الأحد، 3 مايو 2020

أخلاقك في رمضان (٨)

أخلاقك في رمضان (٨)


د.عبدالعزيز كامل
#.. إذا كانت تقواك - أيها الصائم - هي الأثر الباطن المرجو من أداء فريضة الصيام؛ (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة/١٨٩] فإن حسن الخلق هو الأثر الظاهر المطلوب من ورائها ، فصلاح الباطن بالتقوى، تظهر آثاره في حسن الخلق، و رمضان فرصة للتعبد بتلك العبادة التي لا تدانيها في الموازين عبادة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ) [ أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٦٤١) ]
#.. ولحسن الخلق حقيقة لا تكاد تخطئها العين، ويصفها الحسن البصري- رحمه الله - بقوله: "حقيقة حسن الخلق : بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه "..
وعبر عنها القاضي عياض بقوله: " حسن الخلق؛ هو مخالطة الناس بالجميل والبشر، والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة، ومجانبة الغلط والغضب والمؤاخذة " [ جامع العلوم والحكم /١/٤٥٧]
#.. - وارتباط التقوى وحسن الخلق بالصيام، يظهر من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ) [ متفق عليه]
والاقتران بينهما واضح في السلوك العام، من قوله عليه الصلاة والسلام : ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن ). [ رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في الترغيب (٣١٦٠) ]
ولأنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس برب الناس؛ فقد ورثه ذلك كمال الخشية وتمام التقوى، كما قال : ( إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له) [ أخرجه البخاري ٥٠٦٣ ] وظهرت ثمرة ذلك في مدحه من الخالق العظيم : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم/٤]
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لايصرف عنا سيئها إلا أنت ..
اللهم آمين..
ذات صلة

قبسات من (روح الصيام)..(١)

إقبالك على رمضان مودعا.. (٢)

حيازتك للشرف في رمضان (٣)

في رمضان.. خلاصك في إخلاصك (٤)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق