لا تخدعنَّك مظاهر التقوى!
أدهم شرقاوي
في الحكايات الشعبية لبلاد الفرس، أن صيادًا كان يصطاد الطيور في يوم عاصف، فجعلت الريح تُدخل في عينيه الغبار، فتذرفان الدموع! وكان كلما اصطاد عصفورا كسر جناحه وألقاه في الكيس.
وقال عصفور لصاحبه: ما أرقه علينا، ألا ترى دموع عينيه؟ فرد عليه الآخر: لا تنظر إلى دموع عينيه، ولكن اُنظر إلى عمل يديه!
عندما حدّث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الخوارج، قال فيهم وصفا بليغا تقشعر له الأبدان في العبادة، ويدمى له القلب من سوء العمل! فقد قال: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان!
الخوارج لسنا أنا وأنت من نحقر صلاتنا مع صلاتهم ونستقلّها، وإنما الصحابة أنفسهم! فتخيل تلك العبادة ما أشدَّهم فيها، ثم انظر إليهم يقتلون خليفة المسلمين، ويستحلون دماء المساكين! إنه التناقض في أبشع صوره!
يقول ابن المقفع: من علامات اللئيم المخادع، أن يكون حسن القول سيئ الفعل!
ويقول ابن الجوزي في “صيد الخاطر”: لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته، العامل منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه!
ويقول الثعالبي في رائعته “لطائف اللطف”: دخل أحد الأدباء على نصر، وفي يده كتاب، وكان ممن يسيئون آدابهم. فقال له: ما هذا؟ فقال: كتاب أدب النفس! فقال له: فلم لا تعمل به؟!.
ليس المقصود أننا إذا فعلنا الشر أن نقول الشر أيضا، فنجمع على أنفسنا قبح الفعل وقبح القول.. على العكس، جميل جدا أن يعترف الإنسان أن الباطل الذي قام به هو باطل فعلا، فلا يستحله ولا يبيحه، ولكن الأجمل أن يوافق فعلُه قولَه الحسن!
ويقول الثعالبي في رائعته “لطائف اللطف”: دخل أحد الأدباء على نصر، وفي يده كتاب، وكان ممن يسيئون آدابهم. فقال له: ما هذا؟ فقال: كتاب أدب النفس! فقال له: فلم لا تعمل به؟!.
ليس المقصود أننا إذا فعلنا الشر أن نقول الشر أيضا، فنجمع على أنفسنا قبح الفعل وقبح القول.. على العكس، جميل جدا أن يعترف الإنسان أن الباطل الذي قام به هو باطل فعلا، فلا يستحله ولا يبيحه، ولكن الأجمل أن يوافق فعلُه قولَه الحسن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق