معنى قوله تعالى: (كذاب أشر)

 

معنى قوله تعالى: 

(كذاب أشر)

((أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا))[القمر:25]، يعني: يختص من بيننا؟ لماذا؟ ((بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ))[القمر:25]، فوصفوه بالكذب، وبالمبالغة في الكذب أيضاً، ما قالوا: كاذب، كذاب، يعني: يكرر الكذب ويكثر الكذب. 

و(أشر) يعني فيه الأشر والبطر والكبر، هذا أصح المعاني، فقالوا: إنه مع الكذب عنده بطر وكبرياء وتعاظم وإعجاب بذاته ولهذا ادعى النبوة، فهو إنما كذب من أجل أن يكون سيداً أو زعيماً علينا، هكذا واجهوا نبيهم، وأعود وأقول: إن الله تعالى لا يبعث الرسل عليهم الصلاة والسلام إلا من الناس الذين اختارهم لرسالته، 

((وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))[الدخان:32]، ((اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ))[الأنعام:124]، فالرسل دائماً هم ناس يتميزون بمكانتهم في قومهم، ويتميزون بسمعة في عقولهم وفي علمهم وفي صدقهم وأخلاقهم، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك يتميزون بالصفاء في نفوسهم وقلوبهم حتى قبل الرسالة فضلاً عما يكونوا بعدها، فتخيل مثل هؤلاء الناس الذين فيهم هذا الصفاء ومع ذلك يواجهون بقولهم: ((كَذَّابٌ أَشِرٌ)).

قال الله عز وجل تأديباً وتأنيبا: ((سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَذَّابُ الأَشِرُ))[القمر:26]، هل هو أو هم فيما وصفوه به وادعوه.