مقال مهدي لروح فخامة الرئيس الشهيد محمد مرسي طيب الله ثراه و ذكراه . سبيل الذين لا يعلمون و …الذين يعلمون . ( فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
من روائع الأديب الكاتب الكبيرمن أوائل المؤسسين للمنظمة
مقدمة هامة :
———–
يرجي من قارئ المقال الكريم قراءة الآيات في هذا المقال بحرص و ليس مجرد قراءة عابرة , بل بتدبر عميق , فالتدبر يثمر معان و يرسخ يقينا و يرسم طريقا و يزرع ثقة و تفاؤلا و استبشارا بل و يربط الآيات بالواقع مما يسمو بالايمان و اليقين و يوجد فهما عميقا لم يكن موجودا قبل ذاك التدبر
( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ).
جرت سنة الله في أرضه أن يكون المؤمنون و أهل الحق دائما قلة:
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ .
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ
وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ .
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَي خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ .
كما جرت سنة الله في أرضه أن تكون الغلبة و التمكين و الولاية في الأرض لأهل الحق و الايمان علي قلتهم:
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا.
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ .
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ .
بل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ .
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ .
وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ .
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ , وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ .
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا, يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا , وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .
فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا .
و ما بين موعود الله و التمكين فترة استضعاف يعيشها المسلمون الآن , خاصة في مصر قلب الأمة, علا فيها الباطل علوا كبيرا مؤقتا, (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم , مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ , أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
فالاستخلاف في الأرض و التمكين يكون بيد الله وحده , يوجد له الأسباب في حينهامن حيث لا يحتسب أحد و لا يتوقع أحد… فمن كان يظن أن استخلاف بني اسرائيل ستكون بدايته القاء موسي في البحر ثم خروجه من مصر خائفا يترقب , و من كان يظن أن فتح مكة و مشارق الأرض و مغاربها ستكون بدايته هجرة الرسول عليه الصلاة و السلام , فيد الله تعمل في الخفاء , ” وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ “.
و ما كان الله ليترك عباده المؤمنين المستضعفين بلا هدي رباني يرشدهم في خلال فترة الاستضعاف و يرسم لهم طريقا يسيرون عليه :
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ , إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , يُحْيِي وَيُمِيتُ و وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ .
و هذا في الأساس المعني المقصود و الهدف من هذا المقال .
فالله وحده هو ولي عباده المؤمنين و نصيرهم , اذا ساروا في سبيله .
سبيل الذين يعلمون .
===============
الصبار الشكور :
————-
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ , إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .
و هل أيام الله الا أيام علو الحق و أهله و اندحار الباطل ؟
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ , إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ .
و هنا نري تشابها عجيبا بين الآيتين … فالواثق المتيقن من موعود الله , يراه رأي العين مهما انعدمت الأسباب و عز النصير , كالمبحر في البحر لا يري فيما حوله الا الماء , لكنه متيقن أنه سيري اليابسة بعد حين و كأنه يراها رأي العين , و كذا الصبار الشكور المؤمن … دائم الصبر الشاكر المتيقن من موعود الله , و انتصار الحق علي الباطل و كأنه لا يري سواه ….و هذا قمة الايمان بالغيب , و لذلك نجد أن أول صفة من صفات أهل الايمان في القرآن في سورة البقرة :
( ألم .ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ). فالايمان بالغيب يتطلب ا لايمان بأيام الله الماضية و هلاك الباطل و أهله و اتخاذه عبرة يعبر بها ايمانه اليقيني بحور اليأس وسط سحب الشك و القهر متخذا مجاديف الايمان و الصبر و الثقة بالله سلاحا حاسما ماضيا , و كذا الايمان بالغيب المستقبلي من وعد بالنصر و التمكين , ليصل في النهاية الي موعود ربه بالنصر و التمكين و كأنه يراه رأي العين .
و هل كان ثبات الرئيس الشهيد و من في السجون الا لثقتهم بموعود الله و غيبه الواقع صدقا و يقينا ؟
فاستشهد منتصرا شامخا و بقيت ذكراه خالدة مكرمة , و عاشوا مهزومين .
و يأتي بعد ذلك الانفاق في سبيل الله , و هنا أكشف سرا ….فقد كانت وصية الرئيس الشهيد لأهله في المرات القليلة و النادرة التي رآهم فيها أنفقوا , أنفقوا ) , غفر الله لك سيدي الرئيس فقد استشهدت شامخا منتصرا ثابتا علي الحق و لم تعط الدنية في دينك و لا أهلك و لآ وطنك كما وعدت , و أقمت الحجة علي جميع المنبطحين و المنافقين من أهل الباطل و أصبحت رمزا و قدوة نحذو حذوها و نسير علي خطاها , واثقين من موعود الله مهما طال الأمد ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ).
رسم الله لموسي تفصيلا سبيلا للمستضعفين في الأرض يسيرون عليه, لم يفت من عضده القلة القليلة المتبعة له و المؤمنين بموعود الله :
فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ . وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ . فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ . وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ . وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ . قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )فكان هذا هو طريق النصر و التمكين و قد ذكرناه تفصيلا ( مقال درب الايمان و النصر المرتقب ),من توكل صادق يقيني يعظم رب الأسباب فوق الأسباب و لا ينشغل بتوقيت أو كيفيةالنصر و التمكين , و صلاة .. ليس أي صلاة , و دعاء و ليس أي دعاء , شاملا الدعاء لمن في السجون و أهليهم بالصبر و الثبات, و المداومة و الثبات علي هذا الطريق هو الصبر ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) , و الاستقامة علي هذا السبيل هو عنوان المرحلة , و الذي يؤدي يقينا الي التمكين الذي بشر الله به عباده المؤمنين .
و هو نفس الأمر لرسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام و من ثبت معه ….( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) , و هذه من الآيات المكية قبل الهجرة و قبل التمكين .
هذا السبيل سلكه رسولنا الكريم و من معه , تخطوا به ثلاث سنين عجاف محاصرين في شعب أبي طالب , فثبتوا و صبروا فاستحقوا النصر و التمكين , لم يفت من عضدهم انعدام الأسباب و شح النصير , و تيقنوا ألا منجي و لا ملجأ من الله الا اليه , و ساروا علي النهج الرباني لا يشغلهم سواه , و تيقنوا أنما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم , حين يقدر سبحانه ذلك بحكمته و علمه الأزليين .
سبيل الذين لا يعلمون .
————
” وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “.
أمر واضح و صريح من الله عز و جل , لا لبس فيه , باتباع سبيله في كل الأمور , و بالطبع يشمل ذلك منهجه الشامل في فترة الاستضعاف كما بيناه آنفا .
و لنتفق أن نخرج من المعادلة أولئك المتبعين للباطل لا يرونه باطلا , بل و يصفقون له و حالهم لا يخفي علي العيان :
وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
و هنا يأخذنا سياق المقال الي من اتبع الحق من أهل الشرعية , لكن ضلوا السبيل الرباني المرسوم , و انشغلوا بأمور و أسباب ثبت علي مر الأيام أنه لا طائل من ورائها , و نضرب أمثلة :
منذ بدأ الانقلاب الغاشم الي الآن .. كم من أحداث مرت , انشغل بها الكثيرون فأبعدتهم عن المنهج المرسوم ربانيا , و لم يعوا أن هذه الأسباب انما هي في الأساس لاقامة الحجة علي من يصفقون للباطل ممن ندعوهم ( السيساوية ) يرجي مراجعة مقال ( موسي و التسع آيات و التسريبات ) , تكشف لهم زيفا لم يكن ليروه بعد أن طمس الله علي قلوبهم .
هناك من انشغل بما طرحه المدعو محمد علي , حدث علي أثره مظاهرات محدودة انتهت في يوم و ليلة , و لم تكن لتؤتي أكلها لبعدها في الأساس عن السبيل المرسوم , انما حركها الغلاء و سوء الأحوال المعيشية التي لو انصلحت لعاد بهم الحال الي التصفيق للباطل مرة أخري , و لم يشغلهم أو يؤثر فيهم محاربة لدين الله و أهل الحق و هدم المساجد و التقول علي الله و الرسول .
هناك من انشغل بالهجوم علي الاخوان و اعتبره سبيلا للوقوف ضد الباطل , و تفرغ للقذف فيهم و لا أقول النقد , فالنقد يستدعي ايجاد البديل الملائم و المصاحب لنفس الظروف و الضغوط في حينها , و مع اقرارنا بأنهم غير معصومين ( و لست منهم و يا ليتني كنت ) . فمن قدم مثل ما قدموا من وقوف مباشر في وجه الباطل , و لم يعطوا الدنية , و تحملوا ما تحملوا من قتل و تنكيل و اختفاء قصري و مصادرة اموال بالباطل , و رفضوا المساومات و الاغراءات المطروحة , و ثبتوا متيقنين من موعود ربهم عز و جل …” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ “.
لله درهم , و نسأل اللهم الثبات علي الأمر , و هذا من الدعاء المطلوب .
الأخذ بالأسباب :
————–
ليس لأغلب المتبعين للحق و لسبيل الله المرسوم من أسباب ظاهرة و متاحة يأخذون بها في مواجهة الباطل , و لذلك من البديهي انشغالهم الدؤوب بالصبر و السير علي السبيل المذكور في الفقرة السابقة ….و هو الأساس , حتي قبل الأخذ بأسباب متاحة قد يقدرها الله حين يشاء , ثم يأتي من بعد ذلك الأخذ بالأسباب كل علي قدر استطاعته , و نضرب مثلين :
أهل غزة و المنتمون الي حماس ساروا علي الدرب في الأساس و أغلبهم من يحفظ القرآن , لم يضرهم من خذلهم من العالم أجمع , و أعدوا ما استطاعوا من قوة كما أمرهم الله , فاستحقوا التثبيت من ربهم الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا , بل و أوجدوا توازنا للقوي مع ضعف الامكانيات المتاحة .
الجهاد بالكلمة و كشف زيف أهل الباطل و باطلهم و غيهم و خيانتهم , كان و ما زال نهج القائمين علي هذا الموقع المحترم و المحبب الي النفس , و ثبتوا و نسأل الله أن يجعل جهادهم بالكلمة في ميزان حسناتهم .
نصيحة متواضعة :
—————–
انشغل الكثيرون بمجادلات عقيمة مع ( السيساوية ) من مؤيدي الباطل و الذين طمس الله علي قلوبهم و أبوا أن يروا الحق حقا , ظنا منهم أن الجدال معهم سيغير من مواقفهم و يظهر لهم الحق , علي أمل أن يستجيب البعض منهم و يتغير الرأي العام لتكون نواة ثورة ……و لم يحدث و لن يحدث , في الأساس لبعدهم عن ربهم و منهجه القويم , و سؤال برئ : ألم يروا الأمور كما نراها حتي الآن ؟؟!! …” أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ “.
أولئك عباد العجل في كل زمان و مكان , أشربوا العجل في قلوبهم , و عبدوه حتي بعد أن رأوا الآيات و شق الله لهم البحر , و علي شاكلتهم عباد العجل العسكري في مصر للأسف .
و سبق أن بينا في المقال الهام ( تشخيص مرض السيساوية ) أسس المجادلة مع هؤلاء القوم و التي أغلبها لا طائل من ورائها .
خلاصة القول :
————–
اتباع منهج الله و سبيل الذين يعلمون هو السبيل الوحيد الذي بينه رب الأرباب و رب الأسباب المؤدي علي وجه اليقين الي انتصار الحق و أهله و التمكين لعباده ( المؤمنين ) .
الأسباب يوجدها رب الأسباب في حينها من حيث لم و لن يحتسب أحد ليكون سقوط الطغمة المتسلطة من أهل الباطل فجأة و بلا مقدمات … خاصة بعد أن وصلنا الي مرحلة من الزمن صار جليا واضحا ظاهرا الحرب الكونية ضد الاسلام من الأعداء ( نراه في الصين و بورما و سوريا و اليمن و كلمات ترامب السفيه و ليبيا , الخ ) و من المنافقين من أهل جلدتنا و من تسلطوا علي الحكم , قتلة الرئيس الشهيد . … مرحلة تكون فيها الغلبة بحول الله و قوته لأهل الحق و الايمان , يكونون في طليعة هذه المواجهة , يقيض الله لهم الأسباب و يمكن لهم , يمدهم بمدد من عنده , يمكن لهم دينهم , و يبدلهم بعد خوفهم أمنا .
و لآ أظن ما يحدث في العالم من أحداث متلاحقة و غير متوقعة , خاصة انتشار فيروس الكورونا علي مستوي العالم الا آية من آيات الله و لها ما بعدها .
ما بالكم …فالله ربكم و هو مولانا و لا مولي لهم :
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ .
حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ .
وصلنا لمرحلة المواجهة الحتمية بين الغرب و الاسلام , ما يسمونها بحرب الحضارات , و يجهزون لها و اليهود بالطبع محركهم , و رأس الحربة فيها من استولي علي الحكم في البلدان العربية و خاصة مصر , و لكن الله من ورائهم محيط .
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ .
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ .
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا .
استبشروا و اصبروا و صابروا و رابطوا .
اللهم ثبتنا علي الحق .
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق