السبت، 22 يونيو 2024

الهروب الحقير!

 الهروب الحقير!

م. محمد إلهامي
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية


هو ذلك الهروب من إعمال العقول والأفكار، وبذل الجهود والقوى والطاقات في معارك المسلمين الحاضرة مهما كانت صريحة حارقة كاوية قاهرة..

ثم الذهاب بهذه العقول والطاقات والجهود إلى حديث التاريخ البعيد الذي لن يمكن تغييره، ولن يترتب عليه إلا إشعال الخلاف بين المسلمين، وإلا تشتيت طاقات العاملين!

ترى المرء حيران في شأنه المعاصر لا يعرف كيف يتصرف في رفع الأذى عن المسلمين، في حاضره وواقعه الذي هو أدرى وأعلم بتفاصيله وشخوصه..

ثم هو جازم حازم صارم في الحكم على الفتنة التي كانت بين الصحابة، أو في الحكم على رواة الأحاديث وعمل الفقهاء والمفسرين، وكل هذه أمور بينه وبينها مئات السنين من الزمن، ومئات آلاف السنين من الجهل بالشخصيات والتفاصيل ومناهج العلم ودقائقه!!

من كان عاجزا عن فهم حاضره، فهو عن فهم معضلات الماضي أعجز..

ومن كان يظن نفسى أذكى وأخبر من صحابة رسول الله ﷺ -عليِّ وبقية المبشرين بالجنة والبدريين وعائشة أم المؤمنين معاوية وعمرو ومن معهما ومن اعتزل- فإنما يشير إلى غبائه ونقص عقله!!

أو من كان يظن أنه أعلم بالدين وأتقى لله من أولئك فإنما يشير إلى قلة دينه وعظيم جلافته وغلظته وجرأته!!

وأحقر من ذلك من يتجرأ على مقام هؤلاء وعلى صفحات التاريخ، وهو جبان رعديد ساكت خائف من سطوة الجبارين في زمنه وعصره ممن هم السبب الأعظم في كل نكباتنا المعاصرة..

شجاع على الورق وتجاه الماضي لأنه ضامنٌ ألن يخرج له من ذلك الزمن أحد يحاسبه!! خوار في معارك الواقع القائم ذات التكاليف!!

ذكي حاذق خبير في معارك التاريخ الملتبسة، حيران مرتاب في معارك الواقع الصريحة!!

لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

إن لم يكن لك إسهام في نكبات المسلمين التي تجتث عقيدتهم وأرواحهم معًا، فاسكت وجنب المسلمين شرك، ولا تسحب من العاملين جهدا في الرد عليك، ومتابعة هذرك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق