الاثنين، 24 يونيو 2024

فرقٌ كبير بين جامعة “أبو الغيط” وجامعة “كولومبيا”

 فرقٌ كبير بين جامعة “أبو الغيط” وجامعة “كولومبيا”

د. عز الدين الكومي

وُلِدتْ جامعة الدول العربية ميتة،بل ماتت قبل أن تولد!.

فقد  تأسَّست عام 1945 بترتيب من بريطانيا لعمل كيان سياسي يجمع الدول العربية .

وقد بدأ الترتيب لذلك سنة 1941 على لسان” أنتونى إيدن” وزير الخارجية البريطاني الأسبق .

فقد قال في أحد خطاباته:”أن بريطانيا تدعم  تطلع العرب في مساعيهم نحو تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلاد العربية”.

إلا أن الدافع الحقيقي لإقامة هذا الكيان لم يكن يوما لمصلحة العرب،بل كان مجرد محاولة من بريطانيا وفرنسا لتجنب حدوث اضطرابات في المنطقة في ظل الضغط الفاشي والنازي على بلادهما.

لذلك لم ينجح هذا الكيان – جامعة الدول العربية – في حل أي مشكلة للعرب؛بل كان وما زال مجرد”مكلمة” يجتمع فيها الأعضاء وينفضُّون دون فائدة تذكر .

ففي الوقت الذي تتدفق فيه شحنات الأسلحة الأمريكية والأوربية بمليارات الدولارات  للكيان الصهيوني تعجز جامعة “أبوالغيط” عن إدخال قارورة ماء إلى غزة !

وبعد أن كنا نسمع من جامعة “أبو الغيط” الشجب والاستنكار كلما مرَّ بالأمة حادث.. أصبحت هذه الجامعة الآن أعجز من أن تصدر بيان شجب أو استنكار!

وبعد أن بلغت جامعة “أبوالغيط”أرذل العمر، واقتربت من عقدها الثامن ،فقد أصبحت تعاني من موت سريري مزمن!

وأين هي لاءات جامعة “أبو الغيط”الثلاث في مؤتمرقمة الخرطوم والذي عقد عقب نكسة 1967:(لا سلام ولا اعتراف ولا مفاوضات ..)؟!،وذلك على الرغم من أن البند الدائم على جدول أعمال جامعة أبو الغيط هو “القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي”.

وإذا ما تركنا جامعة “أبو الغيط” وذهبنا لجامعة “كولومبيا”  فإننا سنجد أن حرم الجامعة في مانهاتن تحول من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة أو تناول بعض المشروبات .. إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للحرب على غزة.

وكانت رئيسة جامعة كولومبيا “نعمات مينوش شفيق” استدعت  الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق الطلاب المتظاهرين ، وقامت شرطة مكافحة الشغب باعتقال أكثر من مائة طالب نصبوا خيامًا في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العمليات العسكرية لجيش الاحتلال ضد قطاع غزة.

وفي رسالة لها عبرالبريد إلكتروني قالت نعمات:إنها قررت اتخاذ خطوة “استدعاء الشرطة” غيرالعادية لأن الظروف الراهنة استثنائية،معبرة عن أسفها العميق.

وزعمت ” نعمات مينوش” – المصرية المتصهينة – أنها قامت باستدعاء الشرطة لإخلاء المخيم بعد يوم من إدلائها بشهادتها أمام لجنة بمجلس النواب حيث قالت : “إن المخيم انتهك القواعد المنظمة للاحتجاجات غير المصرح بها”.

وقررت إدارة الجامعة وقف الطلاب الذين جرى اعتقالهم ؛ فيما شرع بعض الطلاب في نصب الخيام في أماكن أخرى.

 وكشفت طالبة أمريكية عن سر الذعرالذي أصاب إدارة بايدن والتعامل بقسوة مع احتجاجات الطلاب في جامعة كولومبيا فقالت:”إن الشباب المشارك ليس مجرد شباب من أبناء الطبقة العاملة ، ولكنهم أبناء أعضاء الكونجرس، ورجال الأعمال ، فجامعة كولومبيا هي المكان الذي من المفترض أن يولد فيه الجيل القادم من القادة”.

ولم تتوقف المظاهرات عند جامعة كولومبيا،بل امتدت إلى جامعات أخرى في أمريكا،أبرزها جامعتي ييل ونيويورك – بل امتدت الاحتجاجات الطلابية إلى خارج أمريكا فهناك احتجاجات الآن في بعض جامعات أوروبا وتحديدا في فرنسا وبريطانيا – حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام ، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة ، وقالت إن الأمر بات غير منظم وهو ما فرض استدعاء الشرطة ، التي قامت باعتقال بعض الطلاب ،

ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة ، وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل .

ويرى مراقبون أن موجة الاحتجاجات الطلابية  تسلط الضوء على أن العديد من الشباب الأمريكي غير راضين عن سياسة بايدن تجاه إسرائيل.

وقد أكد بايدن في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكثر ولاءً لإسرائيل .

لكن بسبب قيام الكيان الصهيوني بحرب إبادة جماعية ضد أهل غزة .. فقد أعربت شخصيات ليبرالية وشبابية في الولايات المتحدة عن غضبها إزاء استخدام أموال الضرائب الأمريكية لتمويل إسرائيل.

وقد فضحت احتجاجات الطلاب أكاذيب إدارة بايدن بأن احتجاجات الطلاب تهدد باقي الطلاب بالجامعة!

 فقد قال طالب يهودي من المعتصمين في جامعة كولومبيا :

“أنا آمنٌ تماما هنا،وكل هذا الهجوم علينا بهدف تشتيت الانتباه ،لأنهم لا يريدوننا أن نتحدث عن المذبحة المستمرة في غزة وعن المدنيين الفلسطينيين، وإن ما يهدد سلامة الطلبة اليهود ليست خيام الطلاب بل إدارة الجامعة التي استدعت قوات الشرطة ضدهم ، وهذا الخطاب الهستيري عن اعتصام الطلبة يهدف إلى تحويل الأنظار عن المذبحة المستمرة في غزة وعنف المستوطنين في الضفة الغربية” .

وقد خرجت الناشطة الكندية “نعومي كلين” في مظاهرات إلى جانب طلابها في نفس الجامعة فرع كندا قائلة : “حان الوقت أن نتحرر من عبادة عجل الصهيونية !

كما كشفت احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية والتي قوبلت بالقمع عن أكذوبة الديمقراطية والرأي الآخر في الولايات المتحدة .

وقد طالب عضو مجلس النواب عن نيويورك باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا “نعمات شفيق” لسماحها بخطاب العنف في الجامعة،هذه المتصهينة التي حاولت مجاملة الكيان الصهيوني وسوف تكون نهايتها بسبب هذا التصرف الأحمق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق