تفنيد ألوهِية السيد المَسيح! (11)
10- تخدع الكنائس خرافها الضالة بمقولة منسوبة ليسوع وهي ” مَنْ رآني فقد رأى الآب”!! هذه الجملة في يوحنا إصحاح 14 عدد رقم 9، وكعادة القساوسة في الخداع، بقطع جملة من السياق والبناء عليها!! فالسياق يوضح الشبهة ويفندها، من بداية الإصحاح يقول يسوع لتلاميذه “1 «لا تضطرب قلوبكم. انتم تؤمنون بالله فامنوا بي. 2 في بيت ابي منازل كثيرة، وإلا فاني كنت قد قلت لكم. أنا أمضي لأعد لكم مكانا،” واضح جدا أنه يتكلم عن الذهاب إلى الآب ” قال له توما:«يا سيد، لسنا نعلم اين تذهب، فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟» فكاتب السِّفْر يريدنا أن نصدق أن تلاميذ المسيح كانوا في وادي وهو في وادي آخر!! وكأنه كان يتكلم لغة أجنبية عنهم، فهنا “توما” أحد التلاميذ لم يفهم رغم أن الكلام واضح!! ثم نجد تلميذ آخر لم يفهم!! “8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا». 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول أنت: أرنا الآب؟”!! واضح جدا من كلام المسيح أنه يستنكر عدم فهم التلميذ وبلادته! بعد كل هذه المدة التي مكثها المسيح مع تلاميذه يعلمهم ويرشدهم، فيأتي أحدهم ويطلب رؤية الله بعينيه ليؤمن؟! فهنا رد المسيح بأنه من رأى المسيح وفهم كلامه يكون قد فهم وأدرك مّنْ هو الآب، لذا قال له يسوع “كيف تقول أرنا الآب” وهذا يعني عكس ما تخدع به الكنائس خرافها، لأنه لو كان المعنى كما تؤمن به الكنائس، فلا معنى لكلام يسوع واستنكاره لطلب التلميذ. خصوصا أنه قال في نفس الإصحاح “… لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي الى الاب، لان ابي أعظم مني.” فكيف يفهم النصارى أن المسيح هو الآب ويسوع يقول أن الآب أعظم منه؟ أين عقولكم؟! الغريب أن كل هذا في حوار واحد، وواضح وفي نهايته يقول يسوع لتلاميذه “ولكن ليفهم العالم اني احب الاب، وكما اوصاني الاب هكذا افعل. قوموا ننطلق من ههنا.”!! إذن الآب أرسل يسوع وأعطاه وصايا ليبلغها وعمل ليقوم به، فكيف يتسق هذا مع قول الكنائس إن المسيح هو الآب؟! الطريف أنه في نفس السفر اي يوحنا الإصحاح الأول عدد 18 يقول “18 …الله لم يره احد قط. …” بل في نفس السفر، الإصحاح 5 عدد 37 أيضا قال المسيح لتلاميذه ” والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته”!! فكيف لمن سمع هذا الكلام مرارا وتكرار أن يفهم أن المسيح هو الآب؟! ونقرأ أيضا في رسالة يوحنا الأولى 4 : 12 (( الله لم ينظره أحد قط ))
كان هذا في حياة المسيح أما بعد رفعه للسماء يقول بولس في 1 تيموثاوس 6 : 16 عن الله : “الذي لم يره أحد ولا يقدر أن يراه “!! وقد سبق أن قال لهم المسيح في متى 5 عدد 17 “”«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ” وقد إختار المسيح 12 تلميذ كلهم من بني إسرائيل وعليه فهم جميعا يعلمون تمام العلم ما ورد في سفر الخروج 33 عدد 20 عندما طلب موسى عليه السلام من الله أن يرى مجده سبحانه فكان الرد هو ” وقال (الله) لا تقدر(يا موسى) ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش.”!!
ولكن كعادة كتب اليهود والنصارى، لا تجد فكرة واحدة دون أن تجد ما يناقضها!! وهذه إحدى مميزات كتبهم!!
الطريف أننا نقرأ في نفس السفر وفي الجملة رقم 11 أي قبلها بتسعة جمل قول كاتب السفر الخروج 33 عدد 11 ” ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه.”!!! يا مثبت العقل والدين يارب! ليس هذا فقط بل نقرأ عن أعظم مباراة مصارعة حرة وهي المباراة التاريخية والتي كانت بين يعقوب والله (تعالى الله عما يقولون) وفيها كانت المفاجأة الكبرى، يعقوب إنتصر ولم يترك الرب إلا وقد أجبره أن يباركه!! بل وأعلن إنتصاره بكل فخر كما في سفر التكوين 32 عدد 30 “فدعا يعقوب اسم المكان «فنيئيل» قائلا: «لاني نظرت الله وجها لوجه، ونجيت نفسي»!! وبهذه المناسبة فقد أكد البابا شنودة في كتابه “مع أسئلة الناس” أن الذي صارعه يعقوب لم يكن ملاكا بل الله تعالى نفسه!!! ثم نقرأ في أعمال الرسل 2 عدد 25 “لان داود يقول فيه: كنت ارى الرب امامي في كل حين، انه عن يميني، لكي لا اتزعزع.”!! ثم نعود ليسوع الذي قال في متى 5 عدد 8″طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله”! وكذلك قوله في متى 20 عندما طلبت منه إحدى السيدات أن يجلس أحد أبناءها عن يمينه والآخر عن يساره في الملكوت! فكان رد المسيح “واما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي ان اعطيه الا للذين اعد لهم من ابي».!! فهذا كلام صريح للمسيح يفرق فيه بين نفسه وبين الآب، وكما قال سابقا أن الآب أعظم منه وأنه أعطاه وصايا وعمل ليقوم به، هنا يقرر بوضوح لمستمعيه أن الأمر كله لله تعالى وهو سبحانه الذي يقرر وليس أحد غيره!! فتأمل.
وربما سمع النصارى العرب القرآن الكريم و قوله تعالى ” وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى “. الأنفال : 17. أو قوله سبحانه : ” إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ “. الفتح : 10، أو قوله : ” مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ “. النساء : 80. فهل يفهمونها إدعاء ألوهية؟ أو مساواة بين الله تعالى وبين رسوله الكريم؟ وهل يخاطر الإنسان بآخرته بالإيمان بشبهات واهية يرفضها العقل السليم والفطرة السليمة؟!
رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق