الاثنين، 17 يونيو 2024

السنة والشيعة، وهم النصر وخديعة الهزيمة

 السنة والشيعة، وهم النصر وخديعة الهزيمة





مقطعٌ قصيرٌ من مقالٍ طويل بعنوان: ( السُنَّةُ والشيعة.. وَهْمُ النصرِ وخَديعةُ الهزيمة)؛ كتبته سنة 2018 رداً على الذين يتوهمون أو- على الحقيقة- يستهبلون؛ فَيَرَونَ الحكومات العربية حكوماتٍ (سُنيِّة)، ثم يتهمون السُّنة- اعتماداً على ذلك- بعدم دعم غزة والمقاومة فيها، أو يقارنون بين النظام الإيراني الشيعي وبين الأنظمة العربية التي يسمونها- جهلاً أو خبثاً- أنظمة سُنية.. وقد أعدت نشر هذا المقال مراراً وتكراراً لكثرة طرح ذيول إيران هذه الفكرة الحمقاء واستخدامها في خداع العقول.. والمقال كاملاً موجود في كتاب (الفرائد) (ص ١٣٧)، وموجودٌ في حساباتي على الفيس والتليجرام وتويتر، والنت عموماً.. وتستطيع قراءته كاملاً لتفهم سياق هذا الجزء المقتطعِ منه..

ودونك المقطع:

الشيعةُ يلعبون منفردين، ويُجرون خَيلَهم في مِضمَارٍ لا خَيلَ فيه!!

وإذا ما خَلا الجبانُ بأرضٍ

طَلبَ الطعنَ وحده والنزالا

ليس ثمة سُنّة هنا..

هنا آل سعود، وأبناء زايد..

هنا قوميون كَسَبة، ووطنيون خونة، وعسكريون مرتزقة، وإسلامويون ديمقراطيون!!

البغلُ الهجين ليس حِصَاناً، والسرابُ ليس ماءً، وحِبَالُ السحرة وعِصِيُّهم ليست حَيَّات تسعى.. وإن أوجسَ في نَفسِه خِيفةً موسى!!

أَسَدُ الرُخام وإن حَكى في شَكلِه

شَكْل الغِضنفرِ ليس بالفَرَّاسِ

كيف يصح في الأذهان أن يُكرَّسَ سعدُ الحريري وجهاً سُنيَّاً أمام حسن نصر الله، ويُجعلَ تيارُ المستقبل واجهةً سُنِّيةً أمام حزب الله؟!

إن الذين يُحسنون تلميع الصفيح وتصنيع التيارات واختراع الأوهام أبادوا (فتح الإسلام) في أسبوعين، وحكموا على (. الأسير) بالإعدام!!

أين يُذهبُ بكم؟!

هل يعني هذا أن عبد الناصر، والسادات، ومبارك، والقذافي، وبن علي، والسيسي.. إلى آخر هذه العاهات.. كانوا سُنّة!!

هل هؤلاء سُنَّة؟! هل هذا ما تُروِّجون له؟!

لم يكن الشاه شيعياً عقائدياً؛ بل قومياً فارسياً.. ولم يكن عبد الناصر سُنِّياً عقائدياً؛ بل قومياً عروبياً (أو هكذا يقولون).. فإذا حزبت الحمقى والمثقفين المقارنة؛ فليقارنوا بين هذين الطاغوتين ذوي المنظومة الفكرية المتماثلة نوعاً ما.. أما أن يقارنوا بين السادات والخميني، أو بين مبارك والخميني، أو بين فهد والخميني أو بين زايد والخميني.. فـ(هذا كلامٌ له خبيءٌ… معناه ليست لنا عقولُ)!!

أين هم السُنَّة؟!

هل غرقد جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم سُنّة؟!

لم يكن عبد العزيز بن عبد الرحمن أكثر من اختراق انجليزي للحركة الوهابية الأولى؛ أدارها معتمداً على سلامة نية أفرادها حيناً وعلى إرث جده محمد بن سعود حيناً آخر.. ولم يكن لجده من عمل في حياة الإمام محمد بن عبد الوهاب سوى أن “يُعدد أياماً ويقبض راتباً”، وكان الأمر والنهي فيها لابن عبد الوهاب.. فلما دالت الدولة الأولى والثانية؛ أطلَّ زمنُ المسخ؛ فانبعث أشقاها عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي وَجَدَ فيه الانجليز ضالتَهم في اختراق جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وإتمام تمزيق راية الخلافة المهلهلة، والموافقة على جعل جزء من بلاد الشام وطناً قومياً لليهود، والقضاء على أي مناصر للدولة العثمانية من أمثال ابن رشيد، وتمييع قضية الخلافة التي أشعل إسقاطُها جمرةَ الغضبِ في نفوسِ المسلمين.. وكان أن فاضل الانجليز بينه وبين الشريف حسين (ذلك الأحمق الذي عاش أوهام الخلافة؛ فطلبها نَسَبَاً لا دِيناً بالعمالة للانجليز أنفسهم، ولم يكن ليفهم أن غرض الإنجليز محصور في إسقاط ما يطلب)؛ فأدالوا المعركة عليه لعبد العزيز، وجعلوا عبدَ العزيز وأبناءَه نواطيرَ على أصل العرب ومنبع الإسلام وآبار النفط؛ فلم يكن له من هَمٍّ سوى القبائل العربية التي شرد بها من خلفها، ووضع السيف فيها بهمجية بالغة وغدرٍ منقطع النظير، ثم التفت إلى بقايا الحركة الوهابية الأولى (إخوان من طاع الله) فأبادهم بسلاح الانجليز؛ ليخلص له ملك الجزيرة ويخترع مؤسسةً وهابيةً (مفيرسة) يستخدمها وأبناؤه كلما حزبهم النفاق والكذب.

إن أبشع ما حدث للمسلمين في القرن العشرين هو إشغالهم باحتلال القدس عن احتلال مكة!!

تَصدَّر عبد العزيز وأبناؤه الحالة السُنّية المُختَرَعَة؛ فارتدوا وجه أبي بكر على قلب أبي لهب، وكانوا للإسلاميين ملاذاً آمناً منزوعَ الدسم مُسيطراً عليه مُفرغاً من مضمونه، (تماماً كما تفعل قطر الآن).. ثم لم يكن همهم إلا في اختراق الحركات الإسلامية التي يظنون أن أولياتها قد تُنبيء بظهور دولةٍ سُنِّيةٍ في أُخرَيَاتِها، حتى يَظلَّ وهمُ الدولة السُنية محصوراً فيهم فلا ينازعهم بالدولة الحقيقية أحد؛ فينكشف عوارهم وتظهر عمالتهم؛ فأفسدوا الجهاد الأفغاني، ودعموا عسكر الجزائر في العشرية السوداء، وضربوا الحركة الإسلامية في السودان، واستنبتوا الفصائل المفحوصة في الشام، وصنعوا انقلاب مصر، وأدخلوا الحوثي صنعاء، وأمدوا الشيعة في العراق بالمال والسلاح لضرب المجاهدين السُنَّة، حتى وصل وباؤهم إلى الإسلاميين في ماليزيا فأمدوا أعداءهم بمئات الملايين!!

سُنَّةٌ يقتلون سُنَّة ويُصِرون على كَونِهم سُنَّة..

أما بقية أنظمة السُنَّةِ المُختَرَعة فإن أحداً لا يحتاج إلى كثير كلامٍ حول مخازيهم في تجفيف منابع السنة وتجريف عقيدتهم وتغريب مجتمعاتهم.. بدايةً من أنظمة المغرب العربي، وانتهاءً بنظام الإمارات الذي فاق كل حدود الخيانة والكفر، مروراً بنظام مصر الذي تولى كِبر التغريب في مطلع القرن العشرين.

ليس ثَمَّةَ سُنَّة هنا..

هنا حُكَّامٌ مرتدون، ورافضة صفويون، ونصارى صليبيون، ويهود صهيونيون!!

هؤلاء أعداؤنا.. وهذا ترتيبهم حسب السياق الذي نعيشه الآن!!


المقال كاملا هـــــنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق