تنبيه.. حتى لا تكون فتنة
1-خدعوك فقالوا: ناقش ولا تحذّر!
كنتُ أرجو أن يتمّ تجاهل خبر إنشاء «مركز تكوين الزنادقة»؛ لأنّ هذا المركز لن يضيف جديدًا لمن رعاه من الزنادقة الذين تمّ استهلاكهم إعلاميًا، ولكن بعد أن انتشر خبر المركز؛ فالواجب بيان جهل رؤوسه وبغيهم. والتحذير منهم عندنا كالتحذير من اللصوص وتجار المخدّرات وبائعي الوهم. لا نحذّر منهم لأنّنا نخشى الحوار، وإنّما حتّى لا يقع جاهل أو غافل في حبائل ضلالهم، كما يحذّر علماء الصيدلة ممّن يبيعون أدوية مغشوشة.. أتراك ستطلب من هؤلاء العلماء الكفّ عن التحذير من تجّار حبوب الأدوية الضارة، والاكتفاء ببيان فساد دعاويهم؟! لا تعارض بين البيان العلمي والتحذير. علمًا أنّ كل من يحذّر اليوم من مشروع «تكوين الزنادقة» مهتم أيضًا ببيان فساد ما يدّعون.. «فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل»..
2- ثمّ إنّ أمّة المليارين التي تتحدّث عنها تعيش حصارًا إعلاميًا خانقًا..
فالقنوات الفضائية الكبرى تحتفي بإبراهيم عيسى وإسلام البحيري وشحرور والكيالي وفاضل الربيعي لفتنة الناس عن دينهم، وبعض هذه القنوات أنشأت برامج مطوّلة على مدى أشهر لهؤلاء.. ويندر أن تستدعي هذه القنوات رجلًا متخصصًا في هذه المسائل ليردّ على هؤلاء الزنادقة. وإذا استُدعي، فالغالب أنّه سيكون محطّ هجوم من الضيف الآخر الزنديق ومن المذيع ايضًا؛ فالكفيل عايز كده.. مجرّد مصيدة..
عن أيّ خوف تتحدّث، وقد مُنع كتابي «النسوية الإسلامية، بين الانسلاخ والتلفيق» في اليوم الأول في أحد المعارض السنة الماضية، رغم أنّه حديث عهد بالمطبعة، ولم يُحدث جلبة إعلامية، وما ذلك إلّا لأنّه ناقش أدبيات النسوية العالمانية المتأسلمة في العالمين العربي والغربي ليكشف أصولها الفلسفية ومكرها بالدين..
يطلبون من المسلمين «المناقشة» لا «التحذير»، رغم أنّه قد غلِّقت أبواب المنصّات الكبرى أمامهم؛ فلا صوت لهم ليصل إلى الناس..
3- عجائب فهمتها أخيرًا
عشت طول عمري أعجب من أمور ثلاثة، حتى طار في أيامنا العجب..
كنت أعجب كثيرًا من قصّة قوم لوط عليه السلام، وأندهش كل الاندهاش من وجود جماعة كاملة ملتاثة بالشذوذ.. كان الأمر عجيبًا جدًا؛ حتى صار للقوم اليوم عيد سنوي يستغرق شهرًا كاملًا Pride month
وكنتُ أقرأ عن النواصب، ولا يصدّق عقلي أنّه وُجدت في تاريخ الإسلام طائفة تبغض آل البيت رضي الله عنهم، وتشمت في دمائهم الطاهرة التي سالت ظلمًا، حتى رأيت في السنوات الأخيرة نواصب من لحم وعظم وألسنة تنطق بالإفك..
وكنت أعجب أشدّ العجب من حال الدّجال آخر الزمان؛ إذ يتّبعه الناس، ويؤلّهونه، رغم أنّه إنسان، وأعور.. وذهبت الدهشة لمّا رأيت لشحرور والكيّالي وأتباع (تكوين) أتباعًا يصدّقون أنّ هؤلاء أنصار «التنوير الإسلامي»..
فتن كقطع الليل المظلم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق