يوم الافتراءات
يوم الغدير يوم الافتراءات (١)
بقلم الشيخ علي القاضي
مقدمة:
•بعد إنتهاء الرسول صلى الله عليه وسلم من الحج عاد الى المدينة في ١٨ ذي الحجة سنة١٠ هجرية وفي الطريق نزل بمكان فيه ماء يسمى غدير خُمعلى مسافة ٨٢ميلا من مكه كما في نيل الأوطار٣٥٠/٤ للإمام الشوكاني وتساوي١٤٠ كيلو تقريبا وبعض العلماء يقدرها ب٢٥٠ كيلو كالشيخ الدكتور علي الصلابي في موسوعته القيمة
أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ٨٦٩/٢
•وفي هذا المكان ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين
الأول: في فضل أهل البيت وقال فيه (أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات )رواه مسلم
•الحديث الثاني في فضل علي رضي الله عنه
وقال فيه (من كنت مولاه فعلي مولاه )رواه الترمذي وصححه وأحمد وغيرهم
قال الحافظ أبن حجر: وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا وقد استوعبها بن عقدة في كتاب مفرد وكثير من أسانيدها صحاح وحسان
فتح الباري٧٤/٧
وهو حديث متواتر كما قال الإمام الذهبي ذكره الإمام أبن كثير في البداية والنهاية ٢٢٧/٥
والمتواتر أعلى درجات الصحة عند المحدثين
•وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة على أهل الرف،ض والض،لال والزن،دقة
١٠٦/١ بعد بيان صحته “ولا إلتفات لمن قدح في صحته ”
وأنظر كثرة طرق هذا الحديث وأدلة صحته في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/٣٣٠-٣٤٤.للشيخ المحدث الألباني
يوم الغدير يوم الافتراءات (٢)
•ومن ضعف هذا الحديث -من كنت مولاه-من المحدثين
فضعفه لأسباب تعود لإختلاف المحدثين في التصحيح والتضعيف وفقا لقواعد علوم الحديث لا نكاية
بالشي عة وردود الأفعال كما يفعل البعض وفيهم دعاة -للأسف- مما يفتح باب التشكيك بالسنة الصحيحة والطعن بعقيدة أهل السنة
ولا يمنع هذا التضعيف من القول بصحته لأن التصحيح والتضعيف مسألة اجتهادية يختلف فيها المحدثون كما يختلف الفقهاء في المسائل الفقهية ولا إنكار عليهم طالماً الخلاف من مجتهد ومبني على قواعد علم مصطلح الحديث وعلم الفقه فالضلال عندما يكون التضعيف والتصحيح بالتشهي والهوى وبردود الأفعال!!
أما التضعيف والتصحيح وفق القواعد من المؤهل فهو اجتهاد لا يشنع على صاحبه
والله المستعان
•معنى الحديث الأول:
الوصية بأهل البيت وهم كما حديث زيد في مسلم: آل عقيل وآل علي وآل العباس وآل جعفر ممن حرمت عليهم الصدقة واحترامهم ومحبتهم -متى كانوا صالحين-إجلالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم
معنى الحديث الثاني
من كنت مولاه اي :من أحبني فليحب عليا رضي الله عنه وسبب هذا الحديث بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لفضل علي رضي الله عنه ودفاعه عنه أمام نقد بعض الصحابة له فبين الرسول غلطهم في نقدهم لعلي وأقر علياً على ما انتقدوه عليه من اجتهادات
•وليس في الحديثين الأول والثاني أي إختصاص لعلي وأهل بيته رضي الله عنهم بالحكم والسلطة كما يفتري الشي عة ولم يفهم الصحابة ولا أهل البيت وعلى رأسهم علي والحسن والحسين رضي الله عنهم الوصية لهم بالحكم فضلاً عن ذراريهم ولو كان مراد الرسول صلى الله عليه وسلم بيان إمامتهم لصرح بذلك تصريحاً لا لبس فيه فبيان الشرع واجب عليه ولابد أن يكون البيان مبيناً وهو أفصح الخلق صلى الله عليه وسلم فكيف يبني عقيدة على كلام مجمل مختلف الدلالة
قال الشيخ محمد رشيد رضا:ولو دل على الإمامة عند الخطاب لكان إماما مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم، والشيعة لا تقول بذلك
تفسير المنار٥٨٥/٦
هذا ملخص عقيدة أهل السنة ومن أحب الاستزادة فليراجع:
شروح هذين الحدثين في شروح مسلم وشروح الترمذي وابن ماجة
والبداية والنهاية ٢٢٧/٥ للإمام ابن كثير
وموسوعة أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ٨٦٨/٢ للدكتور علي الصلابي
وموسوعة عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة٥٩٩/٢ الدكتور ناصر الشيخ
ومنهاج السنة للإمام ابن تيمية ومختصره منهاج الإعتدال للذهبي
والصواعق المحرقة لابن حجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق