفصيح:
ليست في الترعة الموحلة التي علقت فيها سفينة "إيفر غيفين" -ومعنى اسمها "مسافة السكة، أو "ايوا جاي"- وليست في مدينة "أطلنتس" الإدارية، التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وليست في الجسور -وهي حواجز أنشئت لتكون سدوداً بين البشر، وجدرانا عازلة، وجرافات آثار وذكريات- وليست في مسلسل الاختيار وحصول الرئيس على شبر قامة زيادة.. ليست في السجادة الحمراء التي سارت عليها سيارته الطاهرة -كما يمشي الوجي الوجل- ولا في مكافحة كورونا بفضل ربنا سبحانه وتعالى، وليست في موكب المومياوات الفرعوني.. إنما هي في الفرخة التي جعلها بثورته البلحيّة ملكة للطيور الطائرة والسابحة والسائرة والعرجاء.
كانت الفرخة منذ أن عرفنا مصر من السينما؛ عروساً على المائدة، تزيّن بها الأفراح والأعياد، فإن أكلتها العائلة المصرية في يوم من الأيام صارت عيداً. وفي فيلم "أفواه وأرانب" كاد المعلم البطاوي أن يسبي الحسناء "نعمت" بفرختين وبعض الريش مهراً، وفرخة البؤساء في مسرحية "المتزوجون"، وفي فيلم "الأفوكاتو" حمل عادل إمام فرخة في حقيبة الأدلة والقرائن والمستندات لإقناع القضاء الشامخ!
للفرخة حضور في الأفلام المصرية، فهي ضيف شرف دائم على الموائد وأمام الكاميرا، فمصر مجوّعة منذ زمن بعيد.
لكن الفرخة في عصر ديك الفراعنة بلغت شأواً عظيماً، ونالت رتبة المشير في جيش الطيور، وأمست طائراً خرافياً مثل العنقاء والسيمرغ وطائر الرخ، ثم ما لبثنا أن شاهدنا مشهداً من أفلام الرعب الأمريكية، وكان الأمريكان ابتدعوا نوعاً من أفلام الرعب الكوميديّة تطبيعاً لهم مع الخوف، غير مشهد مخالب الدجاج على المائدة المصرية، إن استحقت اسم مائدة.
ثم كثرت مشاهد الفرخة محمّرة في الفرن بمكياج النيران، وشاع مشهدها في الإعلانات التلفزيونية كوجبة ملكية، ورأينا فرسان حرب وأبطال وغى وسكاكين يجردون الجلد عن عظام الساق ومفاصلها بخبرة الجراحين، ثم تغلف في أوعية نظيفة وتقدم كهدايا في الأعياد، امتثالاً لوعد الرئيس الشعب المصري: انتو مش نور عينينا وإلا إيه، فتبين أنهم: إيه!
ووجدنا سيقان الدجاج تمدح في برامج أبناء "الإيه" العلمية لقيمتها الغذائية، ومن يسمع التقاريظ العلمية حول فوائدها الغذائية، ومنافعها الصحية يظنُّ أنها طعام طعم وحساء سقم، وأنّ من يأكل لحمها سيصبح الرجل الأخضر "هالك"، وحسبنا أن الداعية عمرو خالد جعل في أكلها التقوى، مثل طعام القربان في المسيحية.
أمر آخر، أنّ كاتب هذه السطور لم يشهد قولاً واحداً في الإعلام المصري يذكر طريقة ذبح الفراخ المجمدة البرازيلية، التي قطعت آلاف الفراسخ البحرية في غزوها لمصر، فهي فراخ سامبا، فراخ غير حلال، غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية، فراخ أبابيل، تحمل في لحمها سموما من سجيل، فراخ قُتلت غدراً، إما صعقاً بالكهرباء وموتاً تحت التعذيب، وإما خنقاً بالغاز المحرّم صحيّا. فراخ ذُبحت في البرازيل البعيدة التي تشهد مجاعات ومعارك سياسية وأهلية طاحنة. وجحا أولى بلحم فرخته، فلِمَ لم يأكلها البرازيليون وصدّروها لنا حمرا قد روينا؟
مشهورة مقولة ابن خلدون في اتصال الطعام بالأخلاق والأعراف، قال في مقدمته: "أكلت الأعراب لحم الإبل، فاكتسبت الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس، فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير، فاكتسبوا الدياثة"، وأسبق منها في علم الاجتماع وأثر الطعام على الأخلاق الحديث الشريف القائل: والفَخْرُ والخُيَلاءُ في أهْلِ الخَيْلِ والإِبِلِ والفَدَّادِينَ في أهْلِ الوَبَرِ، والسَّكِينَةُ في أهْلِ الغَنَمِ. فرخة المدجنة لا تعمل شيئا سوى أن تأكل وتنام، ثم تؤكل أو تبيض في الانتخابات.
وكان كاتب السطور يظنُّ، بسبب مقولة ابن خلدون والأفلام الرومانسية الهندية القديمة، أنّ الهندوس أقل الناس عنفاً وخشونة لأكلهم النبات، حتى رأى الهندوس ينكّلون بالمسلمين ويدمرون مساجدهم وقراهم، ويذبحونهم على قارعة الطريق، تقرّباً للآلهة. فالنبات أيضاً أجناس وقبائل؛ نبات شرٍّ ونبات خيّر.
الفرخة أكثر الطيور دجنة، وفراخ المداجن تأكل وتبيض وتهتف من غير مسيرات، فهي من حزب المدجنة (مثل حزب الكنبة)، ورعاة الدجاج يقلّمون مناقيرها لأنها تنمو فتعطلها عن الأكل، بينما يدرك دجاج المنزل العزيز ذلك بغريزته، فيحفّ مناقيره بالأرض.
مهما يكن، فقد رفع "الأبلح الدجّاج"، ومن قبله الأسد وسواه من طلائع الأعور الدجال، من شأن الفرخة، وجعلها خير طيور الأرض. وفي رسم كوميكس شائع حلّت الفرخة في عرش النسر في العلم المصري. وفي خبر مصوّر أنّ فلاحين أعدموا الكتاكيت لعزة العلف، وهو حرام شرعاً. وفي الخبر عن عمر بن الخطاب أنّ اللحم شجرة العرب، فهي شجرة تمشي على أربع، أو على اثنين، ولا بأس باللحم الزاحف عند الاضطرار.
وكان غيث، المحسن الإماراتي المقنّع، وهو مقنّع رغبة في صدقة السرِّ وثوابها، هو وليس الإمارات التي تبّشر بدينها الجديد الثلاثي الشُّعب جهرا، قد صار قدوة حسنة، فتبعه إعلاميون سوريّون وصنّاع محتوى، مثل المذيع السوري الوسيم شادي حلوة (الاسم حقيقي، وليس فنّياً)، فرأيناه يهبط من مركبة الاستوديو الفضائية إلى الشارع، ويتصدق على الشعب المسكين بدراهم معدودة، لكن على طريقة أبي الهول السفنكس في قصة أوديب، تعزيزا للمواطن المسكين وتعظيما. وموجز قصة أبي الهول أنه حلّت مجاعة على أهل طيبة الإغريقية (اسمها عربي) بسبب المنكرات (الأمر كذلك حتى لدى الوثنيين)، فسأل السفنكس السوري سيدة سورية ذاهلة من الجوع وصدمة الكاميرا عن العدد الذي يلي في سلم الأعداد ومنازل الأرقام الرقم ثلاثة؟
فعدّت السيدة حتى بلغت سبع الأرقام، فتعثرت عنده خوفاً من سبعيته وأنيابه، لكن أبا الهول الحلوة رأف بها، ومنحها 100 ألف ليرة، أي ما يعادل خمس عشرة دولاراً، وبطاقة دعوة من مطعم كذا. نال سوري ألمعي آخر جائزة من السفنكس حلوة على معرفته العدّ حتى الرقم خمسة، فنال دجاجة، فدمعت عيونه من الأسى واللوعة، وقال إنها أول مرة سيأكل فيها لحماً بعد سنتين من الصوم عن ثمرة شجرة العرب!
شهيرة قصة العجوز المصري الذي عرف اسم غطاء رأسه (لفحة)، واسم "الشيء" الذي يحمله، فنال ثلاثة آلاف جنيه، فظنَّ أنّ في الأمر مكيدة، ثم بكى لأن اغتنام ثلاثة آلاف جنيه على معرفة اسم غطاء رأسه جائزة، أمر غير قابل للتصديق، ولا يقع إلا في الحكايات السحرية. السؤال الذي لم يسأله أبو الهول المصري العجوز: لِمَ كان العجوز المصري قفصه معه؟ فقد أضاع قصة ثمينة في هذا الزمن الذي تكثر فيه القصص الرخيصة.
لقد جعلَنا هؤلاء الحكام دجاجاً لا نحسن العدّ حتى العشرة، ونحمل معنا أقفاصنا، أما الفرخة التي عزّت وبزّت، وعلا شأنها وسما وسمق، فيصدق فيها المثل: ليس كل الطير يؤكل لحمه. ويغلب الظنُّ لدى بعض القوم أنّ السيسي يبرُّ بوعده الشهير "انتو نور عينينا ولا ايه"، ولدى آخرين أنه ينتقم لقوم موسى الذين ظلمهم فرعون واستعبدهم، فهذه بتلك، وإن كان من احتمال ثالث، فهو أنّ سيد الفراخ والخواتم، استبدل بآلهة العجل الذهبي فرخة برازيلية لا شيّة فيها، حمراء في الفرن تسرُّ الناظرين.
غاب الجدل عن طريقة ذبح الفراخ في إعلام الرئيس "البطاوي" الذي يعيش على الجدل والخصومات، لأنَّ الشعب في مخمصة، وهم يأكلون لحوم الحمير الأهلية، ويجوز أكل لحم الميتة اضطراراً، مع العظام. ويغلب الظنُّ عند كاتب السطور أنَّ المشير ديك الفراخ الأوحد يمهّد الكباري ويوطئ الطرق ويوقد النيران، للطعام الذي عاقب به رب موسى قوم فرعون: القمل والجراد والضفادع..
يغلب الظن أنَّ طليعة الأعور الدجال، "الأبلح الدجّاج" يبشّر بطعام أصحاب الدين الجديد:
الحشرات!
twitter.com/OmarImaromar
ليست في الترعة الموحلة التي علقت فيها سفينة "إيفر غيفين" -ومعنى اسمها "مسافة السكة، أو "ايوا جاي"- وليست في مدينة "أطلنتس" الإدارية، التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وليست في الجسور -وهي حواجز أنشئت لتكون سدوداً بين البشر، وجدرانا عازلة، وجرافات آثار وذكريات- وليست في مسلسل الاختيار وحصول الرئيس على شبر قامة زيادة.. ليست في السجادة الحمراء التي سارت عليها سيارته الطاهرة -كما يمشي الوجي الوجل- ولا في مكافحة كورونا بفضل ربنا سبحانه وتعالى، وليست في موكب المومياوات الفرعوني.. إنما هي في الفرخة التي جعلها بثورته البلحيّة ملكة للطيور الطائرة والسابحة والسائرة والعرجاء.
كانت الفرخة منذ أن عرفنا مصر من السينما؛ عروساً على المائدة، تزيّن بها الأفراح والأعياد، فإن أكلتها العائلة المصرية في يوم من الأيام صارت عيداً. وفي فيلم "أفواه وأرانب" كاد المعلم البطاوي أن يسبي الحسناء "نعمت" بفرختين وبعض الريش مهراً، وفرخة البؤساء في مسرحية "المتزوجون"، وفي فيلم "الأفوكاتو" حمل عادل إمام فرخة في حقيبة الأدلة والقرائن والمستندات لإقناع القضاء الشامخ!
للفرخة حضور في الأفلام المصرية، فهي ضيف شرف دائم على الموائد وأمام الكاميرا، فمصر مجوّعة منذ زمن بعيد.
لكن الفرخة في عصر ديك الفراعنة بلغت شأواً عظيماً، ونالت رتبة المشير في جيش الطيور، وأمست طائراً خرافياً مثل العنقاء والسيمرغ وطائر الرخ، ثم ما لبثنا أن شاهدنا مشهداً من أفلام الرعب الأمريكية، وكان الأمريكان ابتدعوا نوعاً من أفلام الرعب الكوميديّة تطبيعاً لهم مع الخوف، غير مشهد مخالب الدجاج على المائدة المصرية، إن استحقت اسم مائدة.
ثم كثرت مشاهد الفرخة محمّرة في الفرن بمكياج النيران، وشاع مشهدها في الإعلانات التلفزيونية كوجبة ملكية، ورأينا فرسان حرب وأبطال وغى وسكاكين يجردون الجلد عن عظام الساق ومفاصلها بخبرة الجراحين، ثم تغلف في أوعية نظيفة وتقدم كهدايا في الأعياد، امتثالاً لوعد الرئيس الشعب المصري: انتو مش نور عينينا وإلا إيه، فتبين أنهم: إيه!
ووجدنا سيقان الدجاج تمدح في برامج أبناء "الإيه" العلمية لقيمتها الغذائية، ومن يسمع التقاريظ العلمية حول فوائدها الغذائية، ومنافعها الصحية يظنُّ أنها طعام طعم وحساء سقم، وأنّ من يأكل لحمها سيصبح الرجل الأخضر "هالك"، وحسبنا أن الداعية عمرو خالد جعل في أكلها التقوى، مثل طعام القربان في المسيحية.
أمر آخر، أنّ كاتب هذه السطور لم يشهد قولاً واحداً في الإعلام المصري يذكر طريقة ذبح الفراخ المجمدة البرازيلية، التي قطعت آلاف الفراسخ البحرية في غزوها لمصر، فهي فراخ سامبا، فراخ غير حلال، غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية، فراخ أبابيل، تحمل في لحمها سموما من سجيل، فراخ قُتلت غدراً، إما صعقاً بالكهرباء وموتاً تحت التعذيب، وإما خنقاً بالغاز المحرّم صحيّا. فراخ ذُبحت في البرازيل البعيدة التي تشهد مجاعات ومعارك سياسية وأهلية طاحنة. وجحا أولى بلحم فرخته، فلِمَ لم يأكلها البرازيليون وصدّروها لنا حمرا قد روينا؟
مشهورة مقولة ابن خلدون في اتصال الطعام بالأخلاق والأعراف، قال في مقدمته: "أكلت الأعراب لحم الإبل، فاكتسبت الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس، فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير، فاكتسبوا الدياثة"، وأسبق منها في علم الاجتماع وأثر الطعام على الأخلاق الحديث الشريف القائل: والفَخْرُ والخُيَلاءُ في أهْلِ الخَيْلِ والإِبِلِ والفَدَّادِينَ في أهْلِ الوَبَرِ، والسَّكِينَةُ في أهْلِ الغَنَمِ. فرخة المدجنة لا تعمل شيئا سوى أن تأكل وتنام، ثم تؤكل أو تبيض في الانتخابات.
وكان كاتب السطور يظنُّ، بسبب مقولة ابن خلدون والأفلام الرومانسية الهندية القديمة، أنّ الهندوس أقل الناس عنفاً وخشونة لأكلهم النبات، حتى رأى الهندوس ينكّلون بالمسلمين ويدمرون مساجدهم وقراهم، ويذبحونهم على قارعة الطريق، تقرّباً للآلهة. فالنبات أيضاً أجناس وقبائل؛ نبات شرٍّ ونبات خيّر.
الفرخة أكثر الطيور دجنة، وفراخ المداجن تأكل وتبيض وتهتف من غير مسيرات، فهي من حزب المدجنة (مثل حزب الكنبة)، ورعاة الدجاج يقلّمون مناقيرها لأنها تنمو فتعطلها عن الأكل، بينما يدرك دجاج المنزل العزيز ذلك بغريزته، فيحفّ مناقيره بالأرض.
مهما يكن، فقد رفع "الأبلح الدجّاج"، ومن قبله الأسد وسواه من طلائع الأعور الدجال، من شأن الفرخة، وجعلها خير طيور الأرض. وفي رسم كوميكس شائع حلّت الفرخة في عرش النسر في العلم المصري. وفي خبر مصوّر أنّ فلاحين أعدموا الكتاكيت لعزة العلف، وهو حرام شرعاً. وفي الخبر عن عمر بن الخطاب أنّ اللحم شجرة العرب، فهي شجرة تمشي على أربع، أو على اثنين، ولا بأس باللحم الزاحف عند الاضطرار.
وكان غيث، المحسن الإماراتي المقنّع، وهو مقنّع رغبة في صدقة السرِّ وثوابها، هو وليس الإمارات التي تبّشر بدينها الجديد الثلاثي الشُّعب جهرا، قد صار قدوة حسنة، فتبعه إعلاميون سوريّون وصنّاع محتوى، مثل المذيع السوري الوسيم شادي حلوة (الاسم حقيقي، وليس فنّياً)، فرأيناه يهبط من مركبة الاستوديو الفضائية إلى الشارع، ويتصدق على الشعب المسكين بدراهم معدودة، لكن على طريقة أبي الهول السفنكس في قصة أوديب، تعزيزا للمواطن المسكين وتعظيما. وموجز قصة أبي الهول أنه حلّت مجاعة على أهل طيبة الإغريقية (اسمها عربي) بسبب المنكرات (الأمر كذلك حتى لدى الوثنيين)، فسأل السفنكس السوري سيدة سورية ذاهلة من الجوع وصدمة الكاميرا عن العدد الذي يلي في سلم الأعداد ومنازل الأرقام الرقم ثلاثة؟
فعدّت السيدة حتى بلغت سبع الأرقام، فتعثرت عنده خوفاً من سبعيته وأنيابه، لكن أبا الهول الحلوة رأف بها، ومنحها 100 ألف ليرة، أي ما يعادل خمس عشرة دولاراً، وبطاقة دعوة من مطعم كذا. نال سوري ألمعي آخر جائزة من السفنكس حلوة على معرفته العدّ حتى الرقم خمسة، فنال دجاجة، فدمعت عيونه من الأسى واللوعة، وقال إنها أول مرة سيأكل فيها لحماً بعد سنتين من الصوم عن ثمرة شجرة العرب!
شهيرة قصة العجوز المصري الذي عرف اسم غطاء رأسه (لفحة)، واسم "الشيء" الذي يحمله، فنال ثلاثة آلاف جنيه، فظنَّ أنّ في الأمر مكيدة، ثم بكى لأن اغتنام ثلاثة آلاف جنيه على معرفة اسم غطاء رأسه جائزة، أمر غير قابل للتصديق، ولا يقع إلا في الحكايات السحرية. السؤال الذي لم يسأله أبو الهول المصري العجوز: لِمَ كان العجوز المصري قفصه معه؟ فقد أضاع قصة ثمينة في هذا الزمن الذي تكثر فيه القصص الرخيصة.
لقد جعلَنا هؤلاء الحكام دجاجاً لا نحسن العدّ حتى العشرة، ونحمل معنا أقفاصنا، أما الفرخة التي عزّت وبزّت، وعلا شأنها وسما وسمق، فيصدق فيها المثل: ليس كل الطير يؤكل لحمه. ويغلب الظنُّ لدى بعض القوم أنّ السيسي يبرُّ بوعده الشهير "انتو نور عينينا ولا ايه"، ولدى آخرين أنه ينتقم لقوم موسى الذين ظلمهم فرعون واستعبدهم، فهذه بتلك، وإن كان من احتمال ثالث، فهو أنّ سيد الفراخ والخواتم، استبدل بآلهة العجل الذهبي فرخة برازيلية لا شيّة فيها، حمراء في الفرن تسرُّ الناظرين.
غاب الجدل عن طريقة ذبح الفراخ في إعلام الرئيس "البطاوي" الذي يعيش على الجدل والخصومات، لأنَّ الشعب في مخمصة، وهم يأكلون لحوم الحمير الأهلية، ويجوز أكل لحم الميتة اضطراراً، مع العظام. ويغلب الظنُّ عند كاتب السطور أنَّ المشير ديك الفراخ الأوحد يمهّد الكباري ويوطئ الطرق ويوقد النيران، للطعام الذي عاقب به رب موسى قوم فرعون: القمل والجراد والضفادع..
يغلب الظن أنَّ طليعة الأعور الدجال، "الأبلح الدجّاج" يبشّر بطعام أصحاب الدين الجديد:
الحشرات!
twitter.com/OmarImaromar
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق