الثلاثاء، 25 يونيو 2024

مجاهد عبادي.. جريح جنين الذي قيّده الاحتلال يروي تفاصيل 20 دقيقة من العذاب

 

مجاهد عبادي.. جريح جنين الذي قيّده الاحتلال يروي تفاصيل 20 دقيقة من العذاب

جيش الاحتلال يعترف بتنكيل جنوده بالجريح الفلسطيني

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن جنوده قيدوا جريحًا فلسطينيًا على الغطاء الأمامي لمركبة عسكرية خلال اقتحامه لمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك للقواعد العملياتية.

وزعم جيش الاحتلال في بيان له، أن الشاب الفلسطيني أصيب خلال “عملية لمكافحة الإرهاب” نفذها جنوده، لاعتقال مشتبه بهم مطلوبين.

وبحسب البيان، فإن “أحد المشتبه بهم أصيب خلال تبادل لإطلاق النار بين قواته ومسلحين، قبل أن يتم اعتقاله”.

وجاء في بيان الجيش “في انتهاك للأوامر والإجراءات العملياتية المعمول بها، اقتادت القوات مشتبهًا به وهو مقيّد فوق مركبة”.

وأضاف البيان أن “سلوك القوات في مقطع الفيديو الخاص بالحادث لا يتوافق مع قيم الجيش الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أنه “سيتم التحقيق في الحادثة والتعامل معها وفقًا لذلك”.

استخدام مصاب درعًا بشرية

وصباح السبت، أظهر مقطع “فيديو” حصلت عليه الجزيرة مباشر اتخاذ جنود جيش الاحتلال “جريحًا فلسطينيًا” درعًا بشرية، خلال عملية عسكرية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.

وفي المقطع تظهر مركبات عسكرية إسرائيلية داخل شارع في مدينة جنين، وعلى مقدمة إحداها جريح برصاص جيش الاحتلال عليه آثار دماء، تمر من بين سيارتي إسعاف فلسطينيتين من دون أن يسمح للمسعفين بالوصول إليه.

وأفاد شهود عيان أن الواقعة حدثت في حي الجابريات بمدينة جنين بعد حصار أحد المنازل، مرجحين أن يكون الجيش استخدم الجريح درعًا بشرية للخروج من المنطقة دون التعرض لتفجير أو إطلاق الرصاص تجاه قواته من قبل عناصر المقاومة.

وأكد مصدر طبي في مستشفى ابن سينا التخصصي في المدينة أن الشاب يدعى مجاهد رائد عبادي (24 عامًا) من مخيم جنين، وكان عند وقوع الحادث في حي الجابريات في منطقة وادي برقين.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشاب الفلسطيني عبادي قوله “إنه أصيب عندما خرج من منزل عمه في الحي لاستطلاع الوضع في الخارج بعد سماعه بوصول قوات الاحتلال الخاصة.

وأضاف وهو على سرير في مستشفى ابن سينا “هممت بالانسحاب والعودة إلى المنزل لكن جنود جيش الاحتلال بدأوا بإطلاق النار”.

“داسوا على رأسي”

وتابع عبادي “سقطت أرضًا خلف الجيب العسكري وبعدها أصبت برصاصة في رجلي”، وأردف وهو يبدو متألمًا “لم يستطع أحد الوصول إلي، بقيت نحو ساعتين إلى ساعتين ونصف الساعة وأنا أنزف وطائرة مسيّرة تحوم حولي”.

وأكمل “بدأت بالزحف حتى تمكن جنود الاحتلال من رؤيتي، عندما وصلوا قاموا بالدوس على رأسي وضربوني على وجهي ورجلي ويدي المصابتين”، واستدرك بينما كان يلف جسده ببطانية “كانوا يضحكون ويلعبون، حملوني من يدي ورجلي وبدأوا بالتلويح بجسدي وألقوني على الأرض”.

وأكد “حملوني مرة ثانية وألقوا بي على مقدمة الجيب العسكري”، ولفت عبادي إلى أن جنود جيش الاحتلال أبقوه على مقدمة المركبة العسكرية “لنحو 20 دقيقة”.

“كسر عظام وحروق”

من جانبه، قال الطبيب بهاء أبو حماد أخصائي جراحة العظام والمفاصل في مستشفى ابن سينا إن عبادي لديه “كسر متفتت في عظام الفخذ الأيمن وعظام العضد الأيمن، وإصابة في العصب الرئيسي بالقدم اليمنى”.

ووفقًا لأبو حماد فإن وضع عبادي على مقدمة المركبة تسبب له بحروق “في منطقة الظهر من الرقبة وحتى أسفل الظهر”.

تجدر الإشارة إلى أن جنين تعد معقلًا لفصائل المقاومة الفلسطينية، وينفّذ جيش الاحتلال بشكل دوري عمليات توغل في المدينة والمخيم المحاذي لها.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدًا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع زاد تصعيدًا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ومنذ ذلك الحين، وسّع جيش الاحتلال عملياته بالضفة مخلفًا 553 شهيدًا، بينهم 133 طفلًا، إضافة إلى نحو 5 آلاف و300 جريح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ونحو 9 آلاف و345 معتقلًا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

بينما خلّفت الحرب على غزة التي تحظى بدعم أمريكي مطلق، نحو 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق