الرئيس مرسي .. عاش حراً .. ومات شهيداً
مع دخول معركة طوفان الأقصى شهرها التاسع، تمرعلينا الذكرى الخامسة لاستشهاد الرئيس المنتخب، الذي وقف بجوار غزة يوم أن تخلى عنها الجميع، وقال بكل شجاعة: لن نترك غزة وحدها.
تمر الذكرى الخامسة، وغزة اليوم تباد، فى ظل صمت عربي وإسلامي، ولم نسمع سوى أصوات الشجب والاستنكار فى الظاهر ، مع التواطئ التام فى الباطن.
تمر الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الشهيد- رحمه الله- ونتذكر حالة الرعب التي عاشها الكيان الصهيوني، فقد قال نتنياهو: لقد حاولنا مرارا وتكرارا أن نتواصل مع السلطة الحاكمة في مصر في عام 2012، لكن هذه السلطة كانت ترانا أعداء لها وترى أن إسرائيل ما هي إلا عدو احتل بلدا عربيا شقيقا، ولذلك كان لا بد لنا من التخلص من هذه السلطة التي لا تريد سلاما، خصوصا بعدما أعلنه الرئيس مرسي وأوضح لنا نيته في أنه يريد أن يتخلص من دولة إسرائيل”.
إن إسرائيل اضطرت للسير على أطراف أصابعها من أجل عدم إغضاب مرسي وإثارة عدائه لإسرائيل..”.
وسأذكر هنا موقفين للرئيس الشهيد من مواقفه الوطنية- وهي كثيرة طبعاً – عندما كان عضواً فى مجلس الشعب المصري، فقد كان – رحمه الله – من أنشط أعضاء المجلس، ولم يكن استجوابه الشهير عن حادثة قطار الصعيد، هو الوحيد الذي أدان الحكومة، وخرجت الصحف الحكومية في اليوم التالي تشيد باستجوابه.
ولكنني سأذكر له موقف آخرفى مجلس الشعب في يوم 11 يناير 2003م حين وقف الدكتور”محمد مرسي” -رحمه الله- كالأسد الهصور في مواجهة عاصفة مع “عاطف عبيد” رئيس الوزراء آن ذاك؛ وقدم طلب إحاطة حول فساد البنوك، ربط فيه بشكل أساسي بين الإصلاح السياسي والإصلاح الاقتصادي.
وأكد الدكتور مرسي أثناء عرض طلب الإحاطة أن الإصلاح السياسي أهم من الإصلاح الاقتصادي، مستنكرًا اتهام الحكومة للنواب بالجهل في المجال الاقتصادي. وقال: إنه بصرف النظر عن كون هذه المستندات التي قدمها زملاؤه النواب ضمن استجواباتهم عن الفساد بالبنوك سليمة أو غير ذلك، إلا أن الواقع يؤكد أننا نعاني من انهيار اقتصادي، وهناك سوء إدارة لما هو متاح لنا.
وأشار -رحمه الله -إلى أن النقطة ذات الأولوية والتي ينبني عليها أي تطور وازدهار اقتصادي، واجتماعي، هي الإصلاح السياسي، والذي يشمل الحرية والديمقراطية والنزاهة في الترشح والانتخاب، وقال: إن هذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى:(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ) {الأعراف: من الآية 96}. وختم كلمته قائلاً: “إنني أذكر رئيس الوزراء وأذكر نفسي قبله بقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) {يونس: 81}.
فرد عليه رئيس الوزراء بالقول: ” إن الإصلاح السياسي موجود، ولولاه لما كنت في هذه القاعة يا سيادة النائب، تناقشني وترد علي وتذهب لبيتك وأنت آمن ولا يمسك سوء”!! ، فطلب الدكتور مرسي تصحيح واقعة، وقال: ” كيف يمن علينا رئيس الوزراء بالأمان لنواب الشعب، ونحن الذين نراقبه على أفعاله؛ ما يجعله هو غير الآمن وليس نواب المجلس ” ، ولم يجد عبيد مفرًّا من أن يبدي اعتذاره قائلاً: “حاشا لله أن أتجاوز حدودي، لكن الأمان متاح للجميع والحرية وحق التقدم للترشيح مكفولان”.
أما الموقف الآخر فهو ماذكره الدكتور”عماد الوكيل”: بأنه كان وقّافا عند الحق ولا يخشى في الله لومة لائم فيذكر الدكتور عماد الوكيل، استشاري وأستاذ هندسة إدارة مشروعات التشييد، بجامعة “بردو” الأمريكية، نقلا عن شهود من زملاء د. مرسي، أن الدكتور “طلبة عويضة” مؤسس ورئيس جامعة الزقازيق الأسبق، وكان أيضا رئيسا للجنة التعليم في مجلس الشعب، اتصل بالدكتور طلعت عويس، وكان عميد كلية الهندسة آنذاك، ليسأل و يوصي على طالبة قريبته فكان رد الدكتور طلعت:”معلش يا دكتور طلبة.. فيه دكتور ماسك الكنترول و مصمم إنها تسقط، لأن معندوش حاجة اسمها واسطة!”
يقول د. الوكيل: “لك ان تتخيل “طلبة عويضة” الذي كان يفتخر بأن يطلق على الجامعة “عزبة طلبة عويضة” يتقاله كده..! هاج و ماج و قال له اديني الدكتور ده .. وقتها كان الدكتور ده لسه راجع من أمريكا (1985) وعنده أمل الدنيا تتصلح.. طبعا الدكتور رفض الرد على الدكتور طلبة عويضة في التليفون..!!
توعد الدكتور طلبة وقتها الدكتور “طلعت عويس” -رحمه الله- بأنها هتنجح غصب عنه وعن الدكتور اللي ماسك الكنترول”.!..
الدكتور اللي ماسك الكنترول طلع النتيجة، و قبل إرسالها للعميد ذهب إلى قسم الشرطة و أثبت في محضر رسمي عدد الناجحين و الراسبين حتى لا يتم تغييره، و كانت سابقة من نوعها سمعتها بنفسي من اتنين من شهود الواقعة”..!!
يتابع د.الوكيل: “الدكتور اللي ماسك الكنترول ده بعد حوالي 30 سنة بقى رئيس جمهورية وكان عنده حلم يغير البلد!!
ونضيف بآن آخر كلمات الرئيس مرسي الذى كان حريصاً على رفعة بلده ونهضتها، قبل أن يسقط على الأرض وهو يردد قول الشاعر: بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلي وإن ضنوا على كرام !
رحم الله الدكتور محمد مرسي رحمة واسعة، وغفر له، وتقبله في الشهداء والصالحين، وجعل دمه لعنة على كل متواطيء، ومتآمر ضد وطنه وأمته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق