أخطاء في الصميم
من القوميين إلى الإسلاميين.. تصورات جاهلية وكارثية
عندما حدثت حرب النكسة عام 1967 حيث ابتلعت إسرائيل الصغيرة خلال ستة أيام أراضي القدس والضفة وسيناء والجولان وسقطت المنظومة القومية وصنم العبد الخاسر، حينها صرح الطاغوت المستكبر حافظ الأسد زعيم البعثية النصيرية بأن إسرائيل لم تكسب الحرب ونحن لم نهزم طالما حزب البعث العربي الاشتراكي قائم، حتى لو زالت نصف سورية وأهلها!
لا يجوز أن تنتقل تلك التصورات العمياء من القوميين الى الاسلاميين، فنحن كمسلمين محكومين بمرجعية وتصورات قرآنية تعلي من قيمة الدماء، ولم تكن رسالة موسى عليه السلام إلا لينقذ بني إسرائيل من ظلم فرعون، ورحم الله خالد بن الوليد سيف الله المسلول الذي حقق أكبر وأروع انتصارات في تاريخ المسلمين، وكان أحرص قائد على دماء جنده وبيضة المسلمين وأثنى عليه الرسول الكريم وهو عائد من غزوة مؤتة، والعبرة المقصودة هي الحرص على أرواح المؤمنين ووضعها في ميزان الربح والخسارة والمآلات الراجحة، لا الاكتفاء بعناوين سليمة دون مسؤولية ولا معقولية في صناعة الوقائع.
وحتى لا يختلط الأمر على البعض، فإن المخاطرة بالنفوس مشروعة في اعزاز الدين كما ذكره العز بن عبد السلام، ولكن هذا العنوان العظيم بحاجة الى تنزيل صحيح وموازنات دقيقة وسوية في النظر وحكمة في الإدارة، وأي نقص أو قصور أو تفرد سيفضي الى اهراق دماء المسلمين دون تحقيق أي عزة لا للإسلام ولا للمسلمين، وهو سفه في القرار وسوء في الإدارة!
التواضع مطلوب والتناصح واجب ومشاركة الراشدين فرض في إدارة معاركنا العظيمة الواجبة والمشروعة لتكون كلمة الله هي العليا، ولتجني الأمة من دمائنا تغييرا حقيقيا لا أن تكون بطولات وصبر فريد دون نتائج مجنية لصالح مشروع الأمة، فيما أصحاب المشاريع المعادية يزدادون أسهما مع كل سيل من دماء أطفالنا ونسائنا المهروقة!
قاتل الله المحتلين الغاصبين والظلمة المستكبرين وأعوانهم وكل المتواطئين، سواء أكانوا من اليهود أو الأمريكان والغربيين أم حكام العرب وملالي إيران الغادرين.
مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 27/5/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق