خطبة عرفة بلا غزة والأقصى وبلا جراح الأمة
محمد خير موسى
تحدّث خطيب عرفة عن موضوعات شتى غابت غزة عنها كلها وكذلك كل جراح الأمة
تحدّث عن لطف الله بالناس ورحمته بهم إذ أرسل محمدًا صلى الله عليه وسلّم ليأمرهم بما فيه مصلحتهم، ولا إشارة لغزة
تحدّث عن عاقبة التقوى في الدنيا والآخرة، وعن إفراد العبد ربّه بالعبادة، وعن أركان الإسلام الخمسة، وعن أركان الإيمان، وعن الإحسان، وتحدّث عن إكمال الدين، ولا إشارة لغزّة
تحدّث عن قيام الدين على تحصيل المصالح ودرء المفاسد، والموازنة بين المفاسد، وتحدّث عن إزالة الضرر، وتحدث عن العدل والأخلاق الفاضلة، وأداء الأمانات، ولا إشارة لغزة
تحدّث عن السّمع والطاعة لولاة الأمر، ومن الطّبيعي ألا تكون هنا إشارة لغزة.
تحدّث عن الضّروريات الخمس ووجوب المحافظة عليها وأنّ التّعدي عليها جريمة، ولا إشارة لغزة.
تحدّث عن حرمة الدماء والأموال والأعراض، ولا إشارة لغزّة.
تحدث عن الوسائل لها أحكام المقاصد، وأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا إشارة لغزّة.
تحدّث عن تربية النفوس على احترام الضروريات الخمس، ولا إشارة لغزّة.
تحدث عن ضرورة تجنيب الحج الشعارات السياسيّة والتحزبات والتزام أوامر ولي الأمر، وكلّ هذا حتى لا يشير لغزّة.
تحدث عن حجّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، ولا إشارة لغزّة
طلب من الحجاج الدعاء لأهلنا في فلسطين لأنه أصابهم الضرّ، في جملة عابرة، ولم ينسَ أن يذكر أنّ أحق الناس أن يدعى لهم ولاة الأمر بأسمائهم الملك سلمان وولي عهده وذكرهم أكثر من مرة وأطال لهما الدعاء.
غاب الأقصى وغابت غزة وغابت كل جراح الأمة في السودان وسوريا واليمن وحضرت فلسطين في شق جملة عابرة طلبا للدعاء.
ما زلت أردد من أكثر من عشر سنوات أنّ الحج مختطف، وغزة اليوم تثبت بجلاء أنّ الحجّ ما يزال مختطفًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق