نحن القانون!
أدهم شرقاوي
كان اللهُ تعالى يرسل الأنبياء ليُقيم الحُجّة على الناس، فمن أطاع نجا، ومن عصى هلك.. وكان لكل أمة من الأمم السابقة ذنب شهير عُرفت به.
فقوم لوط عليه السلام كان ذنبهم الشذوذ الجنسي، واليهود الذين تحايلوا على أوامر الله، مُسِخوا قردةً وخنازير لأنهم كانوا يطرحون الشباك يوم سبتهم، ثم يجمعونها يوم الأحد، وعادٌ عبدوا الأصنام، وثمود ذبحوا الناقة وكذّبوا صالحاً عليه السلام.
كانت الأُمّة قديماً تُؤخذ بالذَّنب الواحد، لهذا يمكن القول إنّ الحضارة الرأسمالية التي تحكم العالم اليوم هي أوسخ حضارة مرّت في تاريخ البشرية، ذاك أنها تجمعت فيها كل معاصي وآثام الأمم السابقة!
فالشذوذ يُروّج له، وذبح الأطفال على قدم وساق، شِرك وإلحاد ورِبا، قتل للشعوب، واستعمار للبلدان، تنصيب للطغاة، وسرقة لثروات البلاد! ولا شيء أكثر عجباً من جرأة الناس على الله، إلا حلم الله على الناس!
منذ أسبوعين تقريباً، خرج “كريم خان” المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، وقال: هناك قادة غربيون أبلغوني أن محكمة الجنايات الدولية أُنشِئت للأفارقة لا للأوروبيين، ولأمثال بوتين وليس للقادة الغربيين!.
عندما شاهدتُ المقابلة مع “كريم خان”، قلت في نفسي: سبحان الله، هذا آخر الغرور والتجبر!. ثم البارحة تبيّن لي أنه ليس لغرور وتجبّر الغربيين آخِر، ولا لاستعلائهم حَدّ!
مجلس النُّواب الأمريكي أقرَّ مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية إذا حاكمت أشخاصاً محميين من أمريكا أو أحد حلفائها! والله، هذا هو الخبر بالحرف، بلا زيادة ولا نُقصان! يريدون أن يعاقبوا المحكمة التي أنشؤوها إذا حاكمت مجرماً يحمونه، لأنه يحقّق مصالحهم!
أعلى سلطة قضائية في هذا الكوكب ستعاقَب إذا استدعت مجرم حرب محميّ، فمجرمو الحرب كما تعلمون أنواع، منهم من يُحاكم، ومنهم من يأخذ جائزة نوبل للسلام!
كلُّ تجبّر الظالمين عبر التاريخ جمعوه في أنفسهم اليوم..
أمريكا تقود العالم بعقلية فرعون: “ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”! والحضارة الرأسمالية الغربية تتصرّف بعقلية عادٍ حين قالوا: “من أشد منا قوة”!
ولكن عليك أن تصفّق لهم، فقد أقنعوك أنك همجي وهم متحضرون، ألا تراهم يأكلون بالشوكة والسكين؟ يكفيك هذا من حضارتهم، ولو شربوا دماء إخوتك في غزَة!
فاللهُمَّ يوماً كيوم فرعون وعاد وثمود وقوم لوط!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق