محمد علي.. وعلماء الأزهر
محمد شعبان أيوب
باحث في التاريخ والتراث
هل تعلم أن المصريين وقفوا ضد الخليفة العثماني في إسطنبول واختاروا محمد علي رغما عن أنف الجميع، وكان المتزعم لهذه الحركة هم فئة علماء الأزهر مثل شيخ الجامع عبد الله الشرقاوي والشيخ السادات ونقيب الأشراف الشيخ عمر مكرم وغيرهم.
ولما حاول السلطان خلع محمد علي بعد سنة واحدة على هذه الحادثة وقف أيضا هؤلاء المشايخ وقدموا عرضحال “عريضة” للسلطان العثماني متمسكين فيها بمحمد علي، بل وحرضوا الشعب على الحرب ضد المماليك إن لزم الأمر.
هل تعلم إستراتيجية محمد علي مع العلماء كيف كانت؟
– أعطى كبارهم القُرى التزاما “إقطاعا” يدر دخلا كبيرا سنويا، وهي التي كان يسيطر عليها المماليك المنهزمون؛ حتى أصبحوا طبقة جديدة من كبار الملاك.
– ثم لما استقر أمر الباشا بدأ في قصقصة جناح هؤلاء المشايخ بفرض الضرائب والاستيلاء على أراضي الأوقاف التي يستفيدون منها.
– ثم أخيرا ضرب بعضهم ببعض حين قرب إليه بعض الماكرين والحسدة والفسدة منهم ليقضي على الشرفاء والواقفين في صف الشعب مثل الشيخ عمر مكرم.
وفي نهاية المطاف سحق محمد علي الجميع المؤيد والمعارض وأصبحت طبقة العلماء في خبر كان، وهي الطبقة التي طالما دافعت عن حقوق المصريين طوال العصرين المملوكي والعثماني.
إن الطمع والنكوص عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا أمام الظلمة والفجرة عاقبته وخيمة، وما انتهكت عُرى الإسلام إلا بسبب خوف العلماء وتقاعسهم وحسدهم فيما بينهم، ولما ضربهم محمد علي ضربة واحدة وقضى على المماليك فيما بعد أصبحت البلاد ملكا له ولأبنائه حتى انقلاب 52، قضي فيها على الثروات والأموال، وجاء الاحتلال، ودخلت مصر في حقبة لا تزال تعيشها حتى يومنا هذا.
عشرات السنين تضيع ويضيع معها الناس بسبب الخوف، وعدم استغلال اللحظات الفارقة في حياة الأمم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق