الثلاثاء، 11 يونيو 2024

“البابا تواضروس .. والاعتراف بالعمالة”

 

 “البابا تواضروس .. والاعتراف بالعمالة”

د. عزالدين الكومي

لم تفاجئني تصريحات بابا الكنيسة المصرية”تواضروس”التي قال فيها “أنه أقنع رئيسة المفوضية الأوروبية بضرورة إسقاط حكم الإخوان !!”
وقال لها:”الرئيس مرسي باع حلايب وشلاتين وسيناء وسيبيع القاهرة إذا استمر في الحكم!
وهواعتراف صريح منه بالخيانة والعمالة لجهات أجنبية لإقناعهم بإسقاط حكم الرئيس مرسي المنتخب ديمقراطيًا، وهوما يوقعه تحت طائلة القانون ليحاكم بتهمة الخيانة العظمى!
لكن هذا ليس بجديد على”تواضروس”الذي لم يتوقف لحظة عن التصريحات المسيئة للرئيس محمد مرسي رحمه الله.
ومما قاله على سبيل المثال:”إن مصركانت في طريقها إلى المجهول بعد فوز محمد مرسي بالرئاسة،وكان هناك حالة من الخوف والفزع بعد إعلان فوزه،وأن الأحداث كانت تنذر بشيء يختطف مصر،ومع مرسي كان هناك إحساس عام بأن البلد بتتسرق ، ومع الرئيس “عدلي منصور” شعرت أنه عصر التوازن واستعادة مصر.

وخلال لقاء له في برنامج”رأي عام”على قناة”تن”قال عن فترة حكم الرئيس “محمد مرسي” – رحمه الله- إن ذلك العام كان “سنة كبيسة سوداء ومظلمة”.
وقال عن مظاهرات”30 يونيو”:”إنها جاءت من منطلق الإحساس بالشعب،شعرت أن كل المصريين في الشارع،ومن المفترض أن أشارك في ما يحدث،والرؤية التي كانت أمامي أن هناك مسؤولين على أعلى مستوى يريدون إنقاذ الوطن وأنا معهم ، والحمد لله أن الأمر نجح”.
أما عن دور الكنيسة المشبوه فيقول الدكتور”رفيق حبيب”في دراسة له بعنوان”الكنيسة والسياسة الغائب رغم الحضور” يقول:”إن مواقف الكنيسة تجاه الرئيس مرسي كانت متخبطة، فتارة تعامله الكنيسة على أنه رئيس الدولة،وتتعامل معه في أحيان أخرى باعتباره ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين،مدللاً على ذلك برفضها حضورجلسات الحوارالوطني التي دعا إليها الرئيس،فيما وافقت على وجود أعضاء تختارهم في مجلس الشورى.
ومن المعلوم للجميع أن المسيحيين شاركوا بقوة في حملة تمرد،وبدأوا الاستعداد للحشد والنزول في 30يونيومبكرًا، واجتمع مجلس الكنائس المصرية في ديرالأنبا “بيشوي” بوادي النطرون في 11 يونيو 2013 لمناقشة تظاهرات 30 يونيو.
وقال القس “سمعان عبد الملاك”:”الكنيسة كانت مؤيدة في صمت،فهي لا يجب أن تعلن عن ثورة ضد الحاكم،بل هي تصلي له،ولكن انضمت للجيش بحكم إنها جزء من الدولة، وبالتالى كان هناك نزول ومشاركات غير عادية”.
وعودة لما قاله تواضروس نفسه،فقد قال:”جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة 5 ساعات كاملة،وكانت مناقشة ديمقراطية، واستمعنا لآراء بعضنا البعض،وبعد الاستقرارعلى ما سنفعله بدأنا في صياغة بيان،وتمت مراجعته عدة مرات للاستقرار على الصيغة النهائية،وبعد المراجعة قام الإمام الأكبر شيخ الأزهربمراجعة البيان لغويًا،واتفقناعلى أن يلقي المشير السيسي – آنذاك – البيان ، وبعد ذلك طُلب من كل منا أن يُلقي كلمة”.
وقال كذلك:إن ما دفعهم للمشاركة كان شعورهم بالخوف في ظل وجود نظام الإخوان”.
وفي اليوم التالي كان تواضروس يقف على منصة الانقلاب ليعلن تأييده للانقلاب العسكري،ويصف”خارطة طريق الانقلاب” بأنها وضُعت من قبل أناس شرفاء دون إقصاء أو استبعاد أحد،وأنهم وضعوا بهذه الخريطة كل العناصر التي تضمن سلامة الطريق،وراعوا فيها الرؤية المستقبلية علي المديين القريب والبعيد”.
وقد سار عشرات القساوسة على نفس نهج تواضروس،فهذا فيديولكل من“الأنبا يؤانس”و”الأنبا بيمن”سربه أحد نصاري المهجر يكشف عن كم الدعاية الهائلة في الإشادة بالدور الاقتصادي للمؤسسة العسكرية المصرية،سواء في قطاع المقاولات.. إشارة لبناء الكنائس التي تضررت نتيجة السلوك الطائفي للكنيسة،أو في قطاع الطرق والكباري.
كما أكد القمص”عبد المسيح بسيط”–كاهن كنيسة العذراء بمسطرد–”خلال حوارله ببرنامج “الحدث المصري”على قناة “العربية الحدث” أن المشير يثمِّن لـ النصاري جهودهم التي بذلوها من أجل نجاح ما أسماه ثورة 30 يونيو،مؤكدًا أن 30% من المشاركين فيها كانوا من النصاري”.
وقد دفع الدعم غير المسبوق من “تواضروس” للانقلاب على الرئيس مرسي -رحمه الله- عددا من السياسيين المصريين لتوجيه النصيحة لتواضروس،فهذا”معصوم مرزوق”رئيس التيار الشعبي يقول على”الفيسبوك”:”لا زلت أرجو أن يتفادى قداسة البابا توريط شعب مصر في انحيازات سياسية ، السيسي رئيس مصر وليس بابا النصاري ، وعندما يذهب لن يبقى للنصاري إلا إخوانهم المسلمون،ما تفعله الكنيسة خطر له عواقب وخيمة في المستقبل،وعليها أن تتحلى بالحياد المطلق وتدع ما لقيصر لقيصر دون أن تتطوع بالانحيازلأي قيصر”،ثم اختتم نصيحته قائلا:”أرجوكم لا تعمقوا الاحتقان والانقسام” .
وفي عريضة تداولها نشطاء نصاري على”فيسبوك”دشنها الحقوقي”شريف عازر”مع 162 شخصية نصرانية بارزة مناشدين قيادات الكنائس المصرية الابتعاد عن السياسة، والاكتفاء بالدور الروحي والديني المنوط بها قائلين:”إننا نرى أنه منذ خطاب 3 يوليو 2013 والنظام الجديد ‏استحسن الزج بالكنائس ‏المصرية في المعادلة السياسية كممثلين وحيدين عن عموم ‏المواطنين المسيحيين،ونشدد على رفضنا أن تتصدر الكنائس المصرية ‏مشهد ‏الحشد والتعبئة لمظاهرات سواء كانت داعمة أومناهضة للرئيس؛وهو أمر يمثل ‏خروجا‏ عن القواعد الديمقراطية وإقحام للدين في السياسة”.
كل ما سبق يؤكد على الدور الخطير الذي لعبه تواضروس وقيادات الكنيسة المصرية في الانقلاب على التجربة الديمقراطية في مصر بعد ثورة يناير 2011 ، وهو مخالفة صريحة لتعاليم المسيحية التي يدَّعونها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق