الاثنين، 3 يونيو 2024

“وماذا بعد شهادة رئيس وزراء أرمينيا"

“وماذا بعد شهادة رئيس وزراء أرمينيا"

د . عز الدين الكومي 


في تطور مفاجئ وخطير قال رئيس الوزراء الأرميني”نيكول باشينيان”:”الأتراك لم يرتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن،وأن الاتحاد السوفييتي هو من اخترع هذا الادعاء! من أجل تفاقم العلاقات بين تركيا وأرمينيا . وقال “باشينيان”:”مع تصلب العلاقات بين موسكو وأنقرة منذ عام 1946بدأت روسيا-أو بتعبيرأدق- بدأ الاتحاد السوفييتي في استخدام خطاب(الإبادة الجماعية للأرمن)،ولم يكن لدينا خيار قبول ذلك أم رفضه،لقد قيل لنا ما يجب أن نقوله،ووقفنا إلى جانبه،الآن نحن بحاجة إلى الجلوس وإعادة التحقيق في كل هذه الأحداث،وأن الروس استمروا في ادعاء(الإبادة الجماعية للأرمن)مع تدهورالعلاقات بين روسيا وتركيا بعد إنشاء حلف شمال الأطلسي،وأن الأرمن كانوا فقط ضحايا المؤامرات الجيوسياسية والوعود الكاذبة،وعلينا الآن أن نعترف أنه على الرغم من كل المجازرالتي تعرض لها الأرمن .. إلا أنه من الصعب جداً الادعاء بأن هناك إبادة جماعية للأرمن”،وختم بقوله:”إن الاتحاد السوفييتي كتب هذا السيناريو ونحن لعبناه”!!. وتأتى هذه الشهادة في وقت بالغ الأهمية؛حيث ما زال الغرب يستخدم ورقة الأرمن ضد تركيا،ولا زال اللوبي الأرمنّي – وهو ثاني أقوى لوبي بعد اللوبي الصهيوني – يضغط على الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف عدائية ضد تركيا،ولا زال الرئيس الأمريكي بايدن يؤكد على أحداث سنة 1915باعتبارها إبادة تركية ضد الأرمن؛ حرصاًعلى دعم اللوبي الأرمني في الانتخابات القادمة، واستخدم بايدن عبارة “Meds Yeghern”الأرمينية التي تعني “كارثة كبرى”.
وقال بايدن بمناسبة ذكرى 24 أبريل 1915″اليوم نقف احتراما لمن فقدوا أرواحهم أثناء الكارثة الكبرى والإبادة الأرمينية ونجدد تعهدنا بعدم نسيانهم.
وزعم بايدن بأن الاضطهاد بدأ في 24 أبريل 1915،عندما اعتقلت السلطات العثمانية المثقفين الأرمن وقادة المجتمع في القسطنطينية، تم ترحيل 1.5مليون أرمني أوذبحهم أو قيادتهم للموت،فإننا نحزن على هذه المأساة .. ونكرم مقاومة الشعب الأرمني”. يدّعي بايدن وأمثاله ذلك كذبًا وبهتانًا،مع أن الحقيقة التي لا مرية فيها أنه وخلال الحرب العالمية الأولى وتحديداً فى سنة 1914 كانت الدولة العثمانية تخوض حروباً بحكم وقوفها بجانب ألمانيا وإيطاليا ودول المحور، وأن الأرمن وقفوا ضد الدولة العثمانية وساندوا روسيا ضد الدولة العثمانية! وفي تلك الأثناء شكّل الأرمن “عصابات”ارتكبت مجازر ضد سكان المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانية،واكتفت الدولة العثمانية آنذاك بإصدار قرار تهجيرالعصابات الأرمنية لوقف المجازرضد سكان الدولة العثمانية من المسلمين وغيرهم الذين يوالون دولتهم. ونسوق هنا شهادة المؤرخ الأيرلندى”بات والش” الذي أجرى العديد من الدراسات حول أحداث عام 1915 فقال : “إنه ينبغي النظر في السياق التاريخي الواسع والتطورات التي شهدتها المنطقة من أجل فهم الأحداث التي وقعت عام 1915.
واعتبرأحداث عام 1915وقعت في إطار حرب عالمية مدمرة وكانت مأساة لجميع الأطراف، وأنه ينبغي النظر إلى التطورات في سياق الحرب العالمية الأولى التي بدأت عام 1914″ .
وقال:

”في الوقت الذي واجهت فيه الإمبراطورية العثمانية أزمة وجود نتيجة هجوم قوات الحلفاء .. كانت الجماعات الثورية الأرمنية تشن تمردًا مسلحًا ضد الدولة” .

بدوره قال الأستاذ المساعد “كريستوفر جن” المحاضر في جامعة كوستال كارولينا الأمريكية:
“لا يوجد دليل على أن العثمانيين كان لديهم خطة أو نية لإبادة الأرمن ، وأن إعادة توطين الأرمن في البلاد كانت نتيجة قيام العصابات الأرمينية بتنظيم تمرد مسلح لتحقيق أهداف سياسية، وأنه لا يوجد دليل على أن الدولة العثمانية كانت لديها أي خطة أو نية لإبادة الأرمن”.
وأن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا التي وصفت بـ “الدول المتحضرة” في تلك الفترة، استخدمت تكتيكات مماثلة لقمع أعمال التمرد المسلح، وبخلاف الدولة العثمانية، فإن تلك الدول لم تفعل ذلك لحماية وجودها بل لتوسيع دائرة نفوذها” .
وبدوره قال المؤرخ الفرنسي الدكتور”ماكسيم جاوين” الباحث بمركز الدراسات الأوروبية الآسيوية:”إن مزاعم الإبادة الجماعية تستند إلى الإنكار وتشويه الحقائق الأساسية والوثائق والمصادر الرئيسية للمعلومات التاريخية” .
واعتبر:”أن مزاعم الإبادة تجاهلت إعفاء الدولة العثمانية 500 ألف أرمني من قرار التهجير، وأصدرت أوامر تحظر العنف ضد الأرمن ، وقامت بمحاكمة ألف و387 مسلمًا ارتكبوا جرائم ضد الأرمن بين عامي 1915 و1917،وأن الأرمن خسروا الدعاوى التي رفعوها أمام المجلس الدستوري الفرنسي، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والقضايا المرفوعة أمام المحكمة الدستورية البلجيكية”.


وقد قال كاتب الوثائق في الأرشيف العثمانى: 

الكلمات غير قادرة على وصف الرعب والعذاب الذي شاهده المسلمون أثناء تعذيبهم،وأثناء حرقهم في المنازل أو عند اغتصاب الفتيات !!
وبعد شهادة رئيس الوزراء الأرميني – وكما يقول المثل العربى : قطعت جهيزة قول كل خطيب – فلا يحق لأحد كائناً من كان أن يلوك هذه الفرية .. فرية “إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين” ، هذه الفرية التي طالما رددها الأرمن ومن يدعمهم .
فكم قُتل من المسلمين على أيدي عصابات الأرمن التي عاشت حيناً من الدهر في أمنٍ وأمان فى ظل الخلافة العثمانية ؛ ومع ذلك لم نسمع أن أحداً طالب بمعاقبة هذه العصابات التي ارتكبت هذه المجازر بحق المسلمين، لأنه وببساطة شديدة فإن المسلمين لا بواكي لهم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق