الكلمة الأخيرة للحق!
ليلى حمدانأكثر ما يعول عليه الغرب لإحباط أي محاولة لعودة حكم إسلامي شامل يعيد أمجاد الماضي وتصعد به أمة الإسلام لمرتبة الريادة، هو قتل هذا الحلم في مهده في نفوس أبناء هذه الأمة، فيتم حقن الشغف بالنموذج الغربي، وحب الرذيلة والحريات المزعومة، بالتوازي مع بغض النموذج الإسلامي وشيطنته لينجح الإخضاع.
حين يصبح في نظر أبناء المسلمين فرض الحجاب تضييقا! وتطبيق الأحكام تطرفا، والاستقلالية بنظام حكم إسلامي تخلفا، وتحريم الزنا والفاحشة قمعا! فاعلم أن هذا نصر كبير للغرب في معركة الفكر!
وكيف لا يحقق هذه النتائج وهو يملك إمبراطورية إعلامية ويتحكم في الصورة والصوت! ويدير المشهد التفاعلي!
يتم إخفاء عيوب النموذج الغربي بعمليات “تجميل” وطبقات من المكياج يتولى مهمة وضعها الإعلام!
فينخدع به الناس كثيرا وما يزيد الطين بلة أن من يزينه في أنظارهم هم النخب المسلوبة الإرادة واستقلالية الفكر!
مع أنه يكفي لحظة صدق واحدة! لينهار كل المشهد ويكشف درجة الانحطاط والفشل كسراب بقيعة!
من يعتقد أن التخلص من الهيمنة الغربية يتحقق بمجرد قطع حبال هذه الهيمنة وتراجع الغرب في لحظة ضعف، فهو واهم، نحن أمام كارثة الأجيال التي تركها لنا الغرب، والتي لم يعد يعني لها الإسلام شيئا!
وأصبح جل اهتمامها رقصة وأغنية ومنافسة في التسوق والحياة الصاخبة والتحول لعقبة في مسيرة الصعود.
المنتصر الحقيقي اليوم هو المنتصر في معركة الوعي، من سلم من طوفان السلخ عن الدين وتيارات التغريب التي تسللت إلينا في غفلتنا لتهدم عوامل الانبعاث من الداخل.
المنتصر الحقيقي هو الذي مزق صورة الدجال التي يتبعها الناس وعرف حقيقة الجنة والنار التي يعرضها الإعلام، وتمرد على جاهلية العصر.
كل ما تراه من جهود ضخمة لتطويع العالم لأهواء الغرب، تكسره أيها المسلم وأيتها المسلمة بلحظة ثبات واستعلاء بإيمانك، سينهار جبل المكر الضخم راكعا عند قدميك!يكفي أن لا تكون إمعة وتعلم أن جنتهم نار ونارهم جنة!
أن تستقيم كما أمر الله وتحفظ فروضك وسنن نبيك وتعتز بها وأنت الأبي المنتصر!
يا لعظمة الإسلام!
لا يتطلب منك إلا لحظة استعلاء بإيمانك تخضع لها جموع العدى وتهدم بها حصون الشر والمكر!
ولن تجد على هذه الأرض مثل هذه القوة! قوة يهبها الله لمن استجاب لأمره واستقام على نهج نبيه!
صلاتك هدم لهم، حجابك زلزال يحبط آمالهم!
فسبحان من نصر هذا الدين بتفاصيل الحق وإن كنا في ضعف.
الكلمة الأخيرة ليس للكثرة ولا لأرتال القوة!
الكلمة الأخيرة للحق، لمن ثبت ولو كان وحده.
لا يحزنك قولهم ولا قهقهاتهم كضباع انتشت لغياب الأسود!
ولكن تأكد أن لحظة القصاص الرباني،ستكون مهيبة جدا،وأخذه عزيزا جدا،وشفاء لما في صدور المؤمنين،لكل لحظة قهر وألم وظلم وذرة شر كله أحصاه ونسوه!
أكبر خاسر! قوم ينتمون لنا وخانوا عهدنا! قوم غدروا بالإسلام وخذلوه في قلب صراع يتفجر! قوم صفتهم الغدر والبخس!
هؤلاء هم أخطر الأعداء ولولاهم لما تحقق لعدو فينا ظفر!!
إلى الله نشكوهم ونشكو كل من أعان ظالما على مسلم!
لا نملك إمبراطوريات إعلامية لكننا نملك قوة الحق.
لا نملك أساطيلهم وترساناتهم لكننا نطمع في معية الله!
لا نحمل حقدهم وشرهم! لكننا نستند إلى يقين متجذر فينا وكثير من الصبر!
هذا صراع النصر فيه للأكثر يقينا وصبرا والأقوى بقوة الحق والله مولاه.
وصية أخيرة،أقل العدل أن تعامل عدوك كعدو!
(والعاقبة للمتقين)
(فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا)
(فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)
(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)
الحمد لله على نعمة الإيمان والقرآن واتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فتلك الحياة الطيبة وكل ما دونها رماد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق