مَن أشدُّ منا قوة؟
يُقصَم الجبار وهو في أبهى قوته وأزهى حلته وأوفى عظمته، وإلا لو كان في غيرها لما كان ما يلحقه من ذلك قصما؛ وأمثال ذلك في التاريخ كثيرة.
هلك أبو جهل وهو يُقسم وجيشه من حوله: “والله لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم بها ثلاثا، فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا”؛ فوردوا بدرا كما قال، ولكن الله قصمهم فسقاهم بدل الخمر كؤوس المنايا كالحات وجوهها، مريرات أشرابها.. {فقُطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربِّ العالمين}.
وهلك مسيلمة الكذاب الذي ادّعى النبوة وقاتل المسلمين بحربة وحشي بن حرب، وهلك عدد من الطغاة هلاكا فيه معتبَر لمعتبِر، ومدَّكر لمدَّكِر؛
أُعدم بالرصاص تشاوشيسكو طاغية رومانيا،
وأعدم الشعب موسوليني مع عشيقته، وقُتل ستالين الذي أباد الملايين من شعبه بالسم، وقيل إن هتلر مات منتحرا، والقذافي سُحب من أنابيب المجاري وذُبح، وقُتل علي عبد الله صالح رئيس اليمن ومُثِّل به، وظلت صورة عينيه الزائغتين ووجهه المستكين محفورة في ذاكرة من شاهدوه في موتته العجيبة على يد أناس من شعبه.. والأمثلة لا حصر لها.
والعبرة أن هؤلاء الذين كانت تخافهم نسمات الهواء، وتفزع لمرآهم قلوب البشر، وترتعد لشخوصهم فرائصهم، انتهوا نهاية شنيعة، وماتوا أو ذُبحوا على يد الخائفين منهم، وإنها والله لعبرة.
والعبرة أن هؤلاء الذين كانت تخافهم نسمات الهواء، وتفزع لمرآهم قلوب البشر، وترتعد لشخوصهم فرائصهم، انتهوا نهاية شنيعة، وماتوا أو ذُبحوا على يد الخائفين منهم، وإنها والله لعبرة.
ولقد ورد في رواية (أنا يوسف) على لسان محاور الملك: “إن السلطة لظاهرة المتعة باطنة الرعب، إن صاحبها ليجلس إلى مائدة تنبسط عليها أشهى الأطعمة وألذها، وفوقها سيف مرهف صقيل معلق بشعرة امرأة، فكلما ذاق حلاوة الطعام نغص عليه الخوف من انقطاع الشعرة أن تهوي على عنقه فتقتله في الحال؛ إن الشفرة الحادة لتُغرى بالعنق اللين”.
وإن الطغاة الجبابرة الأكاسرة القياصرة التبابعة الفراعنة ليهلكون بأبسط الأشياء وأتفهها، وإن في ذلك لعبرة أخرى أعمق وأحوى! فلقد هلك النمرود ببعوضة دخلت منخريه، فكان يصيح كالمجنون لا يهدأ حتى يضرب رأسه بالنعال؛ وذكر ذلك ابن كثير فقال: “وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى، ثم الثالثة فأبى وقال: اجمع جموعكَ وأجمعُ جموعي.
فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس، وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم، وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمئة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها”.
وهلك أبو لهب الذي حارب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يقول عنه للوفود التي تجتمع عليه وقت الحج: “هذا ابن أخي وأنا أعلم الناس به، وإنه لكذاب”، هلك على يد امرأة قتلته بعمود، ومات متعفنا.
وهلك فرعون بالغرق، مضى إلى حتفه برجليه، وكان في أشد سطوته وعنفوانه وأكبر استحقاره للبشر، لاحق المستضعفين وهو يقول: {وإنّهم لشرذمة قليلون، وإنّهم لنا لغائظون}؛ فمات وهو على ظهر مركبته الملكية المذهبة، وهلك من قبله قومه بالقمل والضفادع والدم.. فانظر آيات الله كيف صرّفها!
وإن اليهود اليوم علوا وتجبروا، وطغوا طغيانا شديدا، وظلموا ظلما مبينا، وقتلوا وسفكوا ودمروا وشردوا أهلنا في غزة دون خوف من حساب أو ردع، ذلك لأنهم وثقوا أن العالم الغربي يقف بأنظمته وبأسلحته وبآلته العسكرية معهم، وأن العالم العربي الرسمي يغط في نوم عميق، بل ربما يطيب له ما ينزلونه بأهل غزة من العذاب… أقول إن هذا العلو العظيم، والاستكبار المخيف لا بد أن يكون بداية النهاية لهذه الدولة الباغية، وتلك سنة الله في خلقه وعباده.
فإن قوم عاد لما رأوا أنفسهم قد ملكوا كل شيء، واغتروا بأجسامهم العملاقة، وبما بنوه وشادوه، وبما حكموه وساسوه، حتى دانت لهم بقية الأمم، قالوا: “من أشدُّ منا قوة؟”؛ وجاءهم الجواب من فورهم: {أولم يروا أنّ الله الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون* فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}. فكان هلاكهم وهم في أشد إعجابهم بقوتهم وبجبروتهم!
وكأن حال اليهود اليوم كحال عاد أمس، تجبروا حتى قالوا: “من أشد منا قوة؟”، وسيأتيهم وعد الله كما أتى مَن قبلهم، ولكن هذه المرة على أيدي فتية مؤمنين طاهرين صادقين، جعلوا هلاك دولة إسرائيل الباغية هدفهم وغايتهم بإذن الله تعالى.
وإن الطغاة الجبابرة الأكاسرة القياصرة التبابعة الفراعنة ليهلكون بأبسط الأشياء وأتفهها، وإن في ذلك لعبرة أخرى أعمق وأحوى! فلقد هلك النمرود ببعوضة دخلت منخريه، فكان يصيح كالمجنون لا يهدأ حتى يضرب رأسه بالنعال؛ وذكر ذلك ابن كثير فقال: “وبعث الله إلى ذلك الملك الجبار ملكا يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه، ثم دعاه الثانية فأبى، ثم الثالثة فأبى وقال: اجمع جموعكَ وأجمعُ جموعي.
فجمع النمرود جيشه وجنوده وقت طلوع الشمس، وأرسل الله عليهم بابًا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس، وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم، وتركتهم عظاما بادية، ودخلت واحدة منها في منخري الملك فمكثت في منخريه أربعمئة سنة، عذبه الله بها فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله بها”.
وهلك أبو لهب الذي حارب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان يقول عنه للوفود التي تجتمع عليه وقت الحج: “هذا ابن أخي وأنا أعلم الناس به، وإنه لكذاب”، هلك على يد امرأة قتلته بعمود، ومات متعفنا.
وهلك فرعون بالغرق، مضى إلى حتفه برجليه، وكان في أشد سطوته وعنفوانه وأكبر استحقاره للبشر، لاحق المستضعفين وهو يقول: {وإنّهم لشرذمة قليلون، وإنّهم لنا لغائظون}؛ فمات وهو على ظهر مركبته الملكية المذهبة، وهلك من قبله قومه بالقمل والضفادع والدم.. فانظر آيات الله كيف صرّفها!
وإن اليهود اليوم علوا وتجبروا، وطغوا طغيانا شديدا، وظلموا ظلما مبينا، وقتلوا وسفكوا ودمروا وشردوا أهلنا في غزة دون خوف من حساب أو ردع، ذلك لأنهم وثقوا أن العالم الغربي يقف بأنظمته وبأسلحته وبآلته العسكرية معهم، وأن العالم العربي الرسمي يغط في نوم عميق، بل ربما يطيب له ما ينزلونه بأهل غزة من العذاب… أقول إن هذا العلو العظيم، والاستكبار المخيف لا بد أن يكون بداية النهاية لهذه الدولة الباغية، وتلك سنة الله في خلقه وعباده.
فإن قوم عاد لما رأوا أنفسهم قد ملكوا كل شيء، واغتروا بأجسامهم العملاقة، وبما بنوه وشادوه، وبما حكموه وساسوه، حتى دانت لهم بقية الأمم، قالوا: “من أشدُّ منا قوة؟”؛ وجاءهم الجواب من فورهم: {أولم يروا أنّ الله الذي خلقهم هو أشدُّ منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون* فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}. فكان هلاكهم وهم في أشد إعجابهم بقوتهم وبجبروتهم!
وكأن حال اليهود اليوم كحال عاد أمس، تجبروا حتى قالوا: “من أشد منا قوة؟”، وسيأتيهم وعد الله كما أتى مَن قبلهم، ولكن هذه المرة على أيدي فتية مؤمنين طاهرين صادقين، جعلوا هلاك دولة إسرائيل الباغية هدفهم وغايتهم بإذن الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق