الخميس، 27 يونيو 2024

ارحل مش عايزينك

 ارحل مش عايزينك

د. عطية عدلان

مدير مركز (محكمات) للبحوث والدراسات – اسطنبول- أستاذ الفقه الإسلامي

مقال نشر سابقًا
أَيُعْقَلُ أن يؤول حكم مصر العريقة إلى قزمٍ أخرق مثلك ثمّ بعد خرابها تجلس فوق أطلالها وتصيح متوعدًا ومدعيا في آن: "لو مش عايزينِّي أمشي من هنا"؟! أيّ بجاحة و(تناحة) أوصلتك لهذا! وأيّ هوان (وخنوع نسوان) أودى بنا لما نحن فيه!
لَعَمْرِي لقد نَزا الهِرُّ فوق صهوة الجواد، وصار الغرّ إماما ومرشدا للعباد! فيا سكان هذا الكوكب العملاق أغيثونا بجواب يشفي الفؤاد: هل رأى أحد منكم أو سمع أو حتى قرأ عن مثل هذا الهراء الذي عمّ وطمّ كل وادٍ وناد؟!
لقد قُلْتَها مرارًا: "لو مش عايزينّي أمشي"، وها أنت تكررها على مسامعنا بعد أن جاءك الجواب تلو الجواب: أنّنا لا نريدك ولا نريد ظلَّك ولا طلَّك، يا عدو الشعب في مسوح المحبين العاشقين!
من أيّ كُدْيَةٍ سوداء قُدَّ قلبك الغليظ، من أيّ طينةِ خَبَالٍ اُسْتُلّ عقلك المريض؟!
ارحل أيها المحتل الغاصب الغشوم؛ ارحل فلست منّا ولسنا منك؟ ارحل فإنّنا لا ندري أيّ ريح قذفتك علينا وألقت بك بين أظهرنا، ارحل فإن لم ترحل فاعلم أنك رغم أنفك وأنف أوليائك في "تل أبيب" سترحل، ارحل قبل أن يقتلعك الطوفان، واعلم أن الشعوب تصبر وتصبر وتبلع الغصة لكنها لا تموت، فالثورة قادمة والطوفان آت وكل آت قريب، لا تكن غَبِيًّا بالقدر الذي يجعلك تُطْوَى كما يُطْوَى الفراش القديم البالي وأنت لا تملك لنفسك حولا ولا طولا.
يا أيها الشعب المصريّ الذي طال استعباده، قمْ وانهض وانفض الأسى والوهن، لا يُكَلَّفُكَ أحد بما لا تطيق، لكنك تعرف ما الذي يمكن أن تفعله مما تطيق، حسبك من الجهاد في هذه المرحلة أن تُقنع واحدا فصاعدا من شعب مصر بهذه البدهيات: السيسي عدو الله .. النظام الذي يحكمنا يعادينا ويوالي أعداءنا .. الثورة قادمة والتغيير آت .. الإعلام شر مستطير يجب أن نربي أنفسنا وأولادنا على تكذيبه واجتنابه .. الله مع الذين يعملون لتحرير أنفسهم .. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. الموالاة للسيسي مع ما يفعله بالشعب المصريّ خيانة للدين والوطن .. الوحدة واجب الوقت .. التحرك للتغيير واجب فإذا جد الجد ونادى المنادي كان التخلف معصية لله وخيانة للشعب وتسليما للأحرار.
فإن قدرت على ما هو أكبر من ذلك - وإنك لقادر إذا أردت - فافعله غير متردد ولا آسف على شيء، فإنّ الحرية تولد من رحم التضحيات التي يقدمها هؤلاء القلة، الذين يؤثرون إذا ذهب الناس بالثمرات أن يظفروا هم بالمجد في السماوات، والذين يقطعون في خطوة واحدة المسافات إلى روضات الجنَّات، وبغير هذه التضحيات لن يفتح للنصر باب.
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق