خرافات يعيشها العلمانيون في الشرق
واحدة من الخرافات التي لا يزال العلمانيون في الشرق يعيشون فيها تتمثل في أن التقدمية والعقلانية لا يمكن تصوّرها في ظل وجود دين/الإسلام، ويعتبرون لحظة «التنوير» الأوروبية التي ثارت على الكنيسة وطغيانها وجمودها معيارا ثابتا لكل الأديان والحضارات.
فإذا كانت مكتشفات كوبرنيكوس وجاليليو المتعلقة بالجاذبية وكروية الأرض ومركزية الأفلاك والنجوم تتعارض مع العقيدة المسيحية التي اعتبرت الأرض مركز الكون والتي سلّت سيفها أمام هذه النتائج، فأكيد إن شيوخا مثل أبي حامد الغزالي وابن تيمية وابن حجر العسقلاني وغيرهم على نفس العقلية الكنسية التي وقفت أمام العلوم والتطور.
وهؤلاء أقل ما يمكن وصفهم به أنهم جهلة لا فهموا اللحظة الأوروبية ولا فهموا التراث العربي والإسلامي في مجالي العلوم الدينية والعقلية، ولم يعرفوا أن كوبرنيكوس على سبيل المثال يدين لابن الشاطر الدمشقي فيما وصل إليه قبله بـ150 سنة من علوم ونتائج فنّد فيها تخريفات اليونان الأقدمين.
فاللحظة الأوروبية والغربية حتى يومنا هذا تدين لليونان بالعلوم والتطور والحضارة، بينما الحضارة الإسلامية فككت الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها اليونان في علوم الفلسفة والمنطق والعلوم التجريبية، يمكنك أن تعود لموسوعة العلوم العربية التي أشرف على تحريرها «رشدي راشد» والتي يعترف فيها كبار الباحثين الأوروبيين بهذه الحقائق الواضحة.
المشكلة أن فئة من العلمانيين العرب في السنوات الأخيرة أصبحوا على شاكلة يوسف زيدان بتاع التوابل!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق