السبت، 1 يونيو 2024

الجنيه... غلب الكارنيه!

 

الجنيه... غلب الكارنيه!

خواطر صعلوك

محمد ناصر العطوان

في البداية، أود أن أشكر كلّ القراء الذين تواصلوا معي ليحفزوني على العودة للكتابة، معتبرين أنني موهبة مدفونة لا تستحق الدفن أكثر، وشكراً أيضاً بحجم أحبار المطابع وأخبار المحاكم لإدارة مجموعة الراي الإعلامية، الذين يعتبرونني «ابن الشركة» فيسمحون لي بالكتابة في أي وقت، والعودة كلما سنحت لي الفرصة.

واسمحوا لي أيها القراء الكرام، يا من كنتم تعانون سابقاً وليس الآن طبعاً من سرقة اللئام، ان أدخل في صلب مقال السلام... فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

كل شيء أصبح يُقاس اليوم ويُقدر بالأرقام، وتتحدد عظمة الأحداث والأشخاص من خلال الأرقام، ولذلك فقد قال «اللمبي» إن «الجنيه غلب الكارنيه»، فالرواية الجيدة هي تلك التي حققت أعلى نسبة مبيعات، وأقوى حدث هو الأعلى مشاهدات، وأعظم شخصية تقاس بعدد من حضروا جنازتها، وعظمة المفكر بتكرار الاستشهاد عنه... والتعاطف الدولي يعتمد على عدد القتلى، وقد حضرت حلقة نقاشية أخيراً بعنوان «الفن وأثره الروحي» فاكتشفت أن الأثر البنكي أهم، فهناك أهداف وأحداث تؤثر على الشخصيات في العمل الفني، وهناك شخصيات تؤثر على الأهداف والأحداث، وهناك منتج يؤثر على الجميع، لذلك فقد تعلّمت أن الفنان لا يمكن له أن يهرب من ذاته وتجلياتها ولكن يمكن له أن يهرب من زوجته وطلباتها، وأن دفع ثمن إيجار شقتك، أفضل من دفع ثمن آرائك.

عزيزي القارئ، هذه رسالة مسجلة، تذكرها جيداً.

تمر الابتسامة في حياة الإنسان بمراحل، تتداخل وتتشابك مع مراحله العمرية وأدواره الاجتماعية ومقدار وعيه بالمطلق والمقيد، والثابت والدائم والمتغير والمنقطع.

هناك ابتسامة الطفولة البريئة، وابتسامة الزهو في البلوغ والمراهقة، وابتسامة الخجل من قلة الحيلة وضيق ما في اليد، وابتسامة الفخر بما حققته وتحقق فيك وبك، وابتسامة القهر والمهزوم وما أثر فيك ونقص منك، وابتسامة الحب والأبوة عند النظر إلى ذريتك، وابتسامة صفراء لرفع الحرج الاجتماعي عن الذين فشلوا أن يُضحكوك، وابتسامة الحالم بما يرى وما لا يرى، وابتسامة الكريم إذا أعطى وأدار وجهه، وابتسامة اللئيم، وابتسامة الوداع، وابتسامة اللقاء، ولكن في مرحلة ما من عمرك تكون ابتسامة نزول الراتب هي أجمل الابتسامات...، وهناك ابتسامة لا يعلمها إلا الذين أيقنوا أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق